
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــاذَ بِالصـَفحِ مَـن أَحَـبَّ البَقـاءَ
وَاِحتَمــى جاعِــلُ الخُضــوعِ وِقـاءَ
فَلتَنَــم أُمَّــةُ المَســيحِ طَــويلاً
كَــفَّ مَــن يَمنَـعُ العِـدى الإِغفـاءَ
مَلِـــكٌ يَطلُـــبُ المُلــوكُ رِضــاهُ
مِثلَمــا يَطلَــبُ العَليـلُ الشـِفاءَ
قَســَمَت راحَتــاهُ جــوداً وَفَتكــاً
فــي الأَنــامِ الســَرّاءَ وَالضـَرّاءَ
مـا بَهَـرتَ العُقـولَ يـا مُعجِزَ الآ
يــــاتِ إِلّا لِتَجمَــــعَ الأَهـــواءَ
هُدنَــةٌ بَقَّـتِ النُفـوسَ عَلـى الـرو
مِ فَكـــانوا بِشـــُكرِها أَملِيــاءَ
وَإِنِ اِســتَعجَمَ المَقــالُ فَـذي الأَف
عــالُ قَــد أَصــبَحَت بِــهِ فُصـَحاءَ
لَـم يُفِـد رَأيُ مَـن يُصـانِعُ بِالشـَي
ءِ رَجـــاءً أَن يَمنَـــعَ الأَشـــياءَ
أَمِنـوا بِالإِهـداءِ مـا خيـفَ مِـن هَ
ذي العَــوادِي حَتّـى لَظُـنَّ اِهتِـداءَ
نَظَـــرٌ ثَبَّـــتَ المَمالِــكَ فيهِــم
رُبَّ أَخــــذٍ تَخــــالُهُ إِعطــــاءَ
لا يَعُــدّوا هَــذي المَنـائِحَ خُسـراً
إِنَّمــا الخُســرُ لَـو عَزَمـتَ لِقـاءَ
لَــن يُريـدَ الَجـزاءَ مِنـكَ عَلَيهـا
مَلكُهُـــم حَســـبُهُ رِضــاكَ جَــزاءَ
ســَلَّ مِنــهُ سـَيفاً عَلـى غَيـرِ الأَي
يـــامِ وَاِجتــابَ نَــثرَةً حَصــداءَ
يــا مُبيــدَ الأَحقــادِ أَعظَـمُ طَـبٍّ
واحِـــدٌ عَـــمَّ نَفعُـــهُ الأَعضــاءَ
وَبِــرَأيٍ رَدَّ العَــداوَةَ فـي الـدي
نِ وِداداً وَاِستَأصــــَلَ الشـــَحناءَ
وَبِعَفـــوٍ أُنيـــلَ فَاِســتَملَكَ الأَح
رارَ عَفـــواً وَاِســتَنقَذَ الأُســَراءَ
حُـزتَ حُكـمَ الجُيـوشِ فيهِـم وَما جَه
هَـــزتَ جَيشــاً وَلا عَقَــدتَ لِــواءَ
فَــأَقِم وادِعــاً فَمـا نِلـتَ بِـالآ
راءِ تُفنـي العِـدى وَتُبقـي العِداءَ
وَعَظَتهُـــم آياتُـــكَ اللائي حَطَّــت
عَـــن رِجــالِ الخِلافَــةِ الأَعبــاءَ
قَتَلَـت مَـن دَنـا مِـنَ الحَـربِ جَهلاً
وَأَخــافَت أَخبارُهــا مَــن تَنـاءَى
وَكِلابٌ إِذ صــــــَبَّحَتهُم بيَـــــومٍ
أَكثَــرَ القَتــلَ فيهِــمُ وَالسـِباءَ
فـي كُمـاةٍ تَمشي البَراحَ إِلى المَو
تِ إِذا دَبَّـــتِ الكُمــاةُ الضــَراءَ
كَيــفَ يَقـوى عَلـى مُحارَبَـةِ الطـا
رِدِ مَـــن لا يُـــواجِهُ الطُـــرَداءَ
كــانَ إِقــدامُ عــامِرٍ لَـكَ إِضـرا
ءً وَقَـــد أَحســَنوا هُنــاكَ البَلاءَ
عَجَبــاً لِلَّــذي حَـوى مَفخَـرَ الفَـت
حِ وَلَمّــــا يُشـــاهِدِ الهَيجـــاءَ
فَأَقــامَت وَلَـو أَقَمـتَ عَلـى السـُخ
طِ لَجــاءَت فــي أَهلِهــا شــُفَعاءَ
حيـنَ راؤا السـُيوفَ لَـم تُغنِ شَيئاً
أَغمَـــــدوها وَجَـــــرَّدوا الآراءَ
رَهِبــوا أَن يَكــونَ حَربُــكَ لِلمُـل
كِ اِنتِهــاءً فَاِســتَعطَفوكَ اِبتِـداءَ
وَأَنـاخوا بِـكَ المُنـى حيـنَ أَلفَوا
فـــي يَـــدَيكَ الآراءَ وَالإِجـــراءَ
فَســَقَيتَ المُنــى مِـنَ الأَمـنِ رَيّـاً
وَرَكَــزتَ القَنــا اللِــدانَ ظِمـاءَ
هَبــكَ أَعطَيتَهُــم أَمانــاً أَعَــدَّي
تَ إِلـــى أَشــرَفِ الخِلالِ العَطــاءَ
مِنَّــةً عَلَّمَــت ذَوي البَخَــلِ الجـو
دَ وَســـَنَّت لِلعـــادِمينَ الوَفــاءَ
فَعَلـوا مـا حَبَـاكَ مَجـداً فَلَـم أَذ
رِ اِعتِمـــاداً أَبَــوهُ أَم إِخطــاءَ
حيـنَ فَكّـوا أَسـرى فَـأَحرَزتَ أَجـراً
وَأَنــالوا وَفــراً فَخُــزتَ ثَنــاءَ
فَلِهــذا أَطلَقتَهُــم مِـن إِسـارِ ال
خَــوفِ بَعضــاً مَنّـاً وَبَعضـاً فِـداءَ
فَاِشــكُرِ الآنَ لِلمَســاعي اللَـواتي
جَعَلَـــت فــي إِســارِكَ الطُلَقــاءَ
وَإِذا رُمـــتَ غايَــةً بَعــدَت نَــي
لاً أَخَـــذتَ الظُـــبى بِهـــا كُفَلاءَ
لَــو تَيَمَّمــتَ أَرضَ خَفّــانَ يَومــاً
لَأَحَلـــتَ الزَئيــرَ فيهــا عِــواءَ
عَطَفــوا دَهرَهُــم بِعَطفِــكَ عِلمــاً
أَنَّــهُ لَــن يَشــاءَ حَتّــى تَشــاءَ
عَـرَفَ النـاسُ مِنهُـمُ الحَـزمَ قِـدماً
فَلِهَـــــذا ســــَمَّوهُمُ حُكَمــــاءَ
لَــم تَــزَل تَقَهـرُ العِـدى فَلِهَـذا
كُلَّمــا أَنجَبــوا اِســتَزَدتَ سـَناءَ
يُحــرِزُونَ المَــدى وَتَـذهَبُ بِـالحَم
دِ فَمـــا يَربَحـــونَ إِلّا العَنــاءَ
أَيُّ حَيــــفٍ وَلِلخِلافَــــةِ ســــَيفٌ
تَســتَمِدُّ الســُيوفُ مِنــهُ المَضـاءَ
فَلتُفـــاخِر بِحَـــدِّهِ بَعــدَ عِلــمٍ
أَنَّ صــَفوَ الحَيــاةِ مِمّــا أَفــاءَ
مــا تَخَلَّفــتَ عَـن صـَلاحٍ لِهَـذا ال
ديــنِ مُــذ ظَلـتَ تَخلُـفُ الخُلَفـاءَ
رُقتَهُــم بِالإِبــاءِ وَالنُصـحِ فَـالآ
بــاءُ مِنهُــم توصـي بِـكَ الأَبنـاءَ
وَأَبَنـتَ الغِنـى لَهُـم عَـن جَميعِ ال
خَلـقِ مُـذ صـادَفوا لَـدَيكَ الغَنـاءَ
تُوقَــدُ النــارُ فـي الظَلامِ وَلَكِـن
لَيـسَ يَجلـو الهَزِيـعَ كَـاِبنِ ذُكاءَ
مـا سـَبَقتَ الكُفـاةَ فـي الأَمَدِ الأَب
عَــــدِ إِلّا لِتِعــــدَمَ الأَكفــــاءَ
خـابَ راجـي العُلُـوِّ يـا عَضُدَ الدَو
لَــةِ مُــذ أَحــرَزَت يَــداكَ العَلاءَ
وَلِمَـــن يَبتَغـــى عُقوقُـــكَ ظَــنٌّ
عَــــوَّدَتهُ صــــِفاتُكَ الإِكــــداءَ
مَــن بَغـى أَن يَعِـزَّ سـِلماً وَحَربـاً
فَليُقــــارِع قِراعَـــكَ الأَعـــداءَ
يــا أَميـرَ الجُيـوشِ لا عَـدِمَت مِـن
كَ أَميـــراً يَســـتَخدِمُ الأَمَـــراءَ
فَـإِذا مـا الأَصـحابُ خـامَت عَنِ الأَر
بـــابِ كــانوا بِســَيفِهِ عُتَقــاءَ
أَنـتَ غَيـثٌ إِذا اِعتَـرى الأَرضَ مَحـلٌ
وَدَواءٌ إِذا اِشـــتَكى الــدينُ داءَ
فِضــتَ حَتّـى عَلـى التُـرابِ نَـوالاً
وَفَكَكــتَ العُنــاةَ حَتّــى المــاءَ
أَفَعينـــاً حَفَــرتَ أَم هُــوَ بَحــرٌ
بــانَ لَمّــا كَشـَفتَ عَنـهُ الغِطـاءَ
لَـم نَخَـل قَـطُّ أَنَّ فـي العَزمِ سَيلاً
تَــذهَبُ الراســِياتُ فيــهِ جُفــاءَ
فَمِــنَ النــاسِ مَـن يَقـولُ تَعـالَت
هِمَّـــةٌ تَـــترُكُ الجِبــالَ هَبــاءَ
وَمِــنَ النــاسِ قـائِلٌ لَيـسَ يُسـتَن
كَــرُ أَن تُجــرِيَ البِحـارُ النِهـاءَ
أَثَــرٌ ســَوفَ تَنقَضــي حِقَـبُ الـدَه
رِ وَلَـــم تَســـتَطِع لَــهُ إِخفــاءَ
قَــد رَأَت رَأيَــكَ المُلـوكُ وَعَجـزاً
تَرَكـــوا مــا أَتَيــتَ لا إِلغــاءَ
لَأَفَضــتَ الأَمــواهَ حَتّــى لَخيـلَ ال
صــَيفُ مِمّــا ســَقَت فَــرَوَّت شـِتاءَ
كَـم بِقُطـرَي دِمَشـقَ مِـن قَفـرَةٍ حَـص
صـــاءَ صـــارَت خَميلَــةً خَضــراءَ
جادَهــا مِــن جَميــلِ رَأَيِـكَ نَـوءٌ
قَــد كَفاهــا أَن تَرقُــبَ الأَنـواءَ
فَجَنــى أَهلُهـا مِـنَ المـاءِ مـالاً
إِنَّ رَيَّ الثَـــرى يُفيــدُ الثَــراءَ
فَليَشــِم غَيرُنـا السـَحابَ فَقَـد أَن
شــَأتَ فــي الأَرضِ ديمَــةَ وَطفــاءَ
نِعَمــــةٌ عَمَّـــتِ البِلادَ وَأُخـــرى
فـي اِبـنِ سـَيفٍ قَـد عَمَّـتِ الأَحيـاءَ
فَاِنكَفـا مُطلَقـاً وَلَـو غَيـرُكَ الطا
لِـــبُ إِطلاقَـــهُ لَطـــالَ ثَـــواءَ
وَإِذا الخَطـبُ طـالَ فـي دَفعِهِ الخَط
بُ وَأَعيــــا فَصــــَلتَهُ إيمـــاءَ
مِنَّــةٌ فــي عَـدِيَّ قَـد جَلَّـتِ الغَـم
مــاءَ عَنهُــم وَفــاقَتِ النَعمــاءَ
عَظُمَــت مَوقِعــاً وَمـا زِلـتَ بِـالآ
لاءِ قِـــــــدماً تُطَــــــرِّزُ الآلاءَ
كُـلَّ يَـومٍ تُسـدي إِلَيهِـم يَـداً بَـي
ضـــاءَ تُلـــوي بِأَزمَــةٍ ســَوداءَ
فَتَغَمَّـــد ســـَمِيَّهُ مَنــكَ بِــالرَأ
فَــةِ وَالعَفــوِ مُحســِناً إِن أَسـاءَ
مُلحِقــاً بِالإِحســانِ مَعنــاً بِكَلـبٍ
لَيَكـــونَ الحَيّــانِ فيــهِ ســَواءَ
قَـد أَصـَمَّ الخُطـوبَ مِـن حَيـثُ نادى
مَلِــكٌ بِالنَــدى يُجيــبُ النَــداءَ
فَتَــدارَك حُشاشــَةً لَــم تَـدَع مِـن
هــا صــُروفُ الزَمــانِ إِلّا ذَمــاءَ
وَإِنَ اِســـتَنفَدَت جَرائِمَــهُ الــرَح
مَـــةَ فَاِصـــفَح حَميَّـــةً وَإِبــاءَ
لَيسَ ذا المُلكُ راضِياً أَن تُرى الرو
مُ لِعُـــربٍ مِــن بَعــدِها خُفَــراءَ
خَلَفَتــكَ المُلــوكُ فيهِــم وَلَكِــن
مِثلَمـــا يَخلُــفُ الظَلامُ الضــِياءَ
لَـم تَـزَل مُبـدِعاً فَلَـم أَدرِ إِلهـا
مــاً عَرَفــتَ الإِعجــازَ أَم إيحـاءَ
أَم أَصــارَ السـُمُوَّ قِسـمَكَ مَـن عَـل
لَـــمَ مِـــن قَبــلُ آدَمَ الأَســماءَ
فَتَجــاوَز رُكــوبَ جُــردِ المَـذاكي
أَنَفــاً مِنــهُ وَاِمتَــطِ الجَــوزاءَ
مَيَّزَتــكَ الأَفعــالُ عَـن عـالَمِ الأَر
ضِ فَلا غَـــروَ أَن تَنــالَ الســَماءَ
غَمَرَتنــــي آلاءُ جــــودِكَ حَتّـــى
لَـم تَـدَع لـي فـي العالَمينَ رَجاءَ
فَرَفَضـــتُ الــوَرى وَغَيــرُ مَلــومٍ
تـارِكُ الرَشـحِ مَـن أَصـابَ الـرَواءَ
دامَ عَيشـي فـي ذا الجَنـابِ هَنيئاً
فَليَــدُم فــي ذَراهُ شــِعري هَنـاءَ
حَسـُنَت فـي العُيـونِ مَـرأىً مَسـاعي
كَ وَطــابَت بَيــنَ الــوَرى أَنبـاءَ
خَلَـقَ اللَـهُ فيـكَ مـا شـِئتَ فَضـلاً
فَليَقُــل كَــلُّ مــادِحٍ مــا شــاءَ
قَــد مَلَأتَ الأَرضَ القَريضــَةَ عَــدلاً
فَمَلا أَهلُهـــا الســـَماءَ دُعـــاءَ
فَوَقانــا الأَســواءَ فيــكَ جَميعـاً
مَـــن وَقانــا بِقُربِــكَ الأَســواءَ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.