
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمّـا الفِـراقُ فَقَـد عاصـَيتُهُ فَأَبى
وَطــالَتِ الحَــربُ إِلّا أَنَّــهُ غَلَبـا
أَرانِـيَ البَيـنُ لَمّـا حُـمَّ عَـن قَدَرٍ
وَداعُنــا كُــلَّ جِــدٍّ قَبلُـهُ لَعِبـا
أَشكو إِلى اللَهِ فَقدَ السَيفِ مُنصَلِتاً
وَاللَيـثِ مُهتَصـِراً وَالغَيـثِ مُنسَكِبا
وَالعِلمِ وَالحِلمِ وَالنَفسِ الَّتي بَعُدَت
عَـنِ الـدَنيّاتِ وَالصـَدرِ الَّذي رَحُبا
وَمَــن أَعــادَ حَيـاتي غَضـَّةً وَيَـدي
مَلأى وَرَدَّ لِـيَ العَيـشَ الَّـذي ذَهَبـا
قَـد كُنـتُ أَكرَعُ كاساتِ الكَرى نُخَباً
وَبَعـدَ بَينِـكَ لَـم أَظفَـر بِـهِ نُغَبا
وَقَـد أَظَلَّنِـيَ السـُقمُ المُبَـرِّحُ بـي
فَـإِن سـَلِمتُ فَمـا أَدَّيـتُ مـا وَجَبا
مـا اِعتَضتُ مِنكَ وَلَو مُلِّكتُ ما مَلَكَت
يَميـنُ قـارونَ أَو أُسـكِنتُ عَرشَ سَبا
أَقـولُ هَـذا وَقَـد صـَيَّرتَ لـي نَشَبا
لَـولاكَ لَـم أَرَ لـي فـي غَيرِهِ نَسَبا
يـا اِبـنَ المُقَلَّدِ قَد قَلَّدتَني مِنَناً
مـا قـارَبَ الحَمدُ أَدناها وَلا كَرَبا
سـَأَملَأُ الأَرضَ مِـن شـُكرٍ يُقـارِنُ مـا
أَولَيتَنـي رَضـِيَ الشـانيكَ أَو غَضِبا
فَيُمـنُ جَـدِّكَ أَفضـى بـي إِلـى مَلِـكٍ
مـا اِبتَـزَّهُ الشـِعرُ إِلّا هَـزَّهُ طَرَبا
مَحـضِ القَـبيلَينِ يُلفى صالِحاً أَبَداً
فـي حَلبَـةِ الفَخرِ وَثّاباً إِذا نُسِبا
وَلادَتــانِ لَــهُ مِــن عـامِرٍ قَضـَتا
أَن يَشـرُفَ النـاسَ خالاً فاقَهُم وَأَبا
أَغنـى وَأَقنـى وَأَدنـى ثُمَّ أَرغَبَ في
إِنعــامِهِ فَأَفـادَ العَقـلَ وَالأَدَبـا
يَزيــدُني كُلَّمــا أُحضــِرتُ مَجلِسـهُ
فَضـيلَةً لَـم يَـدَع لـي غَيرَها أَرَبا
لَـو تَـدَّعي الخَمسُ يَوماً نورَهُ كُسِفَت
وَلَـو جَـرى النَجمُ يَبغي شَأوَهُ لَكَبا
شــَمائِلٌ بِصــُنوفِ الفَضــلِ ناطِقَـةٌ
وَهِمَّـةٌ قـارَنَت بَـل طـالَتِ الشـُهُبا
تَـدنو العُلـى أَبَداً مِنهُ وَإِن بَعُدَت
عَلــى سـِواهُ وَيَنـأى كُلَّمـا قَرُبـا
فـي المُمحِلاتِ غَمـامٌ لا يُقـالُ وَنـى
وَفـي الحُـروبِ حُسـامٌ لا يُقـالُ نَبا
وَقَبـــلَ قَلعَتِــهِ دامَــت مُمَنَّعَــةً
مـا إِن رَأَينـا سَماءً تُمطِرُ الذَهَبا
فَكُــلُّ نَــوءٍ بِمِصـرٍ جـادَني زَمَنـاً
فِـداءُ نَـوءٍ سـَقاني الرِيَّ في حَلَبا
أَرى المَطـامِعَ ضـَلَّت وَهـيَ رائِدَتـي
قِـدماً وَقَـد هُدِيَت فَاِختارَتِ السُحُبا
يَعِــنُّ ذِكــرُكَ أَحيانــاً فَيُخبِرُنـي
