
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا تبسم البرق الحجازي في الفجر
أقـول لـدمعي حان وقت البكا فاجر
أخــال ســليمى بالثنايـا تبسـمت
فـأومض ذاك الـبرق مـن ذاك الثغر
فرفقـاً رفـاقي بالـذي عمـه الضنا
فلسـت بخـالٍ مثلكـم فـالهوى عذري
وكونـوا معـي وارثوا لسائل مدمعي
فــإني إذا أمسـيت أصـبح كـالنهر
وأمـر الهـوى عنـد الذي لم يقاسه
غريــب وقيــس فـاس ذلـك بالسـحر
وشــرع الهـوى صـعب فيعسـر شـرحه
وســلطانه فـي عرشـه غـالب الأمـر
ومــا كـل حـب يمكـن الصـب كتمـه
إذا مـد ماء النهر فاض على الجسر
وحــاولت كتمــان الهـوى فوجـدته
محـالاً علـى مثلي وفضح الهوى قهري
أواري أواري والـــدموع تـــذيعه
ومـا رجـهُ فـي القلب يسطع كالجمر
وقد طار من عيني الكرى ثم لم يعد
كمـا طـار كـروان فضـل عـن الوكر
وان هـواني فـي الهـوى غير ضائري
ولكـن هجـر العـاذلين مـع الهجـر
فــذل الهــوى عــز وعـذب عـذابه
وبخـل الفتى بالروح في شرعه مزرى
وإنــي لأخشـى ان أمـوت ولـم افـز
بـزورة مـن أهـوى فاحصـر في قبري
وإنـــي لأرضــى أن أســير لأرضــه
أســيراً وأبقـى عنـده دائم الأسـر
إذا جـن ليلـي زاد ويلـي ووحشـتي
واعــوزني بـاب إلـى طاقـة السـر
ويؤخــذ مــن صـدري فـؤادي دغـرة
إذا غـردت ورقـاء فـي وارق السدر
ويخلبــه الــبرق التهـامي خلبـاً
فيهمـي لـه دمعـي فيصـبح ذا مطـر
واطـرب مـن مـرس النسـيم إذا سرى
وأشــكو لــه ضــري وأودعـه سـري
وفـي مهجـتي يهتـاج وجدي إذا بدا
بـأفق عـوالي طيبـة الكوكب الدري
هـي الجنـة الخضـراء طيبـة الثرى
هـي البلـدة الغـراء منزلة البدر
بهـا الروضة الغناء والحجرة التي
هـي الكعبة العليا لدى كل ذي حجر
بهـا قـبر خيـر الخلـق مفتخراً به
على سائر الغبراء بل والعلا الخضر
بــه نــال هـذاك المكـان مكانـة
كمـا عصـره أضـحى بـه غـرة العصر
مقــام لــه تعنـو الملـوك جلالـة
وتحرسـه الأملاك عـن أمـر ذي الأمـر
ويهـدي لـه دومـاً من الله والورى
صـــلاة وتســـليم يهلان كـــالقطر
فيـا بلـدة أغلـى من التبر تربها
وأطيـب فـي شـم الأنـوف مـن العطر
قـد اختارهـا الرحمـن مهبـط وحيه
ومـأوى امام الرسل مختاره النضري
هـــو القرشــي الهاشــمي محمــر
خيـار خيـار الخلـق من عالم الذر
نــبي زكــا أصـلاً وفرعـاً ومنصـباً
وذاتــاً وأوصـافاً كأسـمائه الغـر
حـبيب عليـه اللـه ألقى محبة ففي
كـــل قلــب طــاهر حبــه يســري
أعـز لـدى أهـل الهـدى من نفوسهم
ومــن كـل حـب غيـر خـالفه الـبر
كريــم بــه كـل المكـارم أكملـت
ســوى أنــه الخيـر الأجـل بلا شـر
لقــد جمعـت فيـه المحامـد كلهـا
كوامـل حـتى زاد عـن كـل ذي قـدر
علـــى انــه ذو عصــمة ونزاهــة
فمـا كـان سـؤقط فـي قلبـه يجـري
رســـول حبانــا مــع بلاغ بلاغــة
وامـدى لنـا فـي هـديه سور الذكر
كلام قــديم قــد حــوى كـل حكمـة
وحكــم سـديد منـزل ليلـة القـدر
كتــاب صــدور العــالمين مقــره
وذاك لـدى أهـل النهى اعظم الذخر
يليـن إذا بتلـى بـه الصخر خاشعاً
ولكـن بعـض النـاس اقسى من الصخر
هنـو الآيـة الكـبرى لـدى كل عارف
هو النعمة العظمى لدى كل من بدري
فـوالله لـو أوتيـت ملكـاً مؤبـداً
علـى تركه لم ارض بالملك مع فقري
فشــكراً لربــي إذ هـداني لحفظـه
فــإني بـه أحببـت منشـرح الصـدر
كمـا قـد هـدى قلـبي لسنة من أتى
بــه رحمـة للعـالمين ذوي الطهـر
فســيرته الحسـنى جلـت لـي أدلـة
علـى صدقه جلت عن الحصر في الذكر
وما اخترت إلا اخترت في الأمر قوله
وأحمـدت إذا أمضـيت عاقبـة الأمـر
وازداد نــوراً كلمـا ازددت خـبرة
بأخبـاره إذ كلهـا بالهـدى تغـري
وقـد أظهـر اللـه المهيمـن دينـه
علـى كل دين فهو كالشمس في الظهر
فلـولاه كنـا فـي الضـلالة والعمـى
ولـم نر نور الحق في السر والجهر
وإنـا ألفنـا النـور حتى إذا بدا
ظلام نفرنـا منـه خوفـاً مـن العثر
فايمـا ننـافيه الأمـان مـن الردى
واسـلامنا فيـه السـلام مـن المكـر
وإذ ألــف الكفــار ظلمـة كفرهـم
يفـرون مـن نـور الهـدى أيمـا فر
وإنــا وإيــاهم فريقــان مبصــر
وأعمـى بـرى الأبصار من أعظم الضر
ورب الــورى بـالحق بحكـم بيننـا
فيقضـي علـى أهـل الضـلالة بالخسر
ونـــأله ان لا يزيـــغ قلوبنـــا
لنحشـر مـع هـذا النبي لدى النشر
فيشــفع عنـد اللـه فينـا بـإذنه
فنــدخل فـي الأبـرار منـا بلا وزر
هـو المصـطفى المحمود في كل موطن
لـدى كـل مخلـوق سـوى أمـة الكفر
بشــير نـذير أكـرم الخلـق كلهـم
علـى ربـه ختـم البشـيرين والنذر
علـى الخيـر والرضـوان ربـاه ربه
وأرسـله للخلـق فـي أكمـل العمـر
فبلغهــم مــا شـاءه واهتـدى بـه
أهـالي قبـول الحـق منهـم بلا جبر
وجــادل بالحســنى عصــياً جاحـداً
وجاهـدهم بالعـدل فـاختص بالنصـر
وكـم مسـتجير قـد أجـار وكـم أذى
علـى نفسـه كافـاه بالعفو والغفر
وكـم مـادح قـد فـاز منـه بقصـده
وكـم مرتـج نجـاه فـي ساعة العسر
يمينــاً بــه أنــي أهيــم بحبـه
إذا جـال فـي معنـى شـمائله فكري
فطــوبى لمــن بـش النـبي بـوجهه
وبشـرى لمـن يلقـى محيـاه بالبشر
ويـا ويـل مـن يلقاه غضبان معرضاً
فيحسـب مـن أهـل الشـقاوة والحقر
ونــذكر مــن أوصـافه وهـي كلهـا
محاســن غــر إذ نكـل عـن الحصـر
جـزاه إلـه الخلـق أحسـن مـا جزى
بـه سـائر الرسـل الكرام من الأجر
وصــل عليهــم مــع ســلام وآلهـم
وأصـحابهم دومـاً إلـى منتهى الأمر
يوسف بن عبد القادر بن محمد الحسيني، الأزهري، من بني الأسير.كاتب، فرضي، فقيه، شاعر. ولد في (صيدا) وانتقل إلى (دمشق) سنة 1247هـ، ثم عاد إلى صيدا، فتعاطى التجارة. وتوجه إلى الأزهر (بمصر) فأقام سبع سنين، ورجع إلى بلده. ثم قصد طرابلس الشام، فأقام ثلاث سنوات، تولى في خلالها رئاسة كتاب محكمتها الشرعية، وأخذ العربية عنه بعض المستشرفين، ومنهم الدكتور فان ديك. ثم تولى منصب الإفتاء في عكا، وعين مدعياً عاماً مدة أربع سنين في جبل لبنان. وسافر إلى الأستانة، فتولى رئاسة تصحيح الكتب، في نظارة المعارف، وتدريس العربية في (دار المعلمين). وعاد إلى بيروت، فكان معاوناً لقاضيها ومدرساً في بعض مدارسها، كمدرسة الحكمة والكلية الأميركية. ونشر أبحاثاً كثيرة في الصحف، وتولى رئاسة التحرير لجريدتي (ثمرات الفنون) و(لسان الحال) مدة. وكانت له منزلة رفيعة في أيامه. والأسير لقب جد له كان الإفرنج قد أسروه بمالطة ولما عاد إلى صيدا عرف بالأسير.من كتبه (رائض الفرائض - ط)، و(شرح أطواق الذهب - ط)، و(إرشاد الورى - ط) في نقد كتاب نار القرى لناصيف اليازجي، و(رد الشهم للسهم - ط) في الرد على السهم الصائب لسعيد الشرتوني، و(سيف النصر - ط) قصة، و(ديوان شعر - ط) يشتمل على بعض منظوماته.توفي ببيروت. وللشيخ قاسم الكستي: (مجموعة رثاء الشيخ يوسف الأسير - ط) رسالة.