
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا زِلـتَ تَعلـو وَإِن حُسـّادُكَ إِكتَـأَبوا
أَو يَبلُـغَ الحَـظَّ مـا يقَضي بِهِ الحَسَبُ
وَإِن يَكُـن مـا بَلَغـتَ اليَـومَ مُذهِلَهُم
فَـــإِنَّهُ دونَ مــا تَرجــو وَتَرتَقِــبُ
تُعلـي المَنـازِلُ قَومـاً قَبلَها خَمَلوا
وَأَنـتَ مَـن لَـم تَـزَل تَعلو بِهِ الرُتَبُ
إِن لَـم تَكُـن لِلنُجـومِ النَيِّـراتِ أَخاً
فَــأَنتَ غَيـرَ مُنـاوىً جارُهـا الجُنُـبُ
إِنَّ الجَلالَــةَ مِــن أَفعالِـكَ اِنتَقَلَـت
فَـــإِن خُصِصــتَ بِأَوفاهــا فَلا عَجَــبُ
فَليَسـرِ مَـن ظَـلَّ مَشـغوفاً بِهـا عَلَقاً
أَنَّ النَباهَــةَ عِلــقٌ لَيــسَ يُغتَصــَبُ
فَــإِنَّ دونَ المَعــالي شــُقَّةً بَعُــدَت
بِهــا المَشـَقَّةُ دونَ الفَـوزِ وَالشـَجَبُ
لَمّـا اِصـطَفاكَ لَـهُ المَلـكُ الأَعَزُّ حِمىً
حَبــاكَ مــا يَصـطَفي مِنهـا وَيَنتَخِـبُ
حِبــاءَ مَـن يَهَـبُ الـدُنيا بِأَجمَعِهـا
وَلا يُصـــادَفُ مَعتَـــدّاً بِمــا يَهَــبُ
وَمُــذ دَعــاكَ إِمــامُ العَصـرِ عُـدَّتَهُ
عـادَت سـِراعاً عَلـى أَعقابِهـا النُوَبُ
وَقَــولُهُ عُــدَّتي دونَ الــوَرى صــِفَةٌ
وَإِن تَظَنّـــى جَهـــولٌ أَنَّهــا لَقَــبُ
وَهَــل تَحَلَّــت رِيــاضٌ غِــبَّ مــاطِرَةٍ
بِمِثـلِ مـا حُلِّيَـت مِـن وَصـفِكَ الكُتُـبُ
أَعظِــم بِهــا كُتُبـاً جاءَتـكَ حـائِزَةً
مَناقِبــاً كَثَّــرَت مـا حـازَتِ الكُتَـبُ
وَســـَربَلَتكَ ثَنـــاءً جَـــلَّ مَــوقِعُهُ
عَمّــا كَســَتكَ ثِيابـاً عَمَّهـا الـذَهَبُ
هَــذي تُعــاوِدُ أَسـمالاً إِذا اِبتُـذِلَت
حينـاً وَتِلـكَ عَلـى طـولِ المَـدى قُشُبُ
لَمّـا تَضـايَقَ بِـالجَيشِ الفَضـاءُ ضـُحىً
بَثَثـتَ فـي الجَـوِّ جَيشـاً مـالَهُ لَجَـبُ
وَمــا رَأَينـا سـَماءً قَبـلَ يَومِـكَ ذا
فـي أُفقِهـا الطَيـرُ وَالآسـادُ تَصـطَحِبُ
غـــابٌ تَلـــوحُ بِـــأَعلاهُ ضــَراغِمُهُ
فَـواغِراً أَبَـداً لَـم تَـدرِ مـا السَغَبُ
مُســتَعلِياتٌ لَهــا مِــن فِضــَّةٍ قَصـَبٌ
يُقِلُّهــا وَلَهــا مِــن عَســجَدٍ أُهُــبُ
وَقَــد أَظَلَّتــكَ لَمّــا ســِرتَ أَربَعَـةٌ
قَلــبُ الغَزالَـةِ إِعظامـاً لَهـا يَجِـبُ
تَعلــو بِأَقرَبِهـا عَهـداً بِمَـن شـَرُفُت
بِـــذِكرِهِ ســُوَرُ القُــرآنِ وَالخُطَــبُ
سـَمَت إِلـى حَيـثُ قَوسُ المُزنِ فَاِعتَصَبَت
بِبَعضــِهِ وَلَهــا مِــن بَعضــِهِ عَــذَبُ
وَتَســـتَقِلُّ بِمــاءٍ مــا لَــهُ حَبَــبٌ
وَتَســتَظِلُّ بِنــارٍ مــا لَهــا لَهَــبُ
فَـإِن بَـدَت فـي سـَوادِ النَقـعِ طالِعَةً
وَأَنـتَ وَاِبنـاكَ قيـلَ السـَبعَةُ الشُهُبُ
كَأَنَّمـا التِـبرُ بَحـرٌ فـاضَ فَـاِغتَرَفَت
مِنـهُ الكُسـى وَالعِتـاقُ القُبُّ وَالقُبَبُ
وَكُــلُّ مــاضٍ تَــدينُ المُرهَفـاتُ لَـهُ
تُجنــى السـَلامَةُ مِـن حَـدَّيهِ وَالعَطَـبُ
إِذا عَلاهُ نَجيــــعٌ فَـــوقَ جَـــوهَرِهِ
فـي مَـأزِقٍ خيـلَ خَمـراً فَوقَهـا حَبَـبُ
قُلِّـــدتُموها عَلـــى عِلــمٍ بِــأَنَّكُمُ
ذَوُو القُلـوبِ الَّـتي مـا حَلَّهـا رُعُـبُ
وَأَنَّكُــم مورِدوهــا كُــلَّ يَـومِ وَغـىً
مِــن قَبـلِ أَن تَـرِدَ الخَطِّيَـةُ السـُلُبُ
وَإِن تَقَلَّـــدتُموها وَهـــيَ ناصـــِلَةٌ
فَإِنَّهــا مِــن دَمِ الأَعــداءِ تَختَضــِبُ
وَقَــد فَرَعــتَ بِهَـذا الدَسـتِ مَنزِلَـةً
نَصـيبُ شـانيكَ مِنهـا الهَـمُّ وَالتَعَـبُ
إِذا المُلــوكُ إِلــى لَـذَّاتِها جَنَحَـت
وَشـارَكَ الجِـدَّ فـي أَفعالِهـا اللَعِـبُ
فَلَـن تَـزالَ بِحَسـمِ الظُلـمِ فـي شـُغُلٍ
عَمّــا دَعـاكَ إِلَيـهِ الظَلـمُ وَالشـَنَبُ
لَئِن غَضـِبتَ لِسـَومِ الخَسـفِ حيـنَ رَضوا
لَقَـد رَضـيتَ بِحُكـمِ الجـودِ إِذ غَضِبوا
فـي دَولَـةٍ بِـكَ نـالَت فَـوقَ بُغيَتِهـا
فـي مَـن عَصـى فَعَصـا أَعـدائِها شـُعَبُ
فَــأَنتَ مَعتَزُّهــا وَاِبنــاكَ مُنجِبُهـا
وَنَصــرُها وَلَــكَ العَضـبُ الهُمـامُ أَبُ
لَئِن أَفــادا عُلُــوّاً فــي بِعادِهِمـا
فَالمِسـكُ يَـزدادُ قَـدراً حيـنُ يَغتَـربُ
لا يَطمَعَـــنَّ نَــبيهٌ فــي مَكانِهِمــا
فَمــا المَجَــرَّةُ مِمَّــن رامَهـا كَثَـبُ
الجــائِدانِ إِذا مــا ضــَنَّتِ السـُحُبُ
وَالــذائِدانِ إِذا مــا كَلَّـتِ القُضـُبُ
بَنــي أَبــي صــالِحٍ مـازالَ عِنـدَكُمُ
مُـذ كُنتُـمُ الرَغَـبُ المَعـروفُ وَالرَهَبُ
أَلَســتُمُ مَعشــَراً يَنـأى إِذا بَعُـدوا
حُسـنُ الفِعـالِ وَيَـدنو كُلَّمـا قَرُبـوا
إِذا وَجـــوهُهُمُ بِــالعِثيَرِ اِنتَقَبَــت
بَـدا المَضـاءُ الَّـذي مـا دونَـهُ نُقُبُ
طِبتُــم فَطــابَ حَــديثٌ توصـَفونَ بِـهِ
مُكَــرَّراً ذِكــرُهُ مــا كَــرَّتِ الحُقُـبُ
وَالمــادِحونَ عَلــى أَبـوابِكُم حِزَقـاً
لِقَــولِ حُســّادِكُم لِلمــادِحِ الســَلَبُ
تَسـمو الإِمـارَةُ إِذ تُعـذى إِلَيـكَ كَما
تَســمو تَميـمُ بـنُ مُـرٍّ حيـنَ تَنتَسـِبُ
وَبَعـدَ بَيـتِ رَسـولِ اللَـهِ مـا فَخَـرَت
بِمِثـــلِ بَيتِـــكَ لا عُجــمٌ وَلا عَــرَبُ
بَيــتٌ لَـهُ العِـزُّ أَرضٌ وَالإِبـاءُ سـَماً
وَالبــاتِراتُ عِمــادٌ وَالنَــدى طُنُـبُ
حَمــاهُ مِــن دارِمٍ فــي كُـلِّ مُعتَـرَكٍ
غُلـبٌ عَلى المَجدِ وَالعَلياءِ قَد غَلَبوا
لَمّــا أَبـوا دَرَّ أَخلافِ اللِقـاحِ قِـرىً
بــاتَت لَــدَيهِم مِـنَ الأَوداجِ تُحتَلَـبُ
وَإِن غَنيــتَ بِمــا أَثَّلــتَ مِـن شـَرَفٍ
عَـن ذِكـرِ مـا أَثَّلَـت آبـاؤُكَ النُجُـبُ
فَــالمَرءُ إِن لَــم تُقَــدِّمهُ مَــآثِرُهُ
لَـــم يُعلِـــهِ نَســَبٌ زاكٍ وَلا نَشــَبُ
أَمّــا دِمَشــقُ فَقَـد أَسـلَفتَ نُصـرَتَها
فـي سـالِفِ الـدَهرِ إِذ أَنصـارُها غَيَبُ
غـابوا بِأَسـرٍ وَقَتـلٍ وَاِنتِجـاعِ عِـدىً
وَأَنــتَ وَحــدَكَ فيهــا جَحفَــلٌ لَجِـبُ
حـامَيتَ عَنهـا مُحامـاةَ المَليـكِ لَها
فَهَــل زَمانَــكَ هَــذا كُنــتَ تَرتَقِـبُ
فَكُنــتَ أَبعَـدَ خَلـقِ اللَـهِ مِـن فَـرَقٍ
إِذا تَفـــارَقَتِ الأَســـيافُ وَالقُــرُبُ
كَـم خُضـتَ مِـن دونهـا نـاراً مُضـَرَّمَةً
مـا خاضـَها مَـن لَـهُ فـي نَفسـِهِ أَرَبُ
وَكَــم نَطَقـتَ بِفَصـلِ القَـولِ مُـرتَجِلاً
وَالــبيضُ فـي قِمَـمِ الأَبطـالِ تَصـطَحِبُ
فَمِــن بَيانِــكَ مـاءُ الفَضـلِ مُنهَمِـرٌ
وَمِــن بَنانِــكَ مـاءُ الجـودِ مُنسـَكِبُ
وَالمَجـدُ إِن كـانَ في الأَقوامِ مُكتَسَباً
فَـــإِنَّهُ فيـــكَ مَولـــودٌ وَمُكتَســَبُ
سـَطَوتَ فَاِستَصـغَرَ الأَنجـادُ مـا قَهَروا
وَجُـدتَ فَاِسـتَنزَرَ الأَجـوادُ مـا وَهَبوا
مَكــارِمٌ بَــزَّتِ الرُكبــانَ رَأفَتَهــا
بِــاليَعمَلاتِ فَمــا تُثنـى لَهـا رُكَـبُ
وَصــَيَّرَت قَصــرَكَ العــافونَ مَـوطِنَهُم
إِذا مَضــَت عُصــَبٌ مِنهــا أَتَـت عُصـَبُ
إِذا الوَسـائِلُ عيفَـت عِنـدَ مَن قَصَدوا
شـَرِبتَ مـا صـَرَّفوا مِنهـا وَما قَطَبوا
وَإِن أَتَتــكَ كُــؤوسُ الحَمــدِ مُترَعَـةً
لَــم تَــأتِهِم نُخَــبٌ مِنهـا وَلا نُغَـبُ
شـَرُفتَ نَفسـاً فَأَحسـَنتَ الخَيـارَ لَهـا
فَالمــالُ مُحتَقَــرٌ وَالحَمــدُ مُحتَقَـبُ
وَلَســتَ تَــذخَرُ مِمّــا أَنــتَ كاسـِبُهُ
إِلّا كَمــا ذَخَـرَت مِـن مائِهـا السـُحُبُ
لَقَــد أَتـاحَ غِيـاثُ المُسـلِمينَ لَهُـم
مِنـكَ الشـِفاءَ الَّـذي مـا بَعـدَهُ وَصَبُ
فَــدامَ ســُلطانُ تـاجِ الأَصـفِياءِ وَلا
زالَت عَنِ الخَلقِ ما خافوا وَما رَغِبوا
يَــدٌ لِمُعتَزِّهــا مِــن مَنعِهــا حَـرَمٌ
كَمــا لِمُعتَرِّهــا مِــن بَـذلِها نَخَـبُ
نَوالُهــا كَهَتــونِ الغَيــثِ مُنتَجَــعٌ
وَمــا حَمَــت كَعَريـنِ اللَيـثِ مُجتَنَـبُ
فَلا غَــدَت نائِبــاتُ الــدَهرِ رائِعَـةً
رَعِيَّــةً كُشــِفَت عَنهــا بِــكَ الكُـرَبُ
وَلا أَلَــمَّ بِــكَ المَكــرُوهُ فـي قَمَـرٍ
زالَــت بِمَطلَعِــهِ عَـن قَلبِـكَ الرِيَـبُ
أَنّـــى وَأَوبَتُـــهُ لِلصــَومِ موجِبَــةٌ
وَوَجهُــــهُ كَهِلالِ الفِطـــرِ مُرتَقَـــبُ
وَمــا تَحايَــدتُ عَـن ظِـلِّ نَشـَأتُ بِـهِ
وَلا اِنقَطَعـــتُ لِأَنّــي عَنــكَ مُنجَــذِبُ
بَــل شـِئتُ إِعلامَ مَـن تَنـدى بِمَسـأَلَةٍ
يَــداهُ أَنَّ نَــداكَ الغَمــرَ يَقتَضــِبُ
جـــودٌ هَرَبــتُ بِآمــالي فَأَدرَكَهــا
فَالحَمـدُ لِلَّـهِ إِذ لَـم يُنجِنـي الهَرَبُ
وَلَــو أَفَضــتُ حَيــاتي لِلثَنـاءِ بِـهِ
لَمــا نَهَضــتُ بِمِعشــارِ الَّـذي يَجِـبُ
فَكُــــلُّ رَبِّ جَميـــلٍ جَـــرَّهُ ســـَبَبٌ
فِــداءُ بــادٍ بِنُعمــى مالَهـا سـَبَبُ
لِيَثــنِ عَنّــي صـُروفَ الـدَهرِ راغِمَـةً
أَنّــي عَلِقــتُ بِحَبــلٍ لَيــسَ يَنقَضـِبُ
وَقَــد تَحَقَّقــتُ قِــدماً أَنَّ مَــأرُبَتي
تُقضـى وَمـا عَـضَّ فيهـا غارِبـاً قَتَـبُ
فَـاُنظُر لِمَـن ما لَهُ في الحِرصِ مُضطَرَبٌ
نَزاهَـــةً وَلَــهُ فــي الأَرضُ مُضــطَرَبُ
لِمُصـــعَبٍ يَطَّـــبيهِ العِــزُّ يُحــرِزُهُ
وَالخَصــمُ يُعجِـزُهُ لا المـاءَ وَالعُشـبُ
إِنّــي إِذا شـِئتُ أَن يَرتـاحَ ذو كَـرَمٍ
أَدَرتُ راحـاً أَبوهـا الفِكـرُ لا العِنَبُ
وَلا اِعتِــدادَ بِمـا أَهـدَيتُ مِـن مِـدَحٍ
وَإِن تَخَيَّرَهــــــا حُبّيـــــكَ وَالأَدَبُ
إِنَّ الفَعــالَ الَّـذي مـا شـابَهُ كَـدَرٌ
شـادَ المَقـالَ الَّـذي مـا شـابَهُ كَذِبُ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.