
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا عِــم صـباحاً أيهـا الربـع منعمـا
وحــدِّث حــديثاً عــن مُيَيــمَ مُنَعِّمــا
تنعَّــمْ تَنَعَّــمْ أيهــا الربْــعُ إنمـا
يُنَعَّـــمُ عيشــاً مــن يــراك تنعُّمــا
وعظـــم حبيبـــاً لا يـــراك دوامــه
ومــا دمــت إلا بالبُكَــا لــك عظَّمـا
ألا إن مــن يهــوى ويعلــم مثـل مـا
أرى بــك قبــل اليــوم حَــبَّ تَكَلُّمـا
ألا مـن يرانـي عنـدك اليـوم لـن يرى
ولـم يـر فـي الماضـي وآتٍ لمثـل مـا
تعلــم ولا تنــس الربيــع المربعــا
ومربــع فتيــان لنــا بــك مُعْلَمــا
ألا لا فعـــن محبـــوب حــدّث وخَبِّــري
وحَــــيِّ ســـلاماً أو فَـــرُدَّ تَســـَلُّمَا
تكلّـــم ومثلـــي بالســـؤال لأجــدَرُ
ومثلــك بالفُتْيــا ولـو كنـتُ أبْكَمـا
فــأين اللــوائي قـد تركـت تركننـي
ســـوالف أيـــام أســـيراً متيَّمـــا
وأيــن اللــوائي قــد عهـدت بمعهـد
بــك اليــوم لا يلفــى لهــنَّ تخيمـا
فــأين لهُــنَّ الســَّير أيــن تيمّمـوا
وأيــن لهُــنَّ الســبر أيــن تيمّمــا
أمُــرُّ علـى العهـد الـذي قـد عهـدتم
أم الخلــف فــي أوصــافهنَّ تحرجمــا
فــإن لــم تجــب جهلاً فلســت بمعـذر
وإن لـم تجـب كتْمـاً لـك النارُ مُلْجَما
فـــأقبَلْتُ لمَّـــا أن رأيــت صــُمُوتَه
علـى القلـب عـلَّ القلـبَ يُصـْمِتُ مُغْرَما
بِقَــوليَ صــبراً وا فــؤادِيَ لـم تكـن
لأخــرس مــن فتيــا وأحــرى مصــمما
فقــال وأيــن الصـَّبْرُ والصـبرَ أجْـرَعُ
وأقبـــل للربـــع الســؤال مُســَجَّما
ألا أيهـــا الربــع الجــوابُ مُــوَجَّبٌ
عليــك فعــن محبــوب جـاوب لتغنمـا
تَكَلَّــمْ تَكَلَّــمْ فالســكوت لمــن يُـرَى
يُكَلِّـــمُ لَــمْ يحســنْ تكلــم تكلّمــا
وإلا فصــفها لــي بمــا كـان وصـفها
وصـــف لـــي بلاداً يمّمتهــا تيمّمــا
وثبّـــت قليبـــاً قــد تحــرّق كلُّــه
مــن الشــوق والأشـواق تحـرق محسـما
فقـــال ولا تعجـــب ولكنــك اعتــبر
هنيئاً مــــريئاً لا تكـــون مصـــلما
فثبـــت بأوصـــاف ووصـــف مرونـــق
لمحبـــوب كيمــا أن ترســب مرجمــا
بمحبـوب شـمس فـاقت الشـمس في الضحى
لهــا قمــرٌ فــاقت بــه قمـراً نمـا
وحــوراء لــن تلفـى تضـاهي نـواظراً
وثغـــراً شــتيتاً لا يحــاكى تبســما
وفرعـاً علـى المتنيـن جعـداً ومنكبـا
مديــداً وخــدّاً ســال تحــت مســحَّما
وجيــد ظبــاء الرمــل فـاق محاسـنا
وصـــدراً بـــه رمانتـــان تركَّمـــا
لهــا عضـدٌ لـو أبصـر المـرء عابـداً
لصــار لهــا عبــداً وصــار مخــدّما
ومعصـــمها فيـــه البنــان وكفّهــا
فــأنعم بــه كفّــاً بنانــاً ومعصـما
وكشــــح لطيـــفٌ لا يوَصـــَّف خصـــره
وعجــزٌ مــن الرؤيــا يصــبّر مُغلمـا
وضـاد لهـا لـو أبصـر المـرء مكـثرا
لريــء مــن الإكثــار أبهَــتَ أزرمـا
