
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِسـَعدِكَ دارَت فـي السـَماءِ الكَواكِبُ
وَســارَت لِتَشــييدِ العَلاءِ المَـواكِبُ
وَلــولاكَ لَــم يَقحَـم جَـوادٌ بِمَـأزِقٍ
وَلا فَتَكَـت فـي الأُسـدِ تِلـكَ الثَعالِبُ
بِحَيـثُ اِلتَقَـت سـُمرُ القَنا وَصُدورُهُم
وَبيـضُ المَواضـي وَالطُلـى وَالتَرائِبُ
عِنــاقٌ يُزيـلُ الشـَوقَ عَـن مُسـتَقَرِّهِ
يُـرى وَاِصـِلاً وَهـوَ القَطـوعُ المُجانِبُ
بِيَــومٍ أَحَــمِّ الجَــوِّ حـامٍ وَطيسـُهُ
كَـــأَنَّ حَصــاهُ مِــن تَلَظّيــهِ ذائِبُ
صـَبَغتَ بِـهِ مـا اِبيَضَّ مِن فَلَقِ الضُحى
بِكُــلِّ بَيــاضٍ تَجتَــوِيهِ الكَــواعِبُ
وَراجَعــتَ شــَيبَ الهِنـدُوانيِّ حُلكَـةً
وَأَبهَجُــهُ مــا ســُمتَهُ وَهـوَ شـائِبُ
عَلــى أَنَّــهُ صــِبغٌ يُحَــدِّثُ سـائِلاً
بِمـا كـانَ مِـن تَـأثيرِهِ وَهـوَ غائِبُ
وَنـابَ وَإِن لَـم يَـرضَ عَزمُـكَ قاطِعـاً
وَمِـن أَيـنَ كُفـؤٌ عَنـهُ يوجَـدُ نـائِبُ
فَرَيـتَ بِـهِ غَـربَ الزَمـانِ وَغايَةُ ال
صــَوارِمِ أَن تُفــرى بِهِـنَّ الغَـوارِبُ
وَمَلمومَــةٍ دَبَّــت وَأَلســِنَةُ القَنـا
لَهــا حُمَــةٌ وَالمُقرَبـاتُ العَقـارِبُ
يُعاطي بِها النَدمانُ كَأساً مِنَ الرَدى
بِهـا نـالَ رِيَّـاً فـي المَنِيَّـةِ شارِبُ
وَعـــانَقَ فيهــا مُبغِــضٌ لِبَغيضــِهِ
كَمـا اِعتَنَقَـت يَومَ اللِقاءِ الحَبائِبُ
ســَماعُهُمُ فيهــا الصـَليلُ وَخَمرُهُـم
دَمُ القَومِ لا ما اِستَحلَبَ الكَرمَ حالِبُ
سـَرَت بِـكَ فـي لَيـلٍ مِنَ النَقعِ أَليَلٍ
تُعَمَّـى عَلـى مَـن صـارَ فيهِ المَذاهِبُ
فَــأَطلَعتَ فيــهِ بِالأَســِنَّةِ أَنجُمــاً
لَهـا مِـن نَواصـي الـدَارِعينَ ذَوائِبُ
عَــزائِمُ خَــرّاجٍ إِذا مــا تَضـايَقَت
مَخـــارِجُهُ لا لاعِبـــاً وَهــوَ لاعِــبُ
وَطَعـــنٌ لِســُمرِ الســَمهَريِّ مُحَطِّــمٌ
عَلــى أَنَّــهُ لِلمَجــدِ بـانٍ وَناصـِبُ
وَضـــَربٌ لِــبيضِ المَشــرَفِيِّ مُهَــدِّمٌ
بِــهِ وَلِأَعــدادِ المُعــادينَ حاصــِبُ
وَأَرعَــنَ مَــوّارِ الحَواشــي لِأَرضــِهِ
بِعِــثيَرِهِ مِــن نـاظِرِ الجَـوِّ حـاجِبُ
لَـهُ مِـن سـُطا فَخـرِ المُلـوكِ مُؤَيِّـدٌ
يُطـــاعِنُ عَــن أَقرانِــهِ وَيُضــارِبُ
فَــتىً هَـذَّبَت فيـهِ التَجـارِبُ نَفسـَهُ
فَكَيــفَ بِهـا إِذ هَـذَّبَتها التَجـارِبُ
يَســُدُّ مَســَدَّ الأَلــفِ بَأسـاً وَنَجـدَةً
إِذا رَدَّ ضـَربَ الأَلـفِ فـي الأَلفِ حاسِبُ
وَدَبَّــرَ أَمــرَ المُلـكِ قَبـلَ بُلـوغِهِ
وَمـا نَزَعَـت عَنـهُ السـِخابَ الرَبائِبُ
وَتِلـــكَ لِأَبنــاءِ المُســَيَّبِ شــيمَةٌ
يَســودُ وَليــدٌ مِثلَمـا سـادَ شـائِبُ
أُنــاسٌ أَسـاءَت حُكمَهـا فـي لُهـاهُمُ
أَكُفُّهُـــمُ إِذ أَحســَنوا وَالمَــواهِبُ
وَسـَدّوا بِتَسـديدِ الطِعـانِ مِنَ العُلى
ثُغــوراً تَــوَلَّت كَشــفَهُنَّ النَـوائِبُ
فَمِـن رَأيِـهِ الـواري عَواليهِ أُشرِعَت
وَمِـن عَزمِـهِ الماضـي تُسـَلُّ القَواضِبُ
هُـوَ المَلِـكُ الفَيّـاضُ بَأسـاً وَنائِلاً
فَحَيــثُ تَــراهُ ناقِمـاً فَهـوَ واهِـبُ
يَصــولُ وَلــو أَنَّ النُجــومَ كَتـائِبُ
وَيُعطـي وَكَـفُّ الجَـدبِ لِلسـِترِ جـاذِبُ
وَكُنـتَ إِذا مـا الشـَرُّ صـَرَّحَ بِاِسـمِهِ
وَلاذَت بِأَعنــاقِ الصَياصـي الـذَوائِبُ
جَعَلــتَ غِــرارَ المَشــرَفيِّ مُصـاحِباً
أَلا إِنَّــهُ نِعــمَ الرَفيـقُ المُصـاحِبُ
وَفــيٌّ إِذا خــانَ الشــَقيقُ وَدافِـعٌ
إِذا حـاصَ عَـن دَفـعِ المُلِمِّ المُحارِبُ
وَلَمّـا أَبـى قَـومٌ سِوى البَغيِ مَركَباً
وَلِلـــذُلِّ فيــهِ وَالمَذَلَّــةِ راكِــبُ
ســَدَدتَ عَلَيهِــم كُــلَّ بـابٍ وَثُغـرَةٍ
يَخـالونَ مِنـهُ النُجـحَ وَالنُجحُ عازِبُ
وَأَمهَلتَهُــم حَتّــى لَظَنّــوكَ عـاجِزاً
وَمـا يَسـتَوي المَغلـوبُ وَالمُتَغـالِبُ
وَقَـد تَنفُـذُ الأَقـدارُ حَتّى يَرى اِمرُؤٌ
مِـنَ الصـِدقِ ظَنّـاً وَعـدَها وَهوَ كاذِبُ
وَعَزمُــكَ مــاضٍ حيـنَ تَنبـو صـَوارِمٌ
وَرَأيُــكَ لَمّــا أَظلَـمَ الجَـوُّ ثـاقِبُ
وَلَكِنَّهُــم مِــن عــامِرٍ فـي أَرُوَمَـةٍ
لَهــا مِنــكَ عِــزٌّ لا يُـرامُ وَجـانِبُ
فَـإِن يَهـفُ فَـرعٌ مِنهُـمُ فَاِغتِفارُ ما
جَنــاهُ عَلــى مَعـروفِ فَضـلِكَ واجِـبُ
بَنـو العَمِّ وَالأَرحامُ في الناسِ شُجنَةٌ
رِعايَتُهـا فـي الـدينِ وَالعَقلِ وَاِجِبُ
فَكُـن بِهِـمُ لا فيهِـمُ الخَطـبَ ضـارِباً
فَفيهِـم قُـوىً تَعيـا بِهِـنَّ الضـَرائِبُ
وَلَمّـا هَجَـرتَ الشـامَ حاشاكَ أَن تُرى
لَــهُ هـاجِراً أَو عَنـهُ رَأيُـكَ راغِـبُ
فَلا حَلَّــهُ مِــن وَحشـَةٍ مـا اِسـتَفَزَّهُ
عَـنِ الأَمـنِ وَاِرتابَ النَزيلُ المُصاقِبُ
وَمـا كـانَ لَمّا اِعتَلَّ مِن قَبلُ شافِياً
سـِواكَ لَـهُ يـا مَـن لَهُ الفَضلُ صاحِبُ
مَــدَدتَ عَليــهِ ظِــلَّ عِـزِّكَ فَـاِحتَمى
وَلـولاكَ يَومـاً مـا اِحتَمَى فيهِ جانِبُ
وَصــَيَّرتَهُ لِلأَمــنِ رَبعــاً وَقَبلَهــا
غَــدا لِـذُيولِ الخَـوفِ وَهـوَ مَسـاحِبُ
وَأَنقَـذتَ قَومـاً فيـهِ مِن كُفَّةِ الرَدى
وَقَــد نَشــِبَت أَظفارُهـا وَالمَخـالِبُ
بِعِــزِّكَ لاذوا وَهــوَ أَمنَــعُ مَــوئِلٍ
وَغَيثَــكَ أَمّــوا وَهـوَ لِلبِـرِّ سـاكِبُ
تَرَكــتَ لَهُــم رَأيـاً كَسـاهُم مَذَلَّـةً
وَلُــذتَ بِــرَأيٍ جــانَبَتهُ المَعـائِبُ
أَســاؤوا وَجــاؤُا لائِذيــنَ بِشـيمَةٍ
لِمَـذهَبِها فـي العَفوِ تَعفو المَذاهِبُ
فَمــالَ إِلـى جَنـبِ التَجـاوُزِ عَنهُـمُ
كَريــمٌ قَــديرٌ لِلرِضـى مِنـهُ جـانِبُ
يَمُـــنُّ وَطَــولُ الإِقتِــدارِ مُســاعِدٌ
وَيَحلُـمُ فـي وَقـتٍ بِـهِ الحِلـمُ عازِبُ
تَجــاوَزَ صــَفحاً عَـن عُقوبَـةِ جاهِـلٍ
يُســيءِ وَيَنسـى مـا تَجُـرُّ العَـواقِبُ
وَأَدَّبَهُــم بِــالعَفوِ وَالعَفـوُ سـَوطُهُ
لِكُــلِّ كَريــمٍ فيـهِ تُلقـى المَـآدِبُ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.