
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــربت كأسـا لهـا الأرواح ترتـاح
كاسـا بها الروح والريحان والراح
فيــا لهــا خمـرة صـرفا مشعشـعة
كأنهــا فــي ظلام الليــل مصـباح
مـن عهـد آدم بـل مـن قبلـه عصرت
فمـذ بـدت حـدثتنا بـالألى راحـوا
يـا صـاح هـذى سـلاف مـا تناولهـا
إلا رجـال ببيـد العشـق قـد ساحوا
للــه قــوم شــربناها بصــحبتهم
فاســكرتهم وبالأســرار مابــاحوا
مـا زلـت أشـربها والليـل معتكـر
حـتى بـدا مـن سـجوف الأفـق إصباح
والحـان ترقـص والأرواح قـد صـعدت
لمشـــهد الســر فــالأرواح أرواح
غبنـا عـن المشـهد الداني ومهبطه
نحــو العلــو وسـر السـر مفتـاح
فــالروح فانيـة فـي سـر مشـهدها
وجسـمها مـن لذيـذ الشـوق أشـباح
والفـوز بـالقرب يهنينـي فيضحكني
لكننــي خــوف فقـد القـرب نـواح
يظننـي الجاهـل الأعمـى أخـا خطـل
ومـا درى أننـي فـي العشـق جحجاح
علقتهـا ظبيـة فـي الحسـن مفـردة
عبيرهـا المسـك أمـا الخـد تفـاح
أهيــم شـوقا ووجـدا فـي محبتهـا
ولــى فـؤاد لطيـب الوصـل يرتـاح
قبلـى بهـا هـامت العشـاق من وله
وفـي محبتهـا بالوجـد قـد صـاحوا
يالأئمــا فـي الهـوى جهلا أتحسـبه
ســهلا أفــق فلهيـب العشـق لفـاح
بـاتت تغـازلني والكـاس فـي يدها
وبــدر وجنتهــا بالحســن وضــاح
كـم فتـت الشـوق أكبـادا ومزقهـا
لمـا صـفت لهـم فـي العشـق أقداح
دعنـى ونفسـي أفاسـي مـا ألـذ به
فــإنني فــي بحـار العشـق سـباح
تلــوم والشـوق يطـويني وينشـرني
وأنــت مــن نصـب الأشـواق مرتـاح
للعشـق قـوم شـعار الـذل ملبسـهم
ودمعهــم فــي العلـى غـاد ورواح
فالبعـد قـرب وعيـن القـرب بعدهم
أمـا الفسـاد ظمـأ والخسـر أرباح
عيـن الشـهود لنـور الحـق غيبتهم
ونفــس لكنتهــم بــالحق إفصــاح
والصـبر حلـو وطعـم الحلـو صبرهم
وذمهــم فـي عيـون النفـس تمـداح
ونــومهم ســهر فــي حـان مشـدها
وسـؤلهم فـي شـهود الغيـب إلحـاح
رجــال حــال ولكــن فـي صـدورهم
عيــن الحقيقـة والكتمـان غيضـاح
فهــم عيـون الـورى لكـن والـدهم
أبـو العيـون أمام القوم إذ لاحوا
لازمــت صــحبته والنـاس فـي عمـة
ووبــل دمعــى بغـيّ النفـس سـحاح
كـأنني الليـث فـي الآجـام في عمه
ووبــل دمعــي بغـي النفـس سـحاح
فقيـــدتني يــراع فــي صــحائفه
إذ فــي يـديه لأهـل الغـي ألـواح
نـور الطريـق ومشـكاه السنا لمعت
وفــي ســفين بحــار القــوم ملاح
أبـو العيـون سـقاني الكاس مترعة
مــن ورد صـفو بهـا العلات تنـزاح
شـطحت فـي مهمـه العشـاق منتشـيا
والعاشـق المرتـوى بالسـكر شـطاح
أســيح بالشـوق أعوامـا فأحسـبها
يومــا وإنــي لنيـل الوصـل سـاح
قصــدى الــدنو وآمــالي تحـدثني
بــه وغنــي لســر الســر طمــاح
وربــك الفاعـل المختـار ذو كـرم
رب كريــم لطــرق الخيــر فتــاح
لــه مــواهب لا يحصــى لهـا عـدد
للخيــر والــبر والإحســان منـاح
يـا رب حقـق رجـائي فيـك يا أملى
بجـاه مـن شـرعه فـي الكـون إصلاح
صـلى عليـه إلـه العـرش مـا بزغت
شمس السما أو بدا في الكون مصباح
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.