
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَطمَـعُ النـاسُ في البَقاءِ وَتابى
نُــوَبٌ تَسـلُبَ النُفَـوسَ اِغتِصـابا
وَمَــتى تَرعَــوي حَــوادِثُ دَهــرٍ
دَأبُهـــا أَن تُفَــرِّقَ الأَحبابــا
يَــذهَبُ اللَـومُ وَالعِتـابُ هَبـاءً
فــي خُطــوبٍ لا تَعـرِفُ الإِعتابـا
غِيَـرٌ لَـو نَحَـت غُرابـاً إِذاً شـا
بَ وَلَــو صـافَحَت حَديـداً لَـذابا
وَإِذا ماســَطَت فَمَــن ذا يُـداجى
مِـن جَميـعِ الأَنـامِ أَم مَن يُحابا
لَـو يَهـابُ الـرَدى لَنَكَّـبَ مَحُمـو
داً وَلَكِــنَّ صــَرفَهُ لَــن يَهابـا
عَــمَّ نَصــراً وَصــالِحاً وَمَنيعـاً
وَشــَبيباً وَلَــم يَهَــب وَثّابــا
أَينَ تِلكَ الأَملاكُ زادوا عَلى الخَل
قِ وَزانــوا الأَحسـابَ وَالأَنسـابا
إِن دَعــاهُم إِلـى الكَريهَـةِ داعٍ
جَعَلـوا الطَعـنَ وَالضـِرابَ جَوابا
وَلَقـوا الحَـربَ دارِعينَ مِنَ الصَب
رِ دُروعـاً لَيسـَت تَحُـلُّ العِيابـا
نَزَلـوا مُكرَهيـنَ عَـن ذِروَةِ العِز
زِ وَكــانوا قِـدماً لَـهُ أَربابـا
فَكَــأَن لَـم يُصـاقِبوا أَرضَ حَـرّا
نَ وَلا حَــــلَّ حَيُّهُــــم جُلّابـــا
قَصــَدَتهُم بِــوائِقُ الـدَهرِ حَتّـى
أَسـكَنَتهُم بَعـدَ القُصورِ التُرابا
وَاِســتَزادَت أَبــا ســَلامَةَ لَمّـا
تَــمَّ مُلكــاً وَقُــدرَةً وَشــَبابا
حــادِثٌ عَــمَّ عـامِراً بِالرَزايـا
فَاِســتَكانَت لَــهُ وَخَــصَّ كِلابــا
إِنَّ رَيــبَ المَنـونِ أَلـوى بِمَلـكٍ
لَـو رَمـاهُ غَيرُ الرَدى ما أَصابا
لَم يُغالِب قَضاءَ ذي العَرشِ إِذ وا
فــى وَمــازالَ لِلعِــدى غَلّابــا
لا يَخـافُ الأَملاكَ مُـذ فـارَقَ المَه
دَ وَهَـل تَرهَـبُ الأُسـودُ الـذِئابا
مِـن أُناسٍ تَوارَثوا البَأسَ وَالنَخ
وَةَ وَاِسـتَحقَبوا العُلـى أَحقابـا
تَرَكـوا لِلـوَرى الوِهادَ مِنَ العِز
زِ وَحَلّـوا مِنـهُ الرُبى وَالهِضابا
لَهـفَ نَفسـي عَلـى المُسافِرِ لا يَر
جـو لَـهُ طـالِبُ النَـوالِ إِيابـا
أَكــرَمُ العـالَمينَ نَفسـاً وَأَخلا
قــاً وَأُمّــاً وَوالــدِاً وَنِصـابا
كـانَ في ذا الورى غَريباً وَوافى
قَــدَرٌ لَــم يَـزِدهُ إِلّا اِغتِرابـا
يَكـرَهُ الوَعـدَ وَالمِطـالَ فَتَنثـا
لُ يَــداهُ بِالمَكرُمـاتِ اِقتِضـابا
جــازَ حَـدَّ النَـدى وَآمَـن سـِربي
فَكَفــى أَن أَرتــادَ أَو أَرتابـا
عَقَلَتنــــي فـــي ظِلِّـــهِ فَعَلاتٌ
تَمنَــعُ الإِنتِجــاعَ وَالإِضــطِرابا
بَيـنَ جـودٍ يَسـيرُهُ يَطـرُدُ الفَـق
رَ وَقُربـــى تُعَلِّـــمُ الآدابـــا
وَعَطايــا لَمّـا تَعالَمَهـا العـا
لَـمُ لَـم يُنكِـروا لِبَحـرٍ عُبابـا
وَكَســـاني مَلابِســـاً أَلبَســَتني
مُـذ تَـوارى مِـنَ الأَسـى جِلبابـا
يا اِبنَةَ الأَكرَمينَ قَدرُكِ في النا
سِ عَظيـــمٌ وَإِن عَظُمــتِ مُصــابا
فَاِسـتَرَدَّ الوَهّـابُ مـا كانَ أَعطا
كِ وَمَــن ذا يُنــازِعُ الوَهّابــا
لَـم تَسـودي ذا الخَلـقَ إِلّا بِفَضلٍ
فُقــتِ فيـهِ الأَشـكالَ وَالأَضـرابا
فَــدَعي رَأيَ أُمَّــةٍ لَســتِ مِنهُـم
وَاِفعَلـي فِعـلَ مَن تَخافُ الحِسابا
وَتَأَســَّي بِـرَأيِ داوُدَ فـي الفِـت
نَــةِ إِذ خَــرَّ راكِعــاً وَأَنابـا
لا تُعاصــي مَــولاكِ فيمـا قَضـاهُ
وَذَري الحُـزنَ إِن أَرَدتِ الثَوابـا
قَــدَرُ اللَــهِ لا يُـدافَعُ إِن حُـم
مَ فَصــَبراً لِحُكمِــهِ وَاِحتِســابا
أَيُّ عُــذرٍ وَقَـد أَحَطـتِ بِصـَرفِ ال
دَهـرِ عِلمـاً وَقَـد دَرَستِ الكِتابا
وَحَقيـقٌ بِالصـَبرِ مَـن لَـزِمَ المُص
حَــفَ دينــاً وَواصـَلَ المِحرابـا
وَلِعُــذرٍ تَــأَخَّرَت هَــذِهِ الخِــد
مَــةُ لا أَنَّنــي عَـدِمتُ الصـَوابا
نـابَتِ العَيـنُ بِالبُكـاءِ وَأُفحِـم
تُ فَمـا أَحسـَنَ اللِسـانُ المَنابا
زالَ لُبّــي فـي عِلَّـةٍ جَمَعَـت لـي
فَقــدَ تـاجِ المُلـوكِ وَالأَوصـابا
لَيتَنـي لَـم أُفِق فَقَد جاءَ مِن فَق
ديـهِ مـا سـَهَّلَ الحِمـامَ فَطابـا
لا يُـوازي مِعشـار ماكـانَ يـولي
قَطعِـيَ العُمـرَ حَسـرَةً وَاِكتِئابـا
ســَرَّني حاضــِراً وَأَدنـى وَأَغنـى
فَعَــدِمتُ الســُرورَ لَمّــا غابـا
وَبِرَغمـي أَن أَجعَـلَ المَـدحَ تَأبِي
نـاً وَأَدعـو مَـن لَـو وَعى لَأَجابا
بِمَقـــالٍ لا أَســـتَزيدُ بِــهِ زُل
فــى وَلا أَبتَغــي عَلَيـهِ ثَوابـا
ســائِرٍ لا يَــزالُ يَشــكُرُ نُعمـا
هُ كَمـا تَشـكُرُ الرِيـاضُ السَحابا
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.