
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تجزعـــنَّ فكــل شــيء ذاهــبُ
واصــبر فإنــك بالتصـبر غـالبُ
آجالنـا مكتوبـة فـي اللـوح لا
يخطـي بيـوم فـي الحساب الحاسب
فـإذا انقضـت نمضي على عجل ولا
تجــدي مُ،ى فــي نفسـنا ومـآرب
فـإلى مـتى هـذا الغرور وكل ما
نرجـو مـن الـدنيا رجـاءٌ كـاذب
لـم نعتـبر بالغـابرين تمسـكوا
بحبالهــا فمضــوا وكــل خـائب
دار العنـاء فكيـف تأمـل راحـة
فيهـا وأنـت مـن الكـوارث لاهـب
وهـل السـعادة مـن شـقاء ترتجي
أو طــاب قلــب فـي سـعير ذائب
إن قيل قد تصفو الموارد فالصفا
فيهــا يمــر كمـا تمـر سـحائب
ولئن ســررت فمـا سـرورك سـاعة
إلا يليــه مـدى السـنين مصـائب
لـم يخـل يـوم مـن فجائع دهرنا
فنــوائب فــي أثرهــنَّ نــوائب
شـمل الأسـى كـل العباد وقام في
كــل الأمــاكن نــادب أو نـاحب
دهــر كبحــر مــاؤه مــرّ وهـل
يسـتعذب المـاء الأجـاج الشـارب
لا نـأمن الزمـن الخـؤؤون فـإنه
مـن بيـن أيـدينا اللآلىـء سالب
كـم تخمـد الأنفاس في شرخ الصبا
ويفـارق القـوم الحميـم الصاحب
أيـن الـذي ملـك البلاد بأسـرها
وغـزا العبـاد وفـي يـديه قوضب
بـل أين من قاد الجحافل كيف لم
تنقـذه مـن ورد المنـون كتـائب
أيـن الألى رفعوا الصروح وشيدوا
ذهبـوا وهاتيـك الصـروح خـرائب
إن النفــوس ودائعٌ لا بــد مــن
رد الـــودائع فــالإله مطــالب
وقضــاؤه جـار علـى كـل الـورى
مـا مـن قضـاه فـي البرية هارب
مـن ينتقـل لجـوار ربـك يغتبـط
ويجــف مــن عينيـه دمـع سـاكب
بـل يسـترح مـن أهـل دار ظلمهم
أطنــابه فــي كــل صـقع ضـارب
كـم جرعتنـي الكـأس ممـا أُترعت
وأعــاف ســما عنــه كـل راغـب
ولأنـت أعلـم بالـذي قـد حـل بي
فالشـعر قبـل الحيـن حزنا شائب
ياعــاقلا يــدري بــأن رخيلنـا
مـن ذي الـدنى حـق وفـاه واجـب
الصــابرون علـى مصـائب دهرهـم
حُمــدت لهـم عنـد الإلـه عـواقب
إن الفقيــدة للجنـان اختارهـا
ذاك الـذي يجـزي بمـا هـو كاتب
ام رؤوم للبنيــــن حنـــت إذا
غـابت فقـد أبكى البنين الغائب
ولكــم إنارتهمبســاطع نورهــا
مـا حـالهم والنـور عنهـم غارب
فــدحت رزيئتهــا ولكـن الرجـا
إن الإلــه جزيــل أجــر واهــب
أولاك صــبراً وهــو أكـبر نعمـة
مـا مثلهـا عنـد الخطـوب مواهب
وسـقى الضـريح مراحماً من فيضها
تهمــي شــآبيبٌ عليــه ســواكب