
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أصـبحت لا بُـدَّ لـي أن أنفُـثَ الصَّدرا
بنفثــةٍ تبهــج الأشــعارَ للشــُّعَرا
أصـبحتُ لا بُـدَّ لـي مـن نفثَـة وبهـا
أُحَصـْحِصُ الحـقَّ عـن مكنـون مـا سُتِرا
أصـبحتُ لا بـدَّ لـي مـن نَفْثَتَيـنِ ولا
منــي أرى لهمــا الإبهـام منتظـرا
أصــبحت لا أرض لــي ولا سـماءَ تُـرى
غيـر الـذي مـن هـوى ميمون مُنتَثِرا
وَقِلْــتُ لا جِســم لـي ولا فـؤادَ سـوى
مـا مـن هـواي لميمونَ الذي اشتهرا
وَقِلْــتُ قلــبيَ فارغــاً وليــس لـه
غيــرٌ عــدا ذِكْـرِهِ ميمـونَ منتشـرا
ورُحــتُ لا سـرَّ لـي والقلـب لـي خلا
خلا إذا ذُكِـــرَتْ ميمـــونَ يـــدّكِرا
ورُحــتُ حيــران لا أدري الأنـام ولا
شـُغلاً لهـا غيـر ميمون الذي انتظرا
وبــتُّ غيــر معَاهِــدٍ لهــا حُصــرت
ذكــر المَعَاهِـدِ عنـدي حُسـنُه حُصـرا
وبـتُّ غيـر الـذي مـن حُسـنها نَظَـرَتْ
نفســي فلا غيرَهـا نفسـي لـه نَظَـرا
وســائلي عنــه لا تسـمع سـواي ولا
فليـس يُسـمع قـولٌ غيـر مـا اختبرا
هــي الشــفاء ولا مِثْـلٌ لهـا بَصـُرت
عينــي ولا دهرنـا غيـري لـه بصـُرا
هــي الشــفاء ذكـاءً والجمـال بـهِ
ضـاهت شـموس الضـحى وفـاقت القمرا
هــي الــتي أخـذت قلـبي حقيقتهـا
غَزْلـي بهـا ليـس مـن مجازِ مَن شَعرَا
تلـــوحُ ليلاً علــى صــبح تُقِلّهمــا
غصــنا لهــا خــاتمٌ تفــترُّه دُررا
لهــا مُحيّــاً بــه جثمانهـا نُصـرت
وقيهــلٌ جثَّــةٌ لهــا بهــا نُصــرا
خـــودٌ وممكـــورة وغــادة مكــرت
قلــبي بحــبٍّ لهــا وغيرهـا مُكـرا
هِرْكَوْلَــــةٌ ورداح طَفْلَـــةٌ صـــدرت
جســمي وروداً بحــبٍّ لا يُــرى صـَدَرَا
رعبوبــــة وخبنــــداةٌ خدلّجــــةٌ
هيفـــاء مقبلــةٌ عجــزاء مــدَّبرا
أُملـــودُ عطبولـــة رأدٌ بَرَهرَهَـــةٌ
غيـــداء بهنانــةٌ خريــدة خفــرا
نـــوارُ غانيـــةٌ عَرُوبـــة نــثرتْ
وُدَّاً لقلــبي بـه عـن غيرهـا نُـثرا
أصـبحتُ لـولا شـهودِ مـن لهـا خَلَقـا
وصــوَّر الخلـقَ منهـا تاركـاً صـُورا
ربِّــي جليــلٌ جميــلٌ قــدرُهُ عظُمـا
عــن أن يُقَــدَّر وهـو قـدَّر القَـدَرا
اللــه جــلَّ جلالاً فـي الجمـال وفـي
جلالـه مـن عظيـم الوصـف مـا غَمَـرَا
وانظـر إلـى وصـفه ترى الصِّفات سوى
صـفاته لَـنْ تُـرى نظْـراً لمـن نظـرا
وكيــف يظهــر وصــفٌ غيــره معــه
والغيـرُ مـع وصفه في الحقِّ ما ظهرا
وكيــف وهـو الـذي فـي كـثرة أحـدٌ
وظــاهرٌ بــاطنٌ فـي كـلِّ مـا كثُـرا
وكيـف وهـو الـذي فـي وَحْـدَةٍ خَلَقـا
مَنَّـا ومـن غيرنا الجَلِيْ وما استترا
فهـو الـذي يَعلَـمُ الـذي يكـون وما
قـدْ كـان فـي أَزَلٍ جمعاً وما انتثرا
وهــو المريــد الـذي لـه إرادتـه
وقــــادرٌ وعلــــى إرادة قَـــدَرا
لــه الكلامُ لــه الحيــاة مسـتمعاً
بـاقٍ قـديماً بصـيراً يبصـر البَصـَرا
لـــه الإنيَّــة والهُويَّــة القَــدِمَا
ولفـظ أنـت لـه عـن كـل مـا ذُكـرا
وُجُـودُهُ لـم يكـن معـه الوجـود ولا
وليــس ينكِــرُ ذاك غيـرُ مَـن كَفَـرا
مــن أيــن وهـو الـذي التصـرف لا
سـواه يفعـل أمـراً لـو يـرى أَمَـرا
فــالآمرون وكــل مـن يُـرَوا أمـروا
ومــن نَهَـوا كُلُّهُـم أمـرٌ لـه أُمَـرَا
يُعطــي الجَزيــلَ بلا مَــنٍّ ولا ســَبَبٍ
وشــكرُهُ مُــؤذنٌ زيــداً لمـن شـَكرا
فـالعَرشُ والفَرشُ والمَلَكُ الذي حملوا
لــه الـذي منهُـمُ سـرّاً ومـا جَهَـرا
أحــاط علمــاً وأحصـى علمـه عـدداً
كُـلَّ الـذي كـان شـيئاً أو يكون جرى
يسـقي القلـوبَ رحيقـاً منـه معرفـةً
يشــفي ســرائرَهُم تكــون مبتَصــِرا
يســقيهمُ مــن كـؤوس الحـب أشـربةً
تُخــامر العقـلَ بالعرفـانِ تختمـرا
إذا تجلَّــى علــى القلـوب خامرهـا
وُدٌ ينَسـِّي وداد الخمـر مـا اختمـرا
أحلــى وأطيـبُ مـن مسـكٍ ومـن عَسـَلٍ
يُنسي الغواني على الفتيان لو حضرا
أجلـى وأظهـرُ مـن شـمس الضُّحى وبما
جَلَــى بلا حُجُــبٍ مـن عينـك القمـرا
لوكـان للحُسـنِ يدري من رأى الحسنا
أنســاه صـنعُ الإلـه مـا يـرى ودرى
أو كـان اسـم الغواني من درى وسما
أســماءه لنســى منهـنَّ مـا ادَّكـرا
ســبحان مبـدع مـا يكـون مـن جمـدٍ
ومــا يُـرى ذَوَبانـاً كـان وانتشـرا
سـبحان مبـدع مـا فيـه الحياة وما
فيـه الممـاتُ وما في الحشرِ محتشرا
ســبحان مبـدعِ ذي الـدنيا وضـرَّتِها
وواهـــبٍ خيـــرَهُ ودافـــعٍ ضــَررا
ســـبحانه ومنَـــزَّهٌ عـــن المثــل
تنَــزَّهَ اللــه أن يماثــل البَشـرا
تنَـزَّه اللـه عـن شـبه الأنـامِ وعـن
دَرْكِ العُقُـولِ وما في القلب قد خطرا
تنَــزَّه اللــه عــن إدراكِ مُعتَبِــرٍ
اللـهُ أعظـمُ مـن دَرْكٍ لمـا اعتـبرا
تنَــزَّه اللـه فـي الأسـرار والعَلَـنِ
عـن أن يضـاهَى بمـا يُـرى ويُنتَظـرا
أُثنـي عليـه بمـا قد جاء في الكُتُبِ
ومــا عــن الكُتْــب والأملاك مُـدَّخرا
أُثنــي عليـه بكـل اسـمٍ لـه وبمـا
مــن وصــفه بثنــاءٍ ليـس منحَصـِرا
أُثنـي عليـه ولا أُحصـي الثنـاء كما
بنفســه قــد ثنــى عليـه مُقتَـدِرا
ومنــه بالوصــف والأســماء أطلبـه
مطــالبي كلهــا تكمـل تكـن خِيَـرا
مصطفى (أو محمد مصطفى) بن محمد فاضل بن محمد مأمين الشنقيطي القلقمي، أبو الأنوار، الملقب بماء العينين.من قبيلة القلاقمة، من عرب شنقيط. مولده ببلدة الحوض، ووفاته في (تزنيت) من مدن السوس الأقصى. وفد على ملوك المغرب في رحلته إلى الحج وحظي عندهم. وكان مع اشتغاله بالحديث واللغة والسير، له معرفة بما يسمى (علم خواص الأسماء والجداول والدوائر والأوفاق وسر الحرف) وقصده الناس لهذا. قال صاحب معجم الشيوخ: وأخباره في العلم والطريق والسياسة واسعة تحتاج إلى مؤلف خاص.له كتب كثيرة، منها (شرح راموز الحديث - ط)، و(نعت البدايات وتوصيف النهايات -ط)، و(تبيين الغموض على النظم المسمى بنعت العروض -ط)، و(مغرى الناظر والسامع على تعلم العلم النافع - ط)، و(مبصر المتشوف - ط) في التصوف، و(دليل الرفاق على شمس الاتفاق -ط) ثلاثة أجزاء، و(مذهب المخوف على دعوات الحروف-ط)، و(المرافق على الموافق-ط)، و(مفيد الحاضرة والبادية - ط)، و(مجموع -ط) مشتمل على الرسائل منها (قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين) و(الإيضاح لبعض الاصطلاح) و(ما يتعلق بمسائل التيمم) و(سهل المرتقى في الحث على التقى).