وفخــذٌ وليــس الوصــف يـأتي بوصـفه
ســوى أنــه قــد ســُلَّ ســَلاً مجســّما
وســاقٌ ووصــف الســاق منهــا خدلّـجٌ
علـــى قــدم أقــدامه لــك مغنمــا
تســير كــأنَّ الليــل داجٍ وإن ثــوت
بــبيت لهــا كالشـمس بازغـةَ السـما
وتســقي رحيقــاً سلسـبيلاً مـع الكـرى
وبعـد المنـام الصـرف تسـقيه أشـبما
بمســــك وكــــافور وري القرنفـــل
تفــوح ثيــابُ اللَّمــسِ منــه تنسـّما
وصـاحٍ لـدى التقريـب منهـا يكـن لـه
بُعَيــدَ مــع التنعيــم ســكر تحتُّمـا
ولكنهــا كــم دونهــا مــن مهــامهٍ
تحيّــر مــن ســرب القطــا متحوِّمــا
صفاصـــف كـــالمرآة يحســـب ســائرٌ
بهـا الجـوَّ أن قـد كـان جـوّاً مجهّمـا
بهــا كالجمــال الراســمات تخالُهـا
هشــيماً رمــى ســير الهجيـف تهشـما
وتحســب لــوح الرحـل إذ هـي أزعجـت
كحـــرف ولــوحٍ فــوق حــرفٍ مرقّمــا
وأهوالهـــا مــالت لإدلاج مــن ســرى
وســار بهــا منهــا تــراه موجَّمــا
فلا مثلهـــا فيفــا فيــافٍ ولا يفــي
مـن القـرِّ فيهـا الـبرد لـو يتخيّمـا
ولا تحســب القيــظ المــوقّظ وســطها
يضــاهَى ولــو أوقــدت حــرَّ جهنّمــا
مهالــك قاعــاً صفصـفاً والصـفا صـفي
بهــا إذ يـرى صـَمْدَ المعـالم مصـهما
فــإن يــك هــذا هــل تبلغنـي لهـا
هجـــانٌ شـــقاميم وخـــذب مصـــمّما
عــــذافرةٌ عَنْـــسٌ عرانَـــةٌ جســـرة
عـــن اليعملات الناجيـــات معيهمــا
علـى الأيـن مِرْقـال مـع الخـب وصـفها
صــفا بانتخــاب النــاخبين تكرمــا
مذللـــة بيـــن الـــدُّلَيمِ ومعشـــر
يؤالفهـــا رعـــي الريــاض تخضــُّما
فــذاك لهــا يرعــى بنــص وذا لهـا
بِرَعْــي النَّصــِيِّ الناصــب المتســنّما
فصــار لهــا بيــن الركــائب مركـب
كهمِّــكَ إن تعــزم علـى الهـم مصـرما
تخـال بهـا نظـر الممـات مـن العصـى
ولا لــك تعصــى لــو تمــوت تقصــّما
كــأن بنــات الفكــر انـثرن فوقهـا
مــتى فوقهــا تركــب وجــدتّ تنظّمـا
ويحســن مــا تبــديه منهـا بمتنهـا
ويظهــر مــا يخفــى ويــأْتِ مقوّمــا
وعــــزم بــــربٍ لا مـــربٍّ بـــبيته
لمــا لــذَّ مـن مغنـى ولهـو ومطعمـا
لصــاحبه صــرم الأمــور ولــم تكــن
لتملأ منــه الصــدر حلــواً وعلقمــا
يــبيت يعــاطي الهـمَّ والنـاس حـوله
وليــس لهــا بالســر منــه تســلُّما
إذا هـــمَّ لا تثنيــه غيــداء طفلــة
ولــم تـدر مـا بـالقلب بـات وخمَّمـا
يحــب الـذي يبنـى مـن المجـد دهـره
وليــس الـذي يبنـي كمـن هـو أهـدما
وصــــحبٌ كـــرامٌ ماجـــدٌ متسلســـلٌ
جــــوادٌ خِضــــَمٌّ لـــوذعيٌّ معظَّمـــا
همــــامٌ كُمَــــيٌّ باســــلٌ وحلاحـــلٌ
أريـــب ســريٌّ مصــقعٌ ليــس مفحَمــا
إذا فــي العلـوم الناعسـون تكلّمـوا
أو الــدين أو أخــرى تــراه تسـنَّما
يـؤالفهم مـن كـان فـي الـرأي محسبا