فَـرطُ الإِصـاخَةِ عَـن قَلـبٍ إِلَيكَ صَبا
يُصـغي لَـهُ فـي حَـديثٍ جاءَ مُقتَضِياً
لَـهُ وَيَبغيـهِ إِن لَـم يَـأتِ مُقتَضِبا
أُثنـي فَيُعجِبُـهُ قَـولي وَيُكثِـرُ مِـن
ســَلامَتي بَعـدَأَن فارَقتُـكَ العَجَبـا
يـا مُحـرِزَ المَجدِ مَوروثاً وَمُبتَدَعاً
وَحـائِزَ الفَضـلِ مَولـوداً وَمُكتَسـَبا
وَكَــلُّ مـا نِلـتُ مِـن عِـزٍّ وَتَكرِمَـةٍ
وَثَـــروَةٍ فَـــإِلى آلائِكَ اِنتَســَبا
لَـم يَعـدُ مَن شامَ نَصراً عِندَ نائِبَةٍ
خيفَـت بَوائِقُهـا إِدراكَ مـا طَلبـا
ســَلَلتُهُ وَضــَرَبتُ النائِبــاتُ بِـهِ
مـا كُـلُّ مَـن سَلَّ سَيفاً صارِماً ضَرَبا
فَمَــرَّ كَالســَهمِ إِسـراعاً لِـوِجهَتِهِ
إِن هيـجَ عَـنَّ وَإِن سيلَ الجَزيلَ حَبا
بِهِمَّـةٍ لا تُجـارى فـي اِكتِسـابِ عُلاً
وَعَزمَــةٍ لا تَشـَكّى الأَيـنَ وَالوَصـَبا
تَلقـى أَعـاديهِ مِنـهُ شـَرَّ مَن لَقَيَت
وَيَصـحَبُ المَجـدُ مِنـهُ خَورَ مَن صَحِبا
وَيُشــبِهُ التُـركَ إِقـداماً وَمَحمِيَـةً
فَـإِن دَعـاهُ وَفـاءٌ عـاوَدَ العَرَبـا
صــاحَبتُهُ وَلَـداً بَـرّاً يُعيـنُ عَلـى
قَطـعِ الطَريقِ فَكانَ الوالِدَ الحَدِبا
تَلاكَ فِـــيَّ فَأَكرِمهـــا مُصـــاحَبَةً
تُعطـي المُنى وَتُزيلُ الهَمَّ وَالتَعَبا
يـا اِبنَ الَّذينَ إِذا شَبَّت وَغىً مَلَؤا
دُروعَهُـم نَجـدَةً وَاِستَفرَغوا العَيَبا
وَخَوَّفـوا النـاسَ فَاِرتـاعَت مُلوكُهُمُ
تَـرَوُّعَ السـِربِ لَمّـا عـارَضَ السَرِبا
مَـن أَمَّ مَسـعاكَ أَنضـى فِكـرَهُ سَفَهاً
وَلَســتَ تَلقــاهُ إِلّا خائِفـاً وَصـِبا
وَقَــد حَلَلــتَ بِثَغــرٍ عَـزَّ سـاكِنُهُ
ســَدَدتَهُ بِســَدادٍ صــَحَّحَ اللَقَبــا
ظــافَرتَ مــالِكَهُ دامَــت سـَعادَتُهُ
بِمَحــضِ وُدٍّ أَزالَ الشــَكَّ وَالرِيَبـا
فَأَنتُمــا فيـهِ سـَيفا عِصـمَةٍ وَرَدىً
أَمضـى مِنَ المُرهَفاتِ الباتِراتِ شَبا
إِن طــاوَلا عَلَـوا أَو فاضـَلا فَضـَلا
أَو حارَبـا حَرَبـا أَو خاطَبـا خَطَبا
إِنّـي أَقـولُ وَلَيـسَ المَينُ مِن شيمَي
إِنّـي شـَريكُكَ فيمـا عَـنَّ أَو حَزَبـا
لَمّـا اِشـتَكى مُرشـِدٌ أَعظَمتُـهُ نَبَـأً
ذادَ الكَرى وَاِستَثارَ الهَمَّ وَالوَصَبا
حَتّــى إِذا جـاءَتِ البُشـرى بِصـِحَّتِهِ
قَضـَت بِتَسـكينِ قَلـبٍ طالَمـا وَجَبـا
فَلا بَرِحـتَ وَإِن سـاءَ العِـدى أَبـداً
تَلقـى الخُطـوبَ بِجَـدٍّ يَخرُقُ الحُجُبا
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.