
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بالواسـعات أرى الأشـواقَ تنهمـرُ
مـن واسـعاتِ صـدور الشوق تنفجرُ
والركــب منـدلثٌ سـيراً ومضـطربٌ
شــوقاً ومنحــرقٌ توقـاً ومختمـرُ
ومنــه ملتمــعٌ حَــذْراً ومجتَمِـعٌ
لهــواً ومســتمعٌ يــرى ويختمـرُ
بعــضٌ همــامٌ أريـبٌ مُنجِـدٌ فَطِـنٌ
والشـَّهمُ فيه وفيه المِغْشَم الصَّبِرُ
وفيــه عانقــةٌ ملعــاً وراتكـةٌ
وَخْــداً وراســمةٌ والنـصَّ لا يـذرُ
مـن ذكـر غانيـةٍ تَسـبي بفـاترةٍ
تضــني ببارقــةٍ تَشـفي وتفتخـرُ
مـن رامَهـا ظفراً أو نالها سحراً
يرتـحْ بهـا سـهراً بالرَّوح يصطبرُ
شــمسٌ طريقتهــا نجـمٌ هـدايتها
لـم تَخلُ في أخذها عن أخذها قمرُ
ووصــلُها غُــررٌ وصــرمها غَــرَرٌ
ونيلهـــا بِشـــرٌ مــآلهُ بُشــَرُ
وأخــذُها لَبَهَــا لأنهــا لِبَهــا
نيــل المعـالي ودرُّ صـيتها دررُ
مـن صـيتِ شـارِعِها أَحيتْ مَشَارِعُها
ذكـراً لـذاكرها بـالرفعِ يُشـْتَهَرُ
فقـال خِِلِّـيَ لا تُبْهِـمْ لهـا حَـذَرَاً
فقُلْـتُ خُـذْهَا جُزيـتَ أنـت لا حَـذِرُ
طريقة المصطفى بالمصطفى اصْطُفِيَتْ
ذاك اصـطفاءٌ لـهُ قـد صـُورت سُوَرُ
تلـك الـتي كُـلُّ حُسنٍ في محاسنها
ولا تُزيـــغُ ولا تُبقــي ولا تَــذَرُ
نهـجٌ لنـورٍٍ بنـورٍ قـد هَدَى وهُدىً
للمـؤمنين بعِـزٍّ بَـزَّ مـن كفـروا
لأنـــه مُصـــطفىً بربــه وصــفا
مـن خلقـه وكفـى شـرَّاً لـه شـَرَرُ
اللـــه قَـــدَّره قبلاً وأرســـله
بعــداً وصـوَّرهُ ومنـه ذي الصـُّورُ
تَبّــاً لحاســده تُرْبــاً لشـانئه
ثبتــاً لناصـره بـالرُّعب ينتصـرُ
جَـــمٌّ فضــائله جهــرٌ فرائضــه
حُمَّـت مفـاخره والغيـر ما افتخرُ
خيـر الخلائق مـن دنـا لـه ذعناً
رواحـــه زائرٌ يغــدو ويبتكــرُ
طيــبٌ عناصــره طيــبٌ معاصــره
ظفــرٌ مَظــاهرهُ عِــداهُ تُحتَقَــرُ
صـــفت ضــمائره كفــت كلاءتــه
لمَّـتْ نَـوافِلُه قَومـاً قد انتثروا
ســبقاً عنــايته غنــىً ولايتــه
وُدٌّ هــدايته بشــراً بـه النُّـذُرُ
لا يـدرك العقـل مـن مديحه لسوى
أن المـدائح فيـه كلها انحصروا
والأصـل والفـرع منـه كلما وُجدا
ومنـه مـا وَجـدا والعيـن والأثر
قِــدماً تـداوله بالمـدح ألسـنةٌ
وقلَّمـا عَبَّـرُوا من كُثْرِ ما عبروا
لأنَّ مـا عـاينوا بعـض الـذي بهم
مـن سـِرِّهِ وهـم لـم يـأتهم عشـُرُ
وكنــتُ متَّبعــاً ولســت مبتـدعاً
لكــونه مرتعــاً رتعْــتُ أعتمـرُ
فـالكون أجمعـه مـن سـرِّ نقطتـه
وسـرُّ خلقتـه فـي الخلـق منتشـرُ
خَلـقٌ صـفا خُلُقـاً خلـق نفى حرقاً
خلـقٌ كفـى طُرُقـاً كالشـهب تستترُ
هـو الضـياء الذي بالنور طلعتهُ
هـو السناء الذي في الأفق ينتشرُ
هـو السـماح الذي بالجود ينكفحُ
هـو السـحاب الذي بالغيث ينهمرُ
هو الفخار الذي نفى الفخارَ وَفَى
وعـداً ورعـداً بفخر صدّ من فخروا
وحيثمـا الأصل طاب الفرع طاب به
ففرعـه الطيـب لا يبقـي ولا يـذرُ
اللــه أكملــه للحمْــدِ أحرفـه
والمجـــد أشـــرفه مكمَّلاً بشــرُ
وخاتمــاً رســلاً وخاتمــاً سـُبُلا
والبـدء منه ومنه الختم والخبر
بــه ألــوذُ ملاذ مـن لـه فطـرت
ذنــوبه رُوحَــهُ والقلـب ينفطـر
ومنـه أرجـو كمـال مقصـدٍ فـترت
أعمالنـا عنه والأطماع ما فتروا
عليـه مني الذي ينهي الصلاة كما
أنهـى الـذي هـو لا فـردٌ ولا زُمَرُ
مصطفى (أو محمد مصطفى) بن محمد فاضل بن محمد مأمين الشنقيطي القلقمي، أبو الأنوار، الملقب بماء العينين.من قبيلة القلاقمة، من عرب شنقيط. مولده ببلدة الحوض، ووفاته في (تزنيت) من مدن السوس الأقصى. وفد على ملوك المغرب في رحلته إلى الحج وحظي عندهم. وكان مع اشتغاله بالحديث واللغة والسير، له معرفة بما يسمى (علم خواص الأسماء والجداول والدوائر والأوفاق وسر الحرف) وقصده الناس لهذا. قال صاحب معجم الشيوخ: وأخباره في العلم والطريق والسياسة واسعة تحتاج إلى مؤلف خاص.له كتب كثيرة، منها (شرح راموز الحديث - ط)، و(نعت البدايات وتوصيف النهايات -ط)، و(تبيين الغموض على النظم المسمى بنعت العروض -ط)، و(مغرى الناظر والسامع على تعلم العلم النافع - ط)، و(مبصر المتشوف - ط) في التصوف، و(دليل الرفاق على شمس الاتفاق -ط) ثلاثة أجزاء، و(مذهب المخوف على دعوات الحروف-ط)، و(المرافق على الموافق-ط)، و(مفيد الحاضرة والبادية - ط)، و(مجموع -ط) مشتمل على الرسائل منها (قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين) و(الإيضاح لبعض الاصطلاح) و(ما يتعلق بمسائل التيمم) و(سهل المرتقى في الحث على التقى).