ويابــاهم مــن كــان خِبّــاً ملعثمـا
فكلّهـــم فـــي العـــد عُــدَّ مــبرّأً
وفــي القـوم لا تحسـب سـواهم مقـدَّما
كـــرامٌ كـــرامٌ مــن كــرامٍ أجلّــةٍ
كـــأنهم للفاضـــل الفضــل أخــدما
كريـــم كـــرام الأكرمـــاء تكرُّمــا
أصـــيلُ أصــول الواصــلين تصمصــما
هــو الغـوث للأقطـاب والقطـب مفـردا
هـو الفـرد فـي الأغـواث غيباً مطلسما
غيــوبُ غيــوبِ الغيــبِ صـارت بمشـهدٍ
لــه وبــه مــن شــاء يشـهد أسـهما
وســـرٌّ لســـرِّ الســرِّ أُوضــح عنــده
وأخفــى شــهود الشــاهدين وأحكمــا
وروح لــروح الـروح فـي الـرَّوح رائحٌ
بــه وبــه الريحـان والـرّوح منعمـا
وأنــوار نــور النـور فاضـت بنـوره
وأنـــواره نــور الــدياجي مســجّما
فخشـــيته نـــور انشـــراحٍ وعلمــه
يزيــل مـن الجهـل الـذي قـد تغمّمـا
ونــورٌ لتقــوى والرجـاء مـع الرضـا
وزهــدٍ وخــوفٍ مــع يقيــن وأحلمــا
وعقــل وإســلامٌ وعفــو عــن الــورى
ومعرفــــة حـــب الإلـــه ومرحمـــا
تــؤب لــه الأكــوان فـي كـل أمرهـا
وآب إلــى المــولى صــدوراً ومجثمـا
إذا جـــاءت الأكــوان أو آد أمرهــا
ينهنهـــه عنهـــا يـــذاد مهـــدّما
يعيــق بــه مــن عيــق عنــه تـزوّد
فيـــألفه بتّـــاً بتـــاتٍ فيلزمـــا
مــــواهبه شــــجّ الإلــــه فشـــجَّتِ
قلــوب العــدا حبســاً مصـرّاً مصـرّما
وحــامٍ مــدى اللأوى ذمــاراً ومعطفـا
بمـــد الألا خـــب الســـفير تكرّمــا
ومعـــترف للمجـــد جلـــد وجـــائد
بأمـــة عجــف أمــة الــبر أســلما
بهـا العيـن كـالعين الـتي قد تقنطر
وكــالعين حفظــاً كــالعيون تحـذْرما
يفيـض علـى العـافين مـأو لمـن لجـا
خليقتــه تضــفي علـى الخلـق حيثمـا
ينــال بــه وفــراً ســراة وغيرهــا
ويقـــــري لأحلامٍ تشــــاء تحلُّمــــا
إذا ذعـــرٌ لجـــا تتـــابع ذعـــره
تتــابع بــجٍّ منــه للــذعر مقصــما
بمعـــترك عنـــد الجيـــاع أوانــه
جـــوابٍ قـــدورٌ راســـياتٌ مرذَّمـــا
منــاخٌ لــه رحــب الفنـا جفلـت لـه
بمـــدح تليـــد ذالقـــات مجرجمــا
ولا بصـــــرٌ كلاًّ يزيــــغ ولا طغــــى
لــه إرث مــن لـم يبـق فضـلاً مسـنّما
ومترعــة مــن نــوره الخلـق إن درت
وللشـمس لـم ينكـر سـوى مـن يكن عما
فأمّـــارةٌ بالســـوء أبصـــر ربهــا
لـه أثـراً يبصـر علـى الخيـر أحزمـا
ولوّامـــة منهـــا حثيثـــاً يزجُّهــا
لراضـــــيةٍ مرضـــــيّةٍ وملزِّمـــــا
بفضـــل إلــه العــرش فُضــِّلَ فضــلهُ
ســيوف إلــى الخيـرات سـبعاً ترقّمـا
عــــروف غــــروفٌ نـــابه متنبّـــهٌ
شـــمائله فيـــض البحــور غطمطمــا
فكــل بحـور الغيـب قـد خـاض سـائراً
ولـم يثـن عـن بغيـا إلـى مـن تعظّما
فللـــه بحـــر الإذن بحـــرٌ لأمـــره
وبحــر الصــفات الحـس عنهـم تسـنّما
وبحـــر لســـرٍّ ثَـــمَّ عقــلٍ تأصــّلاً
وبحــر لــروحٍ بحــر قلــب وأُقْلُمــا
ولـــوحٍ وعــرشٍ ثــم كــرس وحَجْبِهِــمْ
وبَحْـــــرٌ لأفلاكٍ فعنهــــم تقــــدّما
وبحـــر محيـــطٌ والملائكــة العلــى
وبحــــر لأَبْــــآسٍ وجـــنٍّ ومنســـما
وبحــر هنــا للســرِّ قــد كُــنَّ سـِرُّهُ
وعــن جنّــةٍ والنــار ســار وســرَّما
وبحــر لــه عــن ذي إحاطــة ربنــا
بـــه غــرق الأقطــاب فيــه تقســّما
فبـــاطنه فــي اللــه دام مســغرقا
وظـــاهره بيـــن الأنـــام مقســـّما
ترى الضيف والمسكين ذا الوضع والعلى
وكــل ذوي الحاجـات قـد حـاز مرهمـا
فــــذاك لـــه مـــالٌ وذاك معـــزَّزٌ
وذاك لــــه حــــالٌ وذاك تعلّمــــا
وذاك لـــه بُـــرءٌ ودرءٌ يُــرى لــذا
وذاك لــــه حكــــمٌ وذاك تحكّمــــا
وذاك لــــه ســــهمٌ يـــوفّر حظـــه
وذاك لـــه ســـَهْمٌ أصـــيب بِأَســْهمَا
وذاك لـــه هــشٌّ ورعــش يــرى لــذا
وذاك لـــه ســـنح وبـــرح لمرتمــا
وذاك يُـــرى جـــذلان صـــادف قلبــه
وذاك يُـــرى خـــذلان عــاكس مســلما
مجــازٍ علــى الإحســان حُسـناً وصـافحٌ
إذا لــم يكــن شــرعٌ يـراه مسـلهما
فــإن يــك فــالقرآن خلــق لخُلقــه
وجــاء لــه حســن الطبــائع جرجمـا
إذا اســتمطر العــافي نـوالاً لسـحبه
بوبــلٍ ووكــفٍ نــال ســكباً تركّمــا
أو استضــوأ الســاري قبيسـاً لضـوئه
ببـــدر بهــيٍّ بــاهرٍ ضــاء مظلمــا
عميــد عمــاد الـدين مـا دام ديـدن
مؤمَّــــلُ آمـــال الأنـــام مؤمّمـــا
وليـــس قشــيباً ذا وليــس بســابيء
لــــه إنــــه إرث الأوائل أنجمـــا
تـــوارثه أصـــلاً فأصــلاً بلا انتهــا
وأورثـــه فرعـــاً ففرعـــاً متمّمــا
مصطفى (أو محمد مصطفى) بن محمد فاضل بن محمد مأمين الشنقيطي القلقمي، أبو الأنوار، الملقب بماء العينين.من قبيلة القلاقمة، من عرب شنقيط. مولده ببلدة الحوض، ووفاته في (تزنيت) من مدن السوس الأقصى. وفد على ملوك المغرب في رحلته إلى الحج وحظي عندهم. وكان مع اشتغاله بالحديث واللغة والسير، له معرفة بما يسمى (علم خواص الأسماء والجداول والدوائر والأوفاق وسر الحرف) وقصده الناس لهذا. قال صاحب معجم الشيوخ: وأخباره في العلم والطريق والسياسة واسعة تحتاج إلى مؤلف خاص.له كتب كثيرة، منها (شرح راموز الحديث - ط)، و(نعت البدايات وتوصيف النهايات -ط)، و(تبيين الغموض على النظم المسمى بنعت العروض -ط)، و(مغرى الناظر والسامع على تعلم العلم النافع - ط)، و(مبصر المتشوف - ط) في التصوف، و(دليل الرفاق على شمس الاتفاق -ط) ثلاثة أجزاء، و(مذهب المخوف على دعوات الحروف-ط)، و(المرافق على الموافق-ط)، و(مفيد الحاضرة والبادية - ط)، و(مجموع -ط) مشتمل على الرسائل منها (قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين) و(الإيضاح لبعض الاصطلاح) و(ما يتعلق بمسائل التيمم) و(سهل المرتقى في الحث على التقى).