
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَقَيـتَ لِـذا العِـزِّ الَّـذي عَـزَّ مَطلَبا
وَلا زالَ ظَـــنُّ الحاســـِدِيكَ مُخَيَّبــا
لَقَـد جَلَّـتِ البُشـرى بِتَكذيبِ ما حَكَوا
فَــأَهلاً بِمـا قـالَ البَشـيرُ وَمَرحَبـا
وَلِلَّــهِ قَــولٌ كــانَ لِلشـَملِ جامِعـاً
وَلِلبَغــيِ مُجتاحــاً وَلِلهَــمِّ مُـذهِبا
وَيـا حَبَّـذا القَـولُ الَّـذي بانَ مَينُهُ
إِذا كـانَ عَمّـا فـي الضـَمائِرِ مُعرِبا
عَرَفـتَ بِـهِ مـا فـي القُلوبِ فَلَم تَجِد
بِهـا عَنـكَ مُعتاضـاً وَلا عَنـكَ مَرغَبـا
جَنَيـتَ مِـنَ الإِحسـانِ وَالعَـدلِ وَالتُقى
هَـوىً عَـدِمَت فيـهِ القُلـوبُ التَقَلُّبـا
يَفـوقُ هَـوى مَـن يَعشـَقُ الطَرفَ أَحوَراً
وَصـَبوةَ مَـن يَصـبو إِلى الثَغرِ أَشنَبا
فَلا طَــوَتِ الأَقــدارُ أَياّمَــكَ الَّــتي
تُــذَكِّرُ أَيّــامَ الصــَبا كُـلَّ أَشـيبا
وَلا أَقلَـعَ النَـوءُ الَّـذي أَنـتَ غَيثُـهُ
فَلَســنا نَــرى عامـاً بِظِلِّـكَ مُجـدِبا
وَنَبــتُ الوِهـادِ كـانَ قَبلَـكَ ذاوِيـاً
فَلَمّـا أَتَيـتَ اِخضـَرَّ مـا تُنبِتُ الرُبا
طَلَعــتَ عَلــى ذي الأَرضِ أَيمَـنَ طـالِعٍ
فَــأَمَّنتَ مُرتاعــاً وَرَهَّبــتَ مُرهِبــا
فَـإِن لَـم تَكُـن أَفعالُـكَ المَجدَ نَفسَهُ
فَلا شــَكَّ أَنَّ المَجــدَ مِنهــا تَرَكَّبـا
فَلا يَلتَمِــس إِدراكَ رُتبَتِــكَ الــوَرى
فَمــا عُرِضــَت لِلخــاطِبينَ فَتُخطَبــا
لَقَيَّـــدتَها بِالمَـــأثُراتِ مُحوِّطـــاً
عَلَيهـا فَلَـم تَـترُك لَهـا عَنكَ مَذهَبا
فَمـا هِـيَ إِلّا حَـوزُ مَـن طـابَ مَولِـداً
وَنَشــراً وَأَخبــاراً وَعِرقـاً وَمَنصـِبا
وَذي شــــِيَمٍ ســــَيفِيَّةٍ ناصــــِرِيَّةٍ
قَضــَينَ لَــهُ أَن وُرِّثَ العَــمَّ وَالأَبـا
فَأَصــبَحَ مَــدعُوّاً بِمــا دُعِيــا بِـهِ
فَلا فَــرقَ فيهــا أَن يُسـَمّى وَيُنسـَبا
إِذا نَــزَلَ العـافونَ مَغنـاهُ جـادَهُم
حَيــا مُزنَــةٍ عاداتُهــا أَن تَصـَوَّبا
وَلَـم يَجِـدوا غَيـمَ المَواعيـدِ زِبرِجاً
لَـــدَيهِ وَلا بَــرقَ الطَلاقَــةِ خُلَّبــا
فَـوازِن بِـهِ أَهمـى الغُيـوثِ إِذا حَبا
وَوازِن بِـهِ أَرسـى الجِبالِ إِذا اِحتَبا
وَلَـو لَـم يُصـَدِّق ناصِرُ الدَولَةِ المُنى
بِـــأَنعُمِهِ لَـــم تَلــقَ إِلا مُكَــذِّبا
مِـنَ القَـومِ لَم يُغضوا لِباغٍ عَلى قَذىً
فَواقـاً وَلَم يَرضَوا سِوى الحَمدِ مَكسَبا
أُنــاسٌ سـُقوا دَرَّ الإِبـاءِ لِيَنتَخـوا
كَمـا سـُقِيَ المـاءَ الحَديـدُ لِيَصـلُبا
أَطـاعَتهُمُ الأَيّـامُ فـي نَيـلِ ما بَغوا
وَلــو غــالَبَتهُم أَحــرَزوهُ تَغَلُّبــا
لَئِن كـانَ هَـذا الـدَهرُ مالِـكَ أَهلِـهِ
فَـــإِنَّكُمُ مُلّاكُـــهُ شــاءَ أَو أَبــى
وَأَنتُــم مَقَـرُّ المُلـكِ قِـدماً وَإِنَّمـا
يُــرى نـازِلاً فـي غَيرِكُـم إِن تَغَرَّبـا
أَتَـى مُلكُكُـم مِـن مَطلِعِ الشَمسِ مُشبِهاً
ســَناها فَلَمّــا طَبَّــقَ الأَرضَ غَرَّبــا
وَكـانَ يَـوَدُّ الغَـربُ لَـو كـانَ مَشرِقاً
فَصـارَ يَـوَدُّ الشـَرقُ لَـو كـانَ مَغرِبا
إِذا مـا شـَهِدتُم مَأزِقـاً شـَهِدَ الورى
بِــأَنَّكُمُ أَجــرى وَأَمضـى مِـنَ الظُبـا
مَلَأتُــم قُلــوبَ العــالَمينَ مَهابَــةً
وَحُـــقَّ لِأُســدِ الغــابِ أَن تُتَهَيَّبــا
فَكَــم غُضــَّتِ الأَبصـارُ عِنـدَ لِقـائِكُم
خُضــوعاً وَفُضـَّت عِنـدَ ذِكرِكُـمُ الحُبـا
وَكَــم قــالَ رائِي جـودِكُم وَوَفـائِكُم
وَبَأســِكُمُ مــا الفَخــرُ إِلّا لِتَغلِبـا
فَيــا مَلِكــاً مــازالَ لِلَّـهِ مُرضـِياً
وَلِلإِفــكِ فــي نُصـحِ الخِلافَـةِ مُغضـِبا
وَيـا مَـن طَوى عِزَّ الأَعادي وَما اِنتَضى
حُسـاماً وَلا أَنضـى مِـنَ الرَكـضِ مُقرَبا
بَلـى أَسـكَنَ الـبيضَ الجُفـونَ مُجَـرِّداً
صــَوارِمَ عَــزمٍ لا يُفَــلُّ لَهــا شـَبا
وَثــاقِبَ آراءٍ يُضــيءُ لَهــا الـدُجى
وَصــادِقَ أَفكــارٍ تُريــهِ المُغَيَّبــا
لَقَـد طـالَ ما اِستَنقَذتَ بِالأَمنِ خائِفاً
وُقـوعَ الـرَدى وَاِنتَشتَ بِالعَفوِ مُذنِبا
إِذا عُـدَّ أَمجـادُ الـدُنا كُنـتَ واحِداً
وَإِن سـُعِّرَت نـارُ الـوَغى كُنـتَ مِقنَبا
جَمَعــتَ فَحُـزتَ الفَخـرَ نَفسـاً نَفيسـَةً
وَقَلبــاً عَلـى صـَرفِ النَـوائِبِ قُلَّبـا
وَتَرفـاً إِلـى غَيـرِ الفَضـائِلِ مارَنـا
وَسـَمعاً إِلـى غَيـرِ المَحامِـدِ ما صَبا
مَنــاقِبُ قَــد خَصــَّت نِـزارَ يَزينُهـا
مَــواهِبُ قَــد عَمَّــت نِـزارَ وَيَعرُبـا
فَهُنّيــتَ أَعيــادَ الزَمــانِ مُمَلَّكــاً
ذُرى شــَرَفٍ مَــن رامَــهُ زَلَّ أَو كَبـا
وَبُلِّغـتَ أَقصـى غايَـةِ السـُؤلِ في أَبي
عَلِــيٍّ فَمــا أَسـخى وَأَنجـى وَأَنجَبـا
جَــرى فـي مَـدىً جَلَّيـتَ فيـهِ مُصـَلِّياً
وَمــا كُــلُّ فَـرعٍ طَيِّـبِ الأَصـلِ طَيِّبـا
لَقَـد أَظهَـرَ الـدَهرُ الَّـذي هُـوَ عَينُهُ
بِــهِ اليَـومَ إِعجابـاً وَمِنـهُ تَعَجُّبـا
إِذا زُرتُـهُ لَـم أَدرِ هَـل جِئتُ مَجلِسـاً
حَـوى جُمَـلَ العَليـاءِ أَم جِئتُ مَكتَبـا
بِحَيــثُ أُلاقـي حُلَّـةَ الفَضـلِ بِـالحِجى
مُطَــرَّزَةً وَالحِلــمَ يَســتَغرِقُ الصـِبا
رَأَيـــتُ أَخـــاهُ مِثلَـــهُ وَرَأَيتُــهُ
يُســايِرُ مِـن أَبنـائِهِ الغُـرِّ مَوكِبـا
هُمــا كَوكَبـا سـَعدٍ أَنافـا وَأَشـرَقا
فَلا أَفَلا مــا أَطلَــعَ اللَيـلُ كَوكَبـا
ســَماعُكَ قَــولي مِــن أَجَـلِّ جَـوائِزي
فَقُــل لِلُّهـى مَهلاً فَمـا حُلِّـلَ الرِبـا
سـَأُثني بِقَـدرِ الجَهـدِ لِلعـيِّ غالِبـاً
وَلا أَبتَغــي مــا تَســتَحِقُّ فَأُغلَبــا
وَلَـو كُنـتُ أَرجـو أَن تَقـومَ مَـدائِحي
بِأَيســَرِ مــا تَـأتي لَأَشـبَهتُ أَشـعَبا
أَصــارَ لِمـاءِ المَـدحِ جـودُكَ مَسـرَبا
وَأَصـفَيتَهُ مِـن جـودِكَ الغَمـرِ مَشـرَبا
فَلا عُــذرَ لِلشـِعرِ الَّـذي فـاضَ بَحـرُهُ
إِذا لَـم يَكُـن فـي وَصـفِ فَضلِكَ مُطنِبا
وَهَــذي المَسـاعي عَـن صـِفاتي غَنِيَّـةٌ
وَلَكِنَّهـــا لَـــم تُمــلِ إِلّا لِأَكتُبــا
وَلا بَـرِحَ المـولي بِـكَ العَـدلَ مانِعاً
مَكانَـكَ مَـن أَعلـى مِنَ الناسِ أَو حَبا
وَلا زِلــتَ تَجلـو الحادِثـاتِ وَتَجتَلـي
عَذارى القَوافي ما جَلى الصُبحُ غَيهَبا
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.