
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَلأَ النَّـــواظِرَ بَهْجـــة وبَهــاءَ
أُفُــقٌ جَلا فــي دَســْتِه الأمَــراءَ
ومَقـامُ إِعظـامٍ قضـتْ لسـُعوده الْ
أَفْلاكُ أن يســــتخْدِمَ العُظمـــاءَ
طَلَعــا طُلـوع النَّيِّرَيْـن وجـاوَزا
فـي المَجْـدِ مطِلَعهـا سـَناً وسَناءَ
ملكان في السَّبْعِ السِّنين وقد عَلا
مَرْماهمــا الشــِّيبَ الكُهـولَ عَلاءَ
يَتبارَيــان مَناقِبــاً وضــرائباً
بلغـا بهـا مِـنْ مَفْخَـرٍ مـا شاءَا
فمحمَّـــدٌ كمحمّـــدٍ فــي جُــودِه
وأَبـو السـعود أَبو السُّعود سخاءَ
وكِلاهِمــا يَحْكـي المكـرَّم سـُؤدَداً
ومَكارِمــاً أَنسـى بهـا الكُرمـاءَ
ومـــآثِراً ومَفــاخِراً وشــَمائلاً
وفَواضـــِلاً وفضـــائلاً وإِبـــاءَ
والمجـدُ أَرفعـهُ بناءً ما غدا الْ
أَبْنــاءُ فيــه تقتفــي الآبــاءَ
ولقـد سَعْىَ سَعْيَ المُكَرَّم في العُلى
نَجْلاه تَشـــْييداً لهـــا وبنــاءَ
وتَقَيَّلا الآثـــارَ منـــه كأَنمــا
أَمْلاهمــــــا آياتِهـــــا إِملاءَ
وتجارَيــا طَلَـق الرِّهـان وبَـرَّزا
سـَبْقاً وجـاءَا فـي الرِّهـان سَواءَ
كَرَمـاً ثَنـى زُمَـر الوفود إِليهما
وســرى بأَنفــاس الرِّيـاض ثَنـاءَ
ومواهِبـــاً موصـــولةً بمــواهبٍ
أنوارُهـــا تســـتغرقُ الأَنــواءَ
إِن ضـَنْ هامي المُزْن جادا أَو دَجا
ليـلُ الحـوادثِ والخطـوب أَضـاءا
مِـن يَعْرُبَ العَرْباءِ في الأَصل الذي
جــازَتْ ذَوائبُ فَرْعِــه الجَــوْزاءَ
وسـَراةُ أَبنـاءِ الزُّرَيْـعِ أَجـلُّ مَن
رَفعـتْ بـه أَيـدي الخميـس لـوِاءَ
ومُلــوكُ هَمْـدان الـذين تبـوّؤوا
رُتَــبَ الممالــك عَنْــوَةً وعَنـاءَ
سَلَكوا إِليها المَسْلكَ الصَّعْب الذي
يُنْســي الحيـاةَ سـُلُوكُه الأَحيـاءَ
وتحملَّـوا أَعباءَهـا إِذْ لـم يطـق
مَــن رامهـا أَن يَحمـل الأَعبـاءَ
وتَجَشـَّموا فيهـا الصـَّلاح وجَرَّعـوا
كــأْسَ المَنِيَّــة دونَهـا الأَعـداءَ
حـتى رَعَـوْا دون المُلـوك رياضَها
وتَفَيَّئوا مِـــن ظِلِّهــا الأفيــاءَ
واسـتخدموا فيها الأَسنَّة والظُّبَى
والبـأْس يُزْجـي الغـارةَ الشَّعْواءَ
واسـتوطنَتْ مـا بينهـمْ إِذ أَنشأَتْ
عَزمـــاتُهم أَرواحَهـــا إِنشــاءَ
ومضـَوْا وأَبقَـوْا للممالـك بعدَهُم
مَـن فـاق بِيـضَ المُرْهَفـاتِ مَضـاءَ
الأَكْـرمَ المُحبي الظَّهيرَ وصِنْوَه ال
ســّامي الأَثيـر المُشـْرِقَيْن ذَكـاءَ
والأَشـــْرَفَيْن خَلائقــاً والأَكْرَمَــيْ
ن طرائقــاً والغــامِرَين عَطـاءَ
فتَشــرّفتْ رُتَـبُ المَعـالي منهمـا
بــأَعزِّ مَـن بَهَـر الزَّمـان ضـياءَ
واسـتنجدا تِـرْبَ الرِّياسـة ياسِراً
فكَفاهمـــا الإِغضــاءَ والإِرضــاءَ
وغَـدا السـَّعيدُ بنُ السَّعيد مُقَسِّماً
بيـــديهْما الســرّاء والضــَّرّاءَ
ومُــدَبِّراً أَمــرَ البرِّيـة عنهمـا
فيمـا دنـا مـن أَرضـهم وتنـاءَى
أَصــفاهما منـه الـوَلاء فأَصـْفيا
فيـــه الــوِداد وأَضــْفيا الآلاءَ
فلْيَبْقَيـا فـي ظِـلِّ ملْـكٍ دائم الْ
إِقبــال مـا دام الزَّمـانُ بقَـاءَ
وهَناهُمــا شـَهرُ الصـيام ومُلِّيـا
فيـه التَّهـاني مـا استَجَدَّ، هَناءَ
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)