
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـــنَّ والمُشــتاق حَنــانُ
مُســتهامُ القلــبِ وَلْهـانُ
مُســْتَرَقٌ فــي فُنـونٍ هـوىً
والهَــوى والحــبُّ أَفنـانُ
يَمَنِـــيُّ بالحجـــاز لــه
ســَكَنٌ مــا عنــه سـُلوانُ
ومُعَنــىّ بــالخَليط ومِــنْ
دُونِـــه لِلْبَيْــنِ إِمعــانُ
أَيـــن مَّمِــنْ دارُه عَــدَنٌ
جِيـــرةٌ بــالْخيْفِ قُطّــانُ
وَيْـحَ مَـنْ يهـوى فليـس له
غيـرَ سـُحْبِ العَيْـن أَعـوانُ
يهتـــدي كـــلُّ لمَقْصــِدِه
وهـو سـاهي اللُّـبِّ حَيْـرانُ
كلَّمـا نـاح الحمـام هَمـى
مُســـْتَهِلٌّ منـــه هَنّـــانُ
أَوْ بكـى في النّاسِ ذُو شَجَنٍ
شــَجْوَه، أَبْكَتْــهُ أَشــجانُ
وَلَئِن غاضــــَت مـــدامعُهُ
فهـــــو الأَشــــْواق مَلآنُ
يـا حَمـامَ الأَيْـكِ هل عَلِقَت
بــك مــن بَلْـواه أَشـْطانُ
أَم هَــل اسـتَمْلَيْتَ لَـوعَتُه
فهــي فـي شـَكْواك أَلحـانُ
لا تُســاجِلْه الغَـرامَ فمـا
فــي تعــاطي ذاك إِمكـانُ
خَـلِّ مَيْـدانَ الحنيـن لِمَـنْ
قلبُـــه للشــَّوْق مَيْــدانُ
أَنــتَ تَبكـي مُفْحَمـاً ولـه
بِبُكـــاءِ الإِلْــف تِبْيــانُ
وعليــه لا عليــكَ مـن الْ
حُـــبّ آثـــارٌ وعُنـــوانُ
ولــــك الآُلاّفُ تَجْمَعهــــا
بــــك أَوراق وأَفنــــانُ
وهـو فَـرْدُ الوَجْد قد بَعُدَت
عنـــه أَحبــابٌ وجِيــرانُ
وغريـــبٌ فـــي مَــواطنه
والهـوى لا الـدّارُ أَوطـانُ
مـا شـَجاهُ البـانُ مُنْثَنِياً
بـل هَـوى مَـنْ دارُه البْانُ
أَيُّهــا العُــذّال حَســْبُكُمُ
إِنَّ بعــض العَــذْل عُـدْوانُ
ساعِدوا المُشتاق أَو فَدَعُوا
مَـن لـه عـن شـأنِكُم شـانُ
لا تلُومـــوه علــى حُــرَقٍ
فـي الْحشـا منهـنَّ نيـرانُ
واعــذِروه فــي تَمــايله
كلّمـــا هزَّتْـــه أَحــزانُ
إِنّ كــأْسَ الشــَّوْق مُتْرَعـةً
ســـاوَرْتُه فهــو نَشــْوانُ
وحُمَيّــا الحُـبِّ فيـه سـَرتْ
ولهـــــا ســـــِرٌّ وإِعلانُ
فـــأَعينوه ولــو بِعَســى
لِلْجــوى فــالحرُّ مِعْــوانُ
واسـأَلوا رَكْـب الحجاز له
إنْ أَلمَّــتْ منــه رُكبــانُ
هـل هَمـى دَمْـعُ الغَمام به
واســتَهلَّتْ منــه أَجفــانُ
أَم عُهــودُ الــودّ عـامرةٌ
وســـكونُ الخَيْــف ســكانُ
وَهــل البَطْحــاء مُعشــِبةٌ
منـــه والريّــان رَيّــانُ
أَم هل الأَحباب فيه عَلى ال
عهـــــــــدِ والخُلاّن خُلاّنُ
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)