
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ما البرقُ من ظُلَلِ الغَمائِم أَوْمضا
لكنَّهــا قُضــُب العَـزائم تُنْتَضـى
أَمْضـَى صـوارِمها المُكَـرَّمُ ضـارباً
إِن المُهنـدَّ كيـف ما اسْتُمْضي مَضَى
مُتقاضـِياً إِنجـاد سـعدٍ لـم يـزل
يُجْـري مُسـاعدةَ القَضـاء بما قَضى
ومُســامِياً زُهْــرَ الكـواكب إِنّـه
بِسـِوَى مُجاوَرةِ الكواكب ما ارتضى
بَيْنـا تـراهُ فـي القِبـاب مُخيِّماً
حتَّـى تَـراهُ فـي القِيـام مُقَوِّضـا
مُتَعَوِّضــاً بالدَّســْت صـهوةَ سـابحٍ
لـولا العُلى ما اخْتار أن يَتَعوَّضا
سـَبَقَ الفَعَـالُ القولَ منه فيا لَهُ
سـَهْماً أَصـاب لنـازعٍ مـا أَنْبَضـا
مـا كـان فـي إِبـرام عُقْدةِ رأَيهِ
بالرُّشـد مُنتظِـراً إِلـى أَن تُنْقضا
لـم يَسْتَشـِرْ فـي السـَّيْر إلا طِرْفَه
والأَسـمَر الماضـي الشّبا والأَبيضا
نَهضـتْ بـه العَزَمـات عِلْمـاً أَنـه
لا يَفْــرِس الضـِّرْغامُ حتّـى يَنْهضـا
وأَضـاءَ فـي الآفـاقِ نـورُ جَـبينه
كضــِياء بــدرٍ لاح أَو صـُبحٍ أَضـا
مَلأَ النــواظِر والخـواطر قاطِبـاً
والبيـدَ لمّـا سـار فيها والقضَا
عَرَضــَتْ منيــرات السـُّعود تحفُّـه
بمــواكب التأَييــد لمَّـا عَرَّضـا
أَبَـداً يُحَـرِّض فـي المعـالي نفسَهُ
حَسـْبُ العُلَـى بـالرأي منه مُحَرِّضا
وكأَنّمــا أَعـدى السـُّيوف بَبأسـه
فتَعلَّمــتْ منـه التَّوَقُّـد والمَضـا
فلْيَسـْلُ غـايَته المُجاري، لَمْ يَدَعْ
رَكْــضُ السـّوابق للَّواحـق مَرْكَضـا
مـا كـلُّ مَـنْ طلب الكواكب طامِعاً
فــي قبضــها مُتَمكَّـنٌ أَن يَقْبضـِا
لـم تَـرْضَ إِلا سـَعْيَه رُتَـبُ العلَـى
إِنّ الشـريف مـن المَسـاعي يُرتَضى
ثَبتَـتْ بـه قـدمُ السعادة وانجلتْ
حُجَــجٌ أَبــتْ آياتُهـا أَنْ تُدْحضـا
رَفَـعَ الإِلـهُ علـى المُلـوك مَحَلَّـهُ
وقَضــَى لحاســِد عِـزِّه أَن يُخْفَضـا
واختَّصــه بســَوابغٍ مــن لُطفــه
وأَفــاضَ أَنْعُمَــه عليــه وقَوَّضـا
ولَئِنْ عَــرا خَطْــبٌ فـأَمْرَضَ أَرْضـَهُ
فعَلـى ظُبـاه شـِفاءُ ما قدْ أَمرضا
أَو نـاب عـارضُ عِلَّـةٍ فقـدِ انجلى
مُتَكَشـِّفاً مـا نـاب منـه وانقضـى
أَو كــان أَعْــرَض مُسـْتَجِمّاً رأْيَـهُ
فيهـا فـوجْهُ قيـامِه مـا أَعْرَضـا
وعلــى عزائمـه الشـَّريفة أَنَّهـا
تَجْـزي بِضـِعْفي قَرْضـِه مـا أَقْرضـا
فالــدَّيْنُ ليــس بمـانعٍ إِرجـاؤه
مـن أَنْ يُكـذِّبه الغَريـمُ ويُقْتَضـي
فلْيَحْـفُ طِيـبَ الغُمْـض جَفنٌ بات في
إســْهاره مُتَيَقِّظــاً مــا غَمَّضــا
وَلْيَرِميَـــنَّ النــاكثين بجِحْفــلٍ
لَجِــبٍ يُصـَرِّفُ فيهـمُ صـَرْفَ القَضـا
كالعـــارِض المُســـْوَدِّ إِلاّ أَنَّــهُ
باللاّمعـات يَشـِفُّ عـن مـاءِ الأَضـا
يمتَــدُّ عِثْيَــرُهُ دُخانــاً كلَّمــا
بَـدَتِ الصـَّوارمُ فيـه ناراً تُحْتَضى
ولتَشــْفيَنْ قