
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـالبحر قيلولـة والشـوق أختنـق
للنــوم حيلولــة والحـب مختنـقُ
وصـرت أبصـر منـه القلـب محترقاً
والـروح والجسـم والفـؤاد يحترق
وصـار قـرُّ البحـور الشمس مندفقاً
والحـر فـي الشمس والفؤاد يندفق
والقــوم سـابقهم للحـي ملتحقـا
ولاحـــق ســابقاً كفــاه يلتحــق
والشـــوق آخــره أولاه مســتبقاً
وسـابق كـان لا فـي السـبق يستبق
والجسـم مـن باطني للروح مرتمقا
وبـاطني روحـه فـي الشـوق يرتمق
والسـر منـه الـذي مصـيره حنقـا
ولــو أري حنقــاً لأذهــب الحنـق
مــن ذكـره لفتـاة ليـس مختفقـاً
معهـا الفـؤاد وإن ينقـل فيختفق
كأنمـا الشـمس إذ تكـون مبتزقـاً
مـن لونهـا بزقـت واللـون يبتزق
وإن علا البـدر في الهواء مبتسقاً
كـأنَّ منهـا المحيـا فيـه يبتسـق
وإن تـر الـبرق في الظلام مبترقاً
كـأنه ثغرهـا فـي الليـل يبـترق
والـراح مُزجىً ببرد السحب مبتصقاً
كــأنه ثغرهــا بالرشــف يبتصـق
والمسـك حيـث يفـوح نشـره عبقـاً
كــأنه نفســها والنفــس تعتبـق
والسـهم فـي وقعه بالجسم مرتشقا
كـأنه لحظهـا فـي القلـب يرتشـق
وجعلهــا ذهبــاً مرونقــاً ورقـا
يحســن بــه ذهـبٌ ويحسـن الـوَرِقُ
أيامنـا والليـالي يأتيـا نسـقاً
وكلمـــا نســـقا فوبُّهــا نســقُ
وليـس قلـبي فـي الأنـام معتشـقا
لغيرهــا غيــر مـن للـه يعتشـقُ
غـوث الطريقـة بعـد عـدمها عتقا
غيـث الخليقـة فهـو غيثها العتق
خيـر الأنـام وبحـر العلم مختسقاً
وحيثمـا قـد رمى في الرأي يختسقُ
بحـر الأيـادي وفُلْكُ البحر منفلقا
ومنـه فـي الغيـب والحسـي ينفلق
سـيف الإلـه علـى الأعـادِ منخزقـا
ومـن سـهام لـه فـي الرمي يختزق
مـولى النوال على الموال منسحقاً
نـواله للعفـاةِ حيثمـا انسـحقوا
هـو الجـوادُ الـذي في مهله سبقا
سبق الجياد إذا الجياد قد سبقوا
هـو التقـي السـخي الخِرْقُ منطبقا
هـو الخضـمُّ هـو الهاضـوم ينطبـق
هــو الهمـام سـميذع مـتى خلقـا
وهْـوَ الأريـبُ هـو الجحجـاح مختلق
حلاحـــلٌ مـــدرةٌ منجـــزٌ خلقــا
ولـــوذعيٌّ ســـريٌّ مصـــقعٌ خَلِــقُ
والأريحــي حســيب مجـده انطلقـا
وماجــدٌ وهُــوَ الصــِّنديد ينطلـقُ
وصـــِمةٌ بطـــلٌ ذَمَرْكَـــمٍ دهقــاً
كـل الطغـاة ومنـه الطـاغي مدّهقُ
ومغشــم بُهْمــةٌ شـهمٌ وقـد حـذقا
حَـزْوراً علـم ما الأقحاح قد حذقوا
محيـي الشـريعة بعـد عدمها وهقا
وهـو الوثيـق لهـا كـأنه الوهـق
قطـب الوجـود عليـه دار مفترقـاً
والفـرق والجمـع فيـه ليس يفترق
والعلـم والحلـم دائمـان متفقـا
والعـدل والبـذل فيـه الكل يتفق
والشمسُ والقمرُ الليلُ النهارُ رَقَى
كـلٌّ يضـاهي لـه إكمـال ما شرقوا
مصطفى (أو محمد مصطفى) بن محمد فاضل بن محمد مأمين الشنقيطي القلقمي، أبو الأنوار، الملقب بماء العينين.من قبيلة القلاقمة، من عرب شنقيط. مولده ببلدة الحوض، ووفاته في (تزنيت) من مدن السوس الأقصى. وفد على ملوك المغرب في رحلته إلى الحج وحظي عندهم. وكان مع اشتغاله بالحديث واللغة والسير، له معرفة بما يسمى (علم خواص الأسماء والجداول والدوائر والأوفاق وسر الحرف) وقصده الناس لهذا. قال صاحب معجم الشيوخ: وأخباره في العلم والطريق والسياسة واسعة تحتاج إلى مؤلف خاص.له كتب كثيرة، منها (شرح راموز الحديث - ط)، و(نعت البدايات وتوصيف النهايات -ط)، و(تبيين الغموض على النظم المسمى بنعت العروض -ط)، و(مغرى الناظر والسامع على تعلم العلم النافع - ط)، و(مبصر المتشوف - ط) في التصوف، و(دليل الرفاق على شمس الاتفاق -ط) ثلاثة أجزاء، و(مذهب المخوف على دعوات الحروف-ط)، و(المرافق على الموافق-ط)، و(مفيد الحاضرة والبادية - ط)، و(مجموع -ط) مشتمل على الرسائل منها (قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين) و(الإيضاح لبعض الاصطلاح) و(ما يتعلق بمسائل التيمم) و(سهل المرتقى في الحث على التقى).