
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا خليلـيّ ضـاق بالوجد ذرعي
واسـتباح الغـرام غايـة وسعي
فــدعاني أشـكو لواعـج بينـي
إن شـكوى العليـل ليـس ببـدع
وأصـدعا بـالحنين والشوق عني
تجـبرا فـي الفؤاد أعظم صدعي
واسـتهبا طيـب النسـيم حجازي
يـاً عسـى أن يفـوح منـه بردع
و أسـألا الركـب ركب مكة ترجى
عـن ليـالي منـى وليلـة جمـع
وعـن النفـر والعـزول بـوادى
مكــة بيــن كـل عضـب وقلـع
ونــواحي مــر وعســفان والأب
واء والشــعب والعقيـق فسـلع
والضـريح الشـريف صـلى عليـه
مـن هـدانا بـه الـى خير شرع
واستجدا الأنبا عن ساكنى البط
حـاء مـن ربع الهوى منه ربعى
هـل قلـوب الأحباب فيها كقلبي
ودمـوع الجميـع فيهـا كـدمعي
وهـل الورق في ذرى الأيك تملى
شـرح شـجوى ما بين نوح وسجعى
تلك أقضى المنى فمن لنا منها
بوصــال يســر مـن غيـر منـع
أتمنــا تفيــؤ الظــل منهـا
والمقـادير دفعهـا غيـر دفـع
ولئن عــز أن أرى نـور عينـي
فأحاديثهـــا تشـــوّق ســمعي
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)