
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تُســَدُّ إِذا حُــمَّ الحِمـامُ المَـذاهِبُ
وَيُعيـي البَـرايَ فَوتُ ما اللَهُ طالِبُ
وَأَنـتَ وَمـا فـي الخَلـقِ مِنـكَ مُعَوَّضٌ
لَهُـم عِـوَضٌ مِـن كُـلِّ مـا هُـوَ ذاهِـبُ
أَرى غِيَــرَ الأَيّــامِ تَلعَـبُ بِـالوَرى
فَلا زِلــتَ مَحروســاً وَلا جَــدَّ لاعِــبُ
هَـوى كَـوكَبٌ زُهـرُ الكَـواكِبِ مُـذهَوى
فَفــارَقَ مَثواهــا عَلَيــهِ نَـوادِبُ
وَلَـو لَـم يُـراعِ الأُفـقُ حَـقَّ جِـوارِهِ
لَمــا شــَيَّعَتهُ بِالبُكـاءِ السـَحائِبُ
أُعَبِّــرُ بِالتَــذكيرِ عَمــداً وَإِنَّنـي
وَمــا إِن تَعَــدَّيتُ الكِنايَـةَ هـائِبُ
وَلَيــسَ لِمــا أَخفـى إِبـاؤُكَ مُظهِـرٌ
وَلَيـسَ لِمَـن سـَربَلتَه الصـَونَ سـالِبُ
وَكَـم مُظهَـرٍ مِـن فَضـلِهِ وَهـوُ مُضـمَرٌ
وَكَـم شـاهِدٍ مِـن مَجـدِهِ وَهـوُ غـائِبُ
إِذا مـا سَماءُ المَجدِ لَم يَهوِ بَدرُها
فَـأَهوِن بِـأَن تَنقَـضَّ مِنهـا الكَواكِبُ
فَــدَت سـائِرُ الأَرواحِ مَلكـاً فِـداؤُهُ
وَطــاعَتُهُ فَـرضٌ عَلـى النـاسِ وَاجِـبُ
لَئِن ظَفِــرَت أَيـدي الخُطـوبِ بِبُغيَـةٍ
فَمـا زِلـتَ تَفـري وَالخُطوبُ الدَرائِبُ
وَلَـو أَنَّ صـَرفَ الـدَهرِ يُثنـى بِقُـوَّةٍ
لَعـاوَدَ عَـن هَـذا الحِمـى وَهوَ خائِبُ
وَلَــو كُـنَّ شَخصـاً صـَدَّهُ عَـن مُـرادِهِ
مُؤَلَّلَــــةٌ زُرقٌ وَبيــــضٌ قَواضـــِبُ
وَلَــو أَنــهُ جَيــشٌ كَــثيرٌ عَديـدُهُ
لَقـــارَعَهُ مِــن كُــلِّ أَوبٍ كَتــائِبُ
تُــرى نُزهَـةَ الأَبصـارِ وَهـيَ مَـواكِبٌ
وَهادِمَــةَ الأَعمــارِ وَهــيَ مَقــانِبُ
وَمــا هِــيَ إِلّا عَزمَــةٌ مِنـكَ صـَدقَةٌ
وَلا الصـَبرُ مَغلـوبٌ وَلا الهَـمُّ غـالِبُ
وَعَزمُــكَ قَــد أَفنـى حُمـاةَ مَمالِـكٍ
تُطــاعِنُ شــَزراً دونَهــا وَتُضــارِبُ
مَمالِـكُ قَـد دَوَّختَهـا بَعـدَ مـا سَفَت
مَشــارِبُ فيهــا وَاِطمَــأَنَّت مَسـارِبُ
فَحُـزتَ مَـدىً قَـد عـاوَدَت دونَ نَيلِـهِ
أَمــانِيُّ أَهــلِ الأَرضِ وَهــيَ لَـواغِبُ
لَئِن ناسـَبَتكَ التُـركُ فَرعـاً وَعُنصُراً
فَمــا لَـكَ فـي حَـوزِ العَلاءِ مُناسـِبُ
تَحَلّــى زَمــانٌ أَنـتَ فيـهِ مَحاسـِناً
عَواطِــلُ مِنهُــنَّ السـِنونَ الـذَواهِبُ
وَأَنـتَ الَّـذي مـا إِن يَـزالُ مُظَفَّـراً
إِذا مــا اِلتَقَـت آراؤُهُ وَالنَـوائِبُ
لَقَـد كَـذَبَت مُـذ ذُدتَ عَنّـا ظَنونُهـا
فَلا صــَدَقَت تِلـكَ الظُنـونُ الكَـواذِبُ
أَذى الفَتَكاتِ اللائي لَو لَم تَبُح بِها
نِفـوسُ العِدى ما اِلتَذَّ بِالماءِ شارِبُ
تَعَــزَّ بِــذا العِــزِّ الأَشــَمِّ فَـإِنَّهُ
طَريــقٌ إِلــى حَسـمِ المَسـاءَةِ لاحِـبُ
وَطيــبِ ثَنــاءٍ طَبَّـقَ الأَرضَ فَاِكتَسـَت
مَشــارِقُها مِــن عَرفِــهِ وَالمَغـارِبُ
بِعَزمِــكَ يـا سـَيفَ الخِلافَـةِ يُقتَـدى
فَلا تُــرِ خَطبــاً أَنَّــهُ لَــكَ غاصـِبُ
أَنِلنـا بِتَـركِ الهَـمِّ يَمضـي لِشـَأنِهِ
مُنانـا فَكَـم نيلَـت لَـدَيكَ الرَغائِبُ
وَذَلِّـل عَصـِيَّ النَـومِ بِالسـَطوَةِ الَّتي
أَرَحـتَ بِهـا نَـومَ الـوَرى وَهوُ عازِبُ
وَهَبنـا الأَسـى فيمـا وَهَبـتَ فَإِنَّنـا
تَهـونُ عَلَينـا مـا بَقيـتَ المَصـائِبُ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.