
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـي بالحجـاز غَـرامٌ لسـت أَدفَعُـهُ
ينقـاد قلـبي لـه طَوْعـاً ويَتْبَعُـهُ
يَهُزُّنــي الــبرقُ مَكِّيّــاً تَبســُّمُه
إِذا تـــراءَى حِجازِيـــاً تَطَلُّعُــهُ
ويَزْدَهينــي لقـاءُ الوَفْـدِ أَلحظـه
مــن جَـوّه وحـديثُ الرَّكْـبِ أَسـُمَعُهُ
وفــائحُ الرِّيــحِ مِســْكِيّاً تـأَرُّجُه
مــن طيــب رَيّــاه نَـدِّيّاً تَضـَوُّعُهُ
وهـاتِفُ الـوُرْقَ فـي فَرْعِ الأَراك به
يُــرَدِّدُ اللَّحْــن شـَجْواً أَو يُرَجِّعُـهُ
كــلٌّ إِلــىَّ حَــبيبٌ مــن أَمـاكنه
مُمَكَّــنُ الفضـل فـي صـَدْري مُمَنَّعُـهُ
جِيــادُه والصــَّفا منــه وَمَرْوَتُـه
ومُتّكـــاه ومــا يَحــوي مُرَبَّعُــهُ
وأَخْشـــَباه وودايـــه وأَبْطَحُـــه
جَــديبُه، لا رأَى جَــدْباً، وَمَرْبَعُـهُ
ومَوْقِــفُ الحَـجِّ فـي سـامي مُعَرَّفِـه
ومــا تَحُــدُّ مِنـىً منـه وتَجْمعُـهُ
والـبيتُ، والبيتُ أَعلى أَنْ أُجِدَّ له
وصـْفاً، وتعظيمُـه عـن ذاك يرفعُـهُ
فــي حيــثُ حُجّـاجه تعلـو وقُصـَّدُه
عِـــزّاً، وســُجَّدُه تســمو ورُكَّعُــهُ
ومنهـجُ الفَـوْز بادي القصد واضحُه
ومَنْهَـل الجـود طامي الوردِ مُتْرَعُهُ
وفـي رُبـى يَثْـرِبٍ غايـاتُ كـلِّ هوىً
يَجِــلُّ عـن مَوْقِـع الأَشـواق مـوقعُهُ
أُفْــقُ الشــَّريعة والإِسـلام طالعـةً
شُموســُهُ، مُسـْتجاش النَّصـْر مُتْبَعُـهُ
حيــث النُبُــوَّةُ مضـروبٌ سـُرادِقُها
والفضـلُ شـامِخُ طَـوْدِ الفَخْر أَفْرُعُهُ
وحيـث كـان طريـقُ الْـوحي مُتَّضـِحاً
بيـن السـماءِ وبيـن الأَرضِ مَهْيَعُـهُ
وخـاتمُ الأَنبيـاءِ المصـطفى شـَرَفاً
محمــدٌ بــاهِرُ الإِشــراق مَضــْجَعُهُ
صـلّى الإِلـه عليـه مـا تكـرّر بال
صـــّلاة فـــرضُ مُصــَلٍّ أَو تَطَــوُّعُهُ
والمسـجدُ الأَشـرف السـّامي بموضعه
مَعقـودُ تـاج العلـى منـه مُرَصـَّعُهُ
وللشــــَّفاعة أَبـــوابٌ مُفتَّحَـــة
مُشـــَفَّعٌ مَــنْ بمعناهــا تَشــَفُّعُهُ
مَحَــلُّ قُــدْسٍ وتشــريفٍ يُجَــرُّ بـه
ذيْلُ الجَمال على ذي المال يدفعُهُ
يَشـُبُّ نيـرانَ أَشـواقي غليـلُ هـوىً
إِليــه ليــس سـِوى مَـرْآه يَنْقَعُـهُ
ويســـتمِدُّ حَنينــي كــلُّ مُنْحَنَــأٍ
منــه وعــامِره الزّاكـي وبَلْقعُـهُ
عَقيقُــه وقبُــاه والْبقيــعُ ومـا
يَحُـدُّ أُحْـدٌ لِمَـن فـي اللـه مَصْرَعُهُ
تلـك المـواقف، لا بَغْـدادُ مـوقِفُه
والكَــرْخ مُصـْطافُه منهـا ومرْبعُـهُ
وَهْـي الهْـوَى لا رُبـى نجـدٍ ورامتُه
ولا العُـــذَيْبُ وواديــه وأَجْرَعُــهُ
مُسـْتَنْزَلُ الفـوْزِ والغفُـران مَهْبِطه
ومُلْتَقــى كــلِّ رِضــوان ومَجْمَعُــهُ
أُحبِّـــه وأُحــبّ النّــازلين بــه
ومـــا تَضــُمُّ نَــواحيه وأَرْبُعُــهُ
طَبْعـاً جُبِلْـت عليه في الغرام به
وأَيـنَ مِـنْ طَبْـعِ مَـنْ يَهْـوى تَطَبُّعُهُ
كسـانِيَ الحُـبُّ ثـوبَ الإِفتتـانِ بـه
ولسـت حتّـى بِخَلْـعِ الـرُّوحِ أَخَلعُـهُ
أَسـتودِعُ اللـه فيـه كـلَّ مُنفـرِدٍ
بالفضـل يُـودعِ شـَجْواً مَـنْ يُـوَدِّعُهُ
يَكـاد يَجْـري مجـاري النَّفْس جملتُه
لُطفــاً ويُــذْهِلُ مَــرآه ومَسـْمَعُهُ
وجيـرةٍ فـي جِـوار اللـه يَنْزِع بي
شـَوْقٌ إِلـى قُربهـمْ في الله مَنْزِعُهُ
مِـنْ كـلّ مَـنْ بَغَّـض الـدُّنْيا تَوَرُّعُه
عنهــا وبَغَّــض مـا يَحـوي تَبَرُّعُـهُ
كأَنّمـا الـروض يَجْلـو مـا يُفَـوِّفُه
مــن خُلْقــه ويُوَشــِّي مـا يُوَشـِّعُهُ
فيـا سـَنا البارق المكّيِّ يَشْهَرُ من
إِيماضـِه الأُفـقُ عَضـْباً أَو يُشَعْشـعُهُ
قُـلْ للأحبّـة عنـي قـول مـن حُنِيَـتْ
علـى الوفـا لهـمُ والشـوْقِ أَضْلُعُهُ
هـل حـافظٌ عَهْـدَ ودّي مـن حَفِظْتُ له
علــى النَّــوى عَهْـدَ ودٍّ لا أُضـْيِّعُهُ
أم هــل تُجَرِّعُــه ممــا تُجَرِّعُنــي
فـي البعـد كأسُ الأَسى أَم لا تُجَرِّعُهُ
أَم هـل يَهُـزُّ ادّكـاري عِطْفَـه طَرَباً
وتَســْتَهِلُّ كــدمعي فيــه أَدْمُعُــهُ
وإِن يكن طال مَرْمى الْبَيْن أَو قَطَعَتْ
يـداه مـا ليس أَيْدي الْوَصلِ تَقطعُهُ
فمـا تغيَّـرْتُ عـن مَحْضِ الصّفاءِ لهم
ولا تكـــدَّر وِرْدٌ طـــاب مَشـــْرَعُهُ
مَحَــلُّ كــلِّ حــبيبٍ حيــث يعلمـه
منّـي وموضـعُه فـي القلـب موضـعُهُ
هيهْــاتَ مــا شـَغفي ممـا تُقَسـِّمه
ســوانِحُ الــرَّأْي أَو ممـا تُـوَزِّعُهُ
فلا عَــدِمْتُ هــوىً منهـمْ يُحـاولني
فيــه النَّــوى بسـُلُوٍّ عَـزَّ مَطْمعُـهُ
وحَبَّـذا الرَّكْـبُ يُبْـدي مـن حديثهم
مـا يَجْبُـر القَلْـبَ تَعْليلاً ويَصـْدَعُهُ
وحبَّـذا طيـبُ أَنفـاسِ النَّسـيم سرى
عنهـم كمـا فـاحَ مِسـْكٌ فُـضَّ مُودَعُهُ
فهـل أَخـو دَعْوَةٍ في الله تنَهضُ بي
عنايــةُ الــذِّكر منـه أَو تَضـَرُّعُهُ
وجــاد تلـك الرُّبـا هـامٍ تَبَجُّسـُه
يَجُــول مــن مـائه فيهـا تَمَيُّعُـهُ
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)