
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـادَ الهـوى في فُؤادي مثلَ ما بدأَ
لمّـا تَعرَّفْـتُ مِـن أَهـل الحِمـى نَبأَ
أَمْلى على القلب ساري البرقِ مُبتسماً
عنهــم أَحــاديثَ شـوقٍ تُطـرِب الملأَ
فبِــتُّ أُروي رُبــي خَــدَّيّ مــن دِيَـمٍ
تَــزْداد غُلَّــةُ أَحشــائي بهـا ظَمَـأَ
رُقـى العـواذِل مُهْـراق النَّجيـع بها
لمّـــا ترقـــرق مُنْهَلاً فمــا رقَــأَ
لَعَــلَّ لامِــعَ ذاك الـبرقِ كـان لهـم
طليعــةً طــالعَ الأَســرار فارتَبَــأَ
لَئِنْ برانـي هـوى أَهـلِ الحِمى فَلَكَمْ
داوَيْــتُ مـن حُبِّهـمْ دائي فمـا بَـرأَ
يُـدْنيهمُ الشـوقُ منّـي والحنيـنُ وإِن
شـَطَّ المَـزار بهـم عـن نـاظِري ونأَى
ومــا تقتَّصــني منهــم ســوى رَشـَإٍ
أَفــدي بمُهجــة نفسـي ذلـك الرشـأَ
أغَـنَّ يَغْنـى عـن البـدر المُنيـر به
مَـنْ جـالس الشـَّمسَ مِـن أَزراره ورأَى
مِلــءُ النَّـواظرُ حُسـناً حيـن تلحظُـهُ
وأَمْلَــكُ الحُســن للأَلحــاظ مـا مَلأَ
مـا اهتَـزَّ غُصنُ الصِّبا مِن عِطْف قامته
إِلاّ وأَزْرى بِغُصــن البــانِ أَو هَـزَأَ
نَشــْوان تحســَبُ صـَرْفَ الـرّاح رَنَّحـهُ
أَو مـدحَ داعـي الهُدى عاطاه فانتشأَ
عِمـران أَكـرمُ مَـنْ جـاءَ الزّمـان به
فَــرْداً وأَشـرفُ مـن فـي حِجْـره نَشـَأَ
كــأَنّ قحطـانَ قِـدْماً كـان أَوْدَع فـي
ضــَمائر الفضـل سـِرّاً منـه أَو خَبَـأَ
مَــنْ أَوْطــأَتْهُ علــى كِيـوانَ هِمَّتُـهُ
لـو كـان يَرْضـى علـى كيوانَ أَنْ يَطأَ
وأزداد فخـراً عَلَـى مـا شـاد والدهُ
محمــد، وَســَبا فــي مجــده ســَبَأَ
تنــاول الغَــرضَ الأَقصــى فــأَدركهُ
واختـاز غايـاتِ أَملاكِ الـورى وشـأَى
أغَــرُّ أَبْلَــجُ لــو يَســْري بِغُرَّتــهِ
فـي فحمةِ اللَّيل بدرُ التِّمِّ ما انطفأَ
يُزْهـى بـه الدَّسْتُ يومَ السّلم مُبتسِماً
وفـي الوغا سابحٌ سامي التَّليل وأَي
كــاللَّيْث ليــس بمُختــارٍ فرائســَهُ
ســـِيّانِ ظَبْـــيُ كِنــاسٍ عنــده ولأَي
لـو لـم يُعِرْ عَزمَه العَضْبَ المُهَنَّد ما
جَـرى الـرَّدى فـي غِرارَيْـه ولا اجْتَرأَ
رَوّى عِطــاشَ الأَمــاني وهــي صـاديةٌ
مَكارِمــاً وجَلا عــن بِيضــها الصـَّدَأَ
مــا زال مَلْجَــأَ مـن سـُدَّت مَـذاهِبُهُ
فـي حيـنَ لا يَجِـدُ الملهـوف مُلْتَجـأَ
يَلْقــى بسـامي ذَراه الـرّائدون بـه
والــواردون إِليــه المـاءَ والكَلأ
ويَفْجَــأُ الخَطْــبَ منـه عنـد رؤْيتـهِ
عَــزْمٌ يُكَشــِّف منــه كــلَّ مـا فَجَـأَ
فكُلَّمــا رَزَأَ الخطــبُ الـورى كَفِلَـتْ
بيــضُ الصـَّوارِم منـه جَبْـرَ مـا رَزَأَ
وكـم حـادثٍ غـال فاغتالَتْه منه ظُبّي
تَعَــوَّدتْ كشــف مَكْــروهٍ وَرَأْبَ ثَــأَى
وكـــم أَلمَّـــتْ مُلِمّــاتُ روائعهــا
يَظَــلُّ يَــدْرَأُ عنهــا صـَدْرَ مَـنْ دَرَأ
ســمَا لهـا دونَ أَملاك الـورى فكفـى
مِــنْ هَـمِّ نازِلهـا مـا هَـمَّ وانْكَفـأَ
يَــبيتُ يَحْظَـأُ نـارَ الْجُـود مُوقِـدُها
لِوَفــده وبِعُــودِ الهنــدِ مـا حَظَـأَ
خَطَّـتْ يـدُ المجـد في وجه الزّمان به
مــآثراً يَقْتَربهــا كــلُّ مَــنْ قَـرَأَ
مــآثِراً كُلُّهـا فـي الفضـل مُخْتَـرَعٌ
مـااقْتَصَّ مـن أَثَـرٍ فيهـا ولا افتَقَـأَ
قـد بَـرَّأَ اللـهُ فـي التَّكوين خِلْقَتَهُ
وخُلْقَــهُ مـن ذَميـم الفعـل إِذْ بـرَأَ
وذَرَّ فـي كفِّـه الأَرزاق يَقْسِمُهامِنْ راح
تيــــه لِمَـــنْ فـــي عصـــره ذَرَأَ
لِلْجـود فـي مـاله يومَ النَّوالِ خُطاً
تُفْنيـه عَمْـداً إِذا جـاد أمْـرُؤٌ خَطَـأ
يسـْطو علـى المـال إِنعامـاً كأَنَّ به
غَيْظـاً على المال يومَ الجُود أَو شَنَأَ
يخضـــَرُّ نَبْــتُ أَيــاديه وأَنْعُمِــهُ
للمُعْتَفيــن إذا نَبْــتُ الرِّيـاض ذأَى
فَلْيَهْــنِ أَعــوامَه إِقبــالُ دَوْلَتــهِ
فــــإِنَّه خَيْـــرُ والٍ للـــوَرى كَلأَ
وبُلِّــغَ الســُّؤْلَ فـي شـِبْلي عَرينَتِـه
والمُبْتَـدين مـن العَلْيـاءِ ما ابتدأَ
حـتى تـرى الكُـلَّ أَبّـاءً أَخـا شـرفٍ
ســمَا الزمـان بسـامي فَخْـره وبـأَي
ولْيَنْســإِ اللــهُ للـدنيا وسـاكِنها
فـي عَمُـره ضـِعْفَ مـا فـي عُمْرِها نَسَأَ
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)