
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنــي بلا مُهلــةٍ أقــول فـي مَهَـلٍ
مـا لـي ومـا للهـوى عنـي بلا شُغُلِ
إن قلـت عنـه أفـرُّ جـاء مـن أَمَـمٍ
أو قلـت صـدَّ صـُدوداً كـرَّ عـن عجـلِ
أو سُلَّماً في السما ابتغيتُ أو نَفَقاً
في الأرض إن لم يجىءْ ضحىً مع الطَّفَلِ
نعــمْ ولا يســلونَّ القلـبَ إن عَـدا
إذ يســمعنَّ كلام الفصــل لا الهـزلِ
وذاك حــقٌّ بــه سـَلْوانُ أجمـع مـا
ذوي الهـوى عـن هوى كالبدر معتدلِ
ذاك الكلام الــذي الكِلام يبرئهــا
والفتــق يرتقــه وحليــة العطـل
ذاك الكلام الـــذي الأحلام حاســرةٌ
والحُلـم والحِلـمُ عنـه جـلَّ عن خطلِ
ذاك الكلام الـذي بـاقٍ لـه القِـدم
شــافي الظهــور وبــاطن بلا مثـل
هــو الـذي زان مـن يتلـو وقرَّبـه
وقُربُـــهُ أبـــداً للــه والرّســُلِ
هــو الــذي شــانئُهُ شـان بُعـدُهُمُ
في المُرْه والوُطْفِ عند الأعين النُّجلِ
هـو الـدليل هـو البرهـان عُرْوَتُـهُ
وُثقـــى فمستمســـك بــه بمتصــل
ذكــرٌ حكيــمٌ صـراطٌ مسـتقيمُ هـدىً
وغيــره مـن هـدى هـداه فـي ضـللِ
يرنـــو لقــارئه بعيــن رحمتــه
يــدنو بــه أبــداً بغيـر منفصـلِ
يــدنيه للحضـرة العُليـا ويكرمـه
بمقعــد الصـِّدق عنـد مالـك الأمـلِ
يُضــيئه بالهــدى قلبــاً وقـالبه
والنـور فـي قـبره مصـباح محتفـلِ
وفيـه أنبـاء مـا مـن قبلنـا وبه
أنبــاءُ مـا بعـدنا وبيننـا وَجَـلِ
لا منـــه يشــبع عــالمٌ ولا خَلَــقٌ
مـع كـثرة الـرَّدِّ عُجْـبٌ منه لم يزلِ
ولا تزيــغ بــه الأهــوا ولا لُســُنٌ
يَـرى التباسـاً بـه أو داعي المللِ
ومــن يقـل صـادقاً بـه ومـن عملا
يُـؤْجَرْ ويُنصـرْ لـدى قـولٍ وفـي عملِ
فيــه البلاغُ لقــومٍ كــان هَمُّهُــمُ
عبــادةُ اللــه مـن حـافٍ ومُنْتَعـلِ
ليـس الغِنـى دونـه والفَقْـرُ لا مَعَهُ
وشـــافعٌ قـــائدٌ لجنَّـــتين عــلِ
هـذا ولـو كـان ألسـن الخلائق لـي
وعلمهـا والعقـولُ الـدَّهرَ ذا نَفَـلِِ
فـي مـدحه لـم يكـن معشـاره بلغا
كُلـي وأحـرى ببعـض البعـض في كَلَلِ
أنَّـى وقـد قيـل مـا فرَّطت فيه ولا
بمثلــه يـأتِيَ الـورى ذوو الخَـولِ
وكيـف منـه الحيـا إلا الحيـاة به
إنـزال غيـثٍٍ بـه إكثـار ذا الوشل
وكيــف وهــو كلام اللــه جـلَّ علا
ومــن أضـيف إلـى الكمـال ينكمـلِ
إنــي عبيــد إلـه الخلـق أجمعـهِِ
وهـو الوسيلة لي والحبل ذو الجدلِ
قنعــت فيــه ولا قنعــت ذا كبــدٍ
حَـرَّا ولا أقنَعَـنْ بغيـر مـا الرَّتَـلِ
وإننــي لغمــار المجــد أطلبــه
والنصــر والعـز بازديـاد مُنكَمِـلِ
وزد بأكمــل مــا الصـلاة مسـتلماً
علـى الـذي مُنْـزَلٌ عليـه في النّزلِ
مصطفى (أو محمد مصطفى) بن محمد فاضل بن محمد مأمين الشنقيطي القلقمي، أبو الأنوار، الملقب بماء العينين.من قبيلة القلاقمة، من عرب شنقيط. مولده ببلدة الحوض، ووفاته في (تزنيت) من مدن السوس الأقصى. وفد على ملوك المغرب في رحلته إلى الحج وحظي عندهم. وكان مع اشتغاله بالحديث واللغة والسير، له معرفة بما يسمى (علم خواص الأسماء والجداول والدوائر والأوفاق وسر الحرف) وقصده الناس لهذا. قال صاحب معجم الشيوخ: وأخباره في العلم والطريق والسياسة واسعة تحتاج إلى مؤلف خاص.له كتب كثيرة، منها (شرح راموز الحديث - ط)، و(نعت البدايات وتوصيف النهايات -ط)، و(تبيين الغموض على النظم المسمى بنعت العروض -ط)، و(مغرى الناظر والسامع على تعلم العلم النافع - ط)، و(مبصر المتشوف - ط) في التصوف، و(دليل الرفاق على شمس الاتفاق -ط) ثلاثة أجزاء، و(مذهب المخوف على دعوات الحروف-ط)، و(المرافق على الموافق-ط)، و(مفيد الحاضرة والبادية - ط)، و(مجموع -ط) مشتمل على الرسائل منها (قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين) و(الإيضاح لبعض الاصطلاح) و(ما يتعلق بمسائل التيمم) و(سهل المرتقى في الحث على التقى).