
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للّـه قـوم بحفـظ الـدين قد قاموا
وبـالعلوم ونشـر الفضـل قد هاموا
رامـوا العلا فسـعوا فـي كل مكرمة
حـتى أتمـوا بفضـل الله ما راموا
لهــم جنـوب تجـافت عـن مضـاجعها
والفضـل يشـهد أن القوم ما ناموا
وخيـــر مطعمهــم علــم ومعرفــة
وعـن لذيـذ الغذاء الكل قد صاموا
فـأدركوا بحميـد السعى ما طالبوا
حـتى اسـتنار بهـم في الكون إسلام
هـذا الجهـاد جهاد العلم قد رفعت
بـــه لــدين رســول اللــه أعلام
فشــيدوا الـدين واشـتدت دعـائمه
وهـدمت مـن مبـاني الجهـل أوهـام
لا فخــر إلا لأهــل العلـم إذ بهـم
بيـن الـورى ثبتـت للشـرع أقـدام
أمـا رايـت الإمـام الشـافعيّ علـى
أعتــابه خفعــت للعلــم أقــوام
العــالم القرشـيّ المعتلـى نسـبا
كنـز العلـوم وذخـر القـوم مقدام
إن كـان قـوم لهم في الرأي مستند
فالكــل خلـف وهـذا البحـر قـدام
بـالعلم منـه طبـاق الأرض قد ملئت
صــح الحـديث بـذا وانحـل إبهـام
لقـد قضـى العمـر فـي حـل ومرتحل
لــدرك فضــل وثغـر الفضـل بسـام
ومــا ثنتـه عـن الترحـال متربـة
فـي خدمـة الشـرع أو أقصاه إحجام
فكــم لـه مـن علـوم عـز مطلبهـا
بهــا اسـتنارت لأهـل الـدين أحلام
كـل الملـوك لـه بـالعلم قد خضعت
إن الملــوك لأهــل العلــم خـدام
وكـم وكـم مـن صـفات لسـت أحصرها
قــد حبرتهــا ببطـن الكتـب أقلام
ســفينة العلـم تجـرى فـوق لجتـه
شـراعها الشـرع والمحمـول أحكـام
رحابــة مهبــط الإحسـان مـن قـدم
وفــى القلــوب لـه جـاه وإعظـام
مــا أم ســاحته قــوم لمقصــدهم
إلا وتـمّ لهـم بالنجـح مـا رامـوا
أما ترى القاصدين اليوم قد ملئوا
رحـب الرحـاب وفيهـم فـاض إنعـام
عمـت مكـارمه الـزوار مـذ قصـدوا
هـذا الجناب وفي هذا الحمى حاموا
كــل ينــال علــى مقــدار نيتـه
مـن العطايـا وفضـل اللـه أقسـام
مصـر بـه مع بنى الزهراء قد سعدت
إذ هــم علــى مصـر قـوام وحكـام
يـا قاضـى الشـرع إنا في ضيافتكم
ومنـك يهمـى علـى الضـيفان إكرام
فـانظر إلينـا بعيـن ملؤهـا مـدد
يـا بحـر فضل به الأمجاد قد عاموا
وللأفاضــل أهــل العلــم قاطبــة
فـــإنهم لـــك أحبــاب وأرحــام
والحاضـرين ومـن قـاموا بخـدمتكم
فـإنهم عـن جميـل الصنع ما ناموا
والحـظ بعين الرضا من قام ينشدهم
للّـه قـوم بحفـظ الـدين قد قاموا
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.