
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَكُـم أَن تَجـوروا مُعرِضـينَ وَتَغضـَبوا
وَعــادَتُكُم أَن تَزهَــدوا حيـنَ نَرغَـبُ
جَنَيتُــم عَلَينــا وَاِعتَـذَرنا إِلَيكُـمُ
وَلَـولا الهَـوى لَـم يُسأَلِ الصَفحَ مُذنِبُ
وَمَـــوَّهتُمُ يَــومَ الفِــراقِ بِــأَدمُعٍ
تُخَبِّــرُ عَــن صــِدقِ الـوِدادِ فَتَكـذِبُ
وَكَــم غَــرَّ ظَمآنــاً ســَرابٌ بِقَفـرَةٍ
وَخَبَّــرَ بَــرقٌ بِالحَيــا وَهــوَ خُلَّـبُ
وَمَــا بَلَغَــت مِنّــي نَـوىً بِسـِهامِها
رَمــاني التَجَنّــي قَبلَهـا وَالتَجَنُّـبُ
وَلَــم يَبــقَ مِمــاَّ كــانَ إِلّا بَقِيَّـةٌ
تَجيــءُ كَمــا جـاءَ الجَهـامُ وَتَـذهَبُ
يُكَلَّــفُ طَرفــي رَعيَهــا وَهـوَ طامِـحٌ
وَيُســأَلُ قَلــبي حِفظَهــا وَهـوَ قُلَّـبُ
صــُبابَةُ شــَوقٍ مِــن بَقايـا صـَبابَةٍ
إِذا ذَلَّ فيهــا طــالِبٌ عَــزَّ مَطلَــبُ
وَمـا زادَ ذاكَ الوَصـلُ أَيـاّمَ عَطفِكُـم
عَلــى مـا أَنـالَ الطـارِقُ المُتَـأَوِّبُ
مُواصـــَلَةٌ كـــانَت كَــأَحلامِ نــائِمٍ
وَإِن لامَ فيهــــا عـــاذِلٌ وَمُـــؤَنِّبُ
دَنــا بُعــدُها مِـن قُربِهـا فَكَأَنَّهـا
مِـنَ الصـَدِّ تُسـبى أَو مِنَ الهَجرِ تُسلَبُ
وَقَـد رُمـتُ أَن أَلقـى الصـُدودَ بِمِثلِهِ
مُقابَلَـــــةً لَكِنَّنـــــي أَتَهَيَّــــبُ
سَأَصـبِرُ صـَبرَ الضـَبِّ وَالمـاءُ ذو قَذىً
وَأَمشـي عَلـى السـَعدانِ وَالـذُلُّ مَركَبُ
وَأَقفـــو بِعَزمــي أُســرَةً تَغلَبِيَّــةً
إِلـى المَـوتِ مِمـاّ يُكسِبُ العارَ تَهرُبُ
وَكُـــلَّ فَـــتىً كَالخَيزُرانَــةِ دِقَّــةً
يُـراعُ بِـهِ لَيـثُ الشـَرى وَهـوَ أَغلَـبُ
إِذا رَكِبــوا أَلــوَوا بِعِــزِّ عَـدُوِّهِم
وَإِن وَهَبـوا جـادوا بِمـا لَيـسَ يوهَبُ
تَظَــلُّ المَعـالي مِـن ثَـوابِ عُفـاتِهِم
وَداعيهِــمُ يــومَ الــوَغى لا يُثَــوِّبُ
وَلَســتُ كَمَــن أَنحــى عَلَيـهِ زَمـانُهُ
فَظَـــلَّ عَلـــى أَحـــداثِهِ يَتَعَتَّـــبُ
تَلَـذُّ لَـهُ الشـَكوى وَإِن لَـم يُفِـدبِها
صــَلاحاً كَمــا يَلتَــذُّ بِالحَـكِّ أَجـرَبُ
وَلَكِنَّنـــي أَحمــي ذِمــاري بِعَزمَــةٍ
تَنـوبُ مَنـابَ السـَيفِ وَالسـَيفُ مِقضـَبُ
لَقَــد كَـذَّبَت بِـالأَمسِ مَـن ظَـنَّ أَنَّنـي
عَـنِ الحزمِ أُزوى أَو عَلى الرَأيِ أُغلَبُ
وَداويَّـــةٍ بِكـــرٍ جَعَلــتُ نِكاحَهــا
ســُرى ضــُمَّرٍ فارَقتُهــا وَهــيَ ثَيِّـبُ
تُضـِلُّ فَلَـو بَعـضُ النُجـومِ سـَرى بِهـا
وَرامَ نَجــاةً مــا دَرى كَيــفَ يَـذهَبُ
دَليلايَ فيهــا حُســنُ ظَنّــي وَبــارِقٌ
يُبَشــِّرُ بِالتَهطــالِ وَالعــامُ مُجـدِبُ
وَمُـذ أَرَيـاني ناصـِرَ الدَولَـةِ اِنجَلى
بِرُؤيــاهُ مــا أَخشــى وَمـا أَتَرَقَّـبُ
رَغِبــتُ بِنَفســي أَن أَكــونَ مُصـاحِباً
أُناساً إِذا قيدوا إِلى الضَيمِ أَصحَبوا
فَجـــاوَرتُ مَلكــاً تَســتَهِلُّ يَمينُــهُ
نَـدىً حيـنَ يَرضـى أَو رَدىً حيـنَ يَنضَبُ
تَـدورُ كُـؤوسُ الحَمـدِ حينـاً فَيَنتَشـي
وَطَــوراً تَصــِلُّ المُرهَفــاتُ فَيَطــرَبُ
إِذا مـا اِرتَبى غِبَّ الوَغى خِلتَ أَجدَلاً
لَــهُ أَبَــداً فَــوقَ المَجَــرَّةِ مَرقَـبُ
وَإِن أَعمَــلَ الأَفكــارَ عِنــدَ مُلِمَّــةٍ
تُلِــمُّ أَرَتــهُ مــا يُســِرُّ المُغَيَّــبُ
وَرُبَّ نُصــــولٍ لا تُنَصـــَّلُ إِن جَنَـــت
وَتَنصــُلُ مِـن قَـاني النَجيـعِ فَتُخضـَبُ
إِذا الـبيضُ كَلَّـت يَـومَ حَـربٍ فَإِنَّهـا
مَـــواضٍ قَـــواضٍ أَنَّ تَغلِــبَ تَغلِــبُ
فَإِحكـــامُهُ الأَيّــامَ غَــضَّ جِماحَهــا
وَأَحكــامُهُ فــي الــدَهرِ لا تُتَعَقَّــبُ
وَلَــو حِــدتُ عَنـهُ دَلَّـةً وَاِسـتَمالَني
كَريـــمٌ مُرَجّـــىً أَو هُمــامٌ مُحَجَّــبُ
لَأَغنـى كَمـا أَغنـى عَـنِ الصـُبحِ حِندِسٌ
دَجـالا كَمـا أَغنـى عَـنِ البَـدرِ كَوكَبُ
فَــذاكَ مِــنَ الأَســواءِ كُــلُّ مُمَلَّــكٍ
عَلى الجودِ يُحدى أَو إِلى الرَوعِ يُجدَبُ
تَخِــذتَ اِقتِضــابَ المَكرُمــاتِ سـَجِيَّةً
فَخــالَفتَ قَومـاً بِالمَواعيـدِ شـَبَّبوا
أَصـَختَ إِلـى داعـي الـوَغى وَتَصامُموا
وَصــَدَّقتَ آمــالَ العُفــاةِ وَكَــذَّبوا
تَــبيتُ النِيــاقُ عِنــدَهُم مُطمَئِنَّــةً
وَلَمّــا يَـدُر قَعـبٌ وَلَـم يُـدنَ مِحلَـبُ
إِذا حــارَدَت أَخلافُهــا عُطِّـلَ القِـرى
وَعِنــدَكَ مِـن أَوداجِهـا الـدَمُ يُحلَـبُ
مَســاعٍ بِهــا وَصــّى رَبيعَــةُ وائِلاً
وَلَمّــا يَحُــل عَنهــا عَــدِيٌّ وَتَغلِـبُ
وَمِنــهُ إِلــى حَمــدانَ كُــلُّ مُمَلَّــكٍ
لَــهُ الجـودُ وَكـدٌ وَالمَحامِـدُ مَكسـَبُ
مَصـاعِبُ نـالوا بَعـضَ ما نِلتَ مِن عُلىً
مُؤَمِّلُهــا مــا عــاشَ يُكـدي وَيَتعَـبُ
ســـِواكَ بَغاهـــا وَالشــَبابُ رِداؤُهُ
فَعَـــزَّت وَزادَت عِــزَّةً وَهــوَ أَشــيَبُ
فَأَحرَزتَهـــا طِفلاً فَمَهـــدُكَ كَعبَـــةٌ
يَلـوذُ بِهـا الراجـي وَناديـكَ مَكتَـبُ
خَلائِقُ كَالمـــاءِ الـــزُلالِ وَتَحتَهــا
مِــنَ العَــزمِ وَالإِقـدامِ نـارٌ تَلَهَّـبُ
وَضـــَحنَ فَـــأَعلَمنَ المُعَلِّــمَ أَنَّــهُ
يُـــؤَدَّبُ فـــي أَثنائِهــا لا يُــؤَدَّبُ
يُقِــرُّ لَــكَ الأَعـداءُ بِالبَـأسِ عَنـوَةً
وَكُــــلُّ عَـــدُوٍّ مَـــدحُهُ لا يُكَـــذَّبُ
وَحَســــبُهُمُ يَـــومٌ ثَبَـــتَّ لِشـــَرِّهِ
وَقَــد عَـرَّدَ الحـامونَ عَنـكَ وَنَكَّبـوا
مَضــَوا وَلِكُــلٍّ فـي النَجـاةِ مَـذاهِبٌ
وَمــا لَــكَ إِلا نُصــرَةَ الحَـقِّ مَـذهَبُ
وَلَــو شــِئتَها كـانَت لَـدَيكَ سـَوابِقٌ
لِلَحــقِ العِــدى لا لِلفِــرارِ تُقَــرَّبُ
تَطيــحُ إِلـى أَن تَـدَّعي غَيـرَ أَصـلِها
وَتُعــرِبُ عَــن أَحسـابِها حيـنَ تُجنَـبُ
إِلـى الريحِ تُعزى حينَ تَجري فَإِن مَشَت
رُوَيــداً فَجَــدّاها الــوَجيهُ وَمُـذهَبُ
وَبَعــدَ ســُلَيمانٍ إِلــى أَن رَكِبتَهـا
وَذَلَّلتَهــا مـا كـانَتِ الريـحُ تُركَـبُ
تَخــالَفنَ أَلوانــاً وَخُضــنَ عَجاجَــةً
فَلَـم يَختَلِـف فـي اللَـونِ جَونٌ وَأَشهَبُ
ثَبَــتَّ ثَباتـاً لَـم يَكُـن لِابـنِ مُسـلِمٍ
وَأوتيــتَ صـَبراً لَـم يَنَلـهُ المُهَلَّـبُ
هُـوَ اليَـومُ لَـو آلُ الزُبَيرِ مُنوا بِهِ
لَقَهقَــرَ عَبــدُ اللَــهِ عَنـهُ وَمُصـعَبُ
يُخَبَّــرُ عَنـهُ مـا تَلا الغَسـَقَ الضـُحى
وَيُــروى إِلـى يَـومِ المَعـادِ وَيُكتَـبُ
أَبــى لَــكَ طيـبُ النَجـرِ إِلّا عَزيمَـةً
عَلـى الحَـزمِ فـي يَـومِ النِزالِ تُغَلَّبُ
وَجُـــدتَ بِنَفــسٍ لا يَجــودُ بِمِثلِهــا
مَــعَ العِلــمِ بِـالعُقبى نَبِـيٌّ مُقَـرَّبُ
وَلَيـسَ الفَتى مَن لَم تَسِم جِلدَهُ الظُبا
وَتُحطَـمُ فيـهِ مِـن قَنـا الخَـطِّ أَكعُـبُ
وَكَــم زُرتَ أَحيـاءً فَلَـم يُغـنِ عَنهُـمُ
طِعـــانٌ وَلا نَجّـــاهُمُ مِنــكَ مَهــرَبُ
يَــوَدّونَ مُــذ صـارَ الصـَباحُ طَليعَـةً
لِجَيشــِكَ أَنَّ الــدَهرَ أَجمَــعَ غَيهَــبُ
عُرِفـــتَ فَصــارَ الإِنتِســابُ زِيــادَةً
وَغَيــرُكَ يُخفيــهِ الخُمــولُ فَيُنســَبُ
وَفـي بَعـضِ ذا المَجـدِ الَّذي ظَفِرَت بِهِ
يَــداكَ غِنـىً عَمـا بَنـى الجَـدُّ وَالأَبُ
قَضــى لَــكَ أَن يَـزدادَ بَيتُـكَ رِفعَـةً
عَلــى أَنَّــهُ فَــوقَ الســِماكِ مُطَنَّـبُ
أَلَــم تَــرَ قِرواشـاً بَنَـت مَكرُمـاتُهُ
لِأُســرَتِهِ البَيــتَ الَّـذي لَيـسَ يَخـرَبُ
مَكــارِمُ لَــم يَطمَــح إِلَيهـا مُقَلَّـدٌ
لَعَمــري وَلا أَقضــى إِلَيهــا مُســَيَّبُ
وَبَيــنَ اللُهـى وَالواهِبيهـا تَناسـُبٌ
فَمِــن أَجــلِ ذا فيهـا خَـبيثٌ وَطَيِّـبُ
كَـذا البَـأسُ فـي أَهـلِ الغَناءِ مُقَسَّمٌ
وَمــا يَســتَوي فيهــا عَلِـيٌّ وَمِرحَـبُ
وَقَبلَــكَ مــا خِلـتُ البُـدورَ لِنـائِلٍ
تُرَجّــى وَلا زُهــرَ الكَــواكِبِ تُصــهَبُ
فَــإِن طـابَتِ الأَوطـانُ لـي وَذَكَرتُهـا
فَــإِنَّ مُقــامي فــي جَنابِــكَ أَطيَـبُ
عَــــدَلتُ إِلَيـــكَ وَالبِلادُ رَحيبَـــةٌ
لِمُرتادِهـــا لَكِـــنَّ صــَدرَكَ أَرحَــبُ
فَهَــل لَـكَ فـي مَـن لا يَشـينُكَ قُربُـهُ
وَيُعــرِبُ إِن أَثنــى عَلَيــكَ وَيُغــرِبُ
إِذا صــاغَ مَـدحاً خِلتَـهُ مِـن مُزَينَـةٍ
وَتَحســَبُهُ مِــن عُــذرَةٍ حيــنَ يَنسـُبُ
قَــوافٍ هِــيَ الخَمـرُ الحَلالُ وَكَأسـُها
لِســاني وَلَكِــن بِالمَســامِعِ تُشــرَبُ
يُحَلِّــي بِهـا أَلحـانَهُ كُـلُّ مَـن شـَدا
وَتَحلــو بِــأَفواهِ الــرُواةِ وَتَعـذُبُ
إِذا أُنشــِدَت ظَــلَّ الحَســودُ كَــأَنَّهُ
بِمـا ضـُمِّنَت مِـن بـارِعِ الحَمـدِ يُثلَبُ
عَلــى ظَهـرِهِ وِقـرٌ وَفـي عَينِـهِ قَـذىً
وَفــي سـَمعِهِ وَقـرٌ وَفـي فِيـهِ إِثلِـبُ
أَخَفــتَ الزَمــانَ وَهــوَ راضٍ مُســَلِّمٌ
وَأَمَّنَــهُ قَــومٌ مَضــَوا وَهــوَ مُغضـَبُ
وَإِنَّـكَ أَهـدى النـاسِ فـي طُرُقِ العُلى
ســَما بِــكَ دَســتٌ أَو عَلا بِـكَ مَـوكِبُ
وَأَقـرَبُ مِـن إِدراكِ مـا تَعِـدُ المُنـى
عِـداكَ طُلـوعُ الشـَمسِ مِـن حَيـثُ تَغرُبُ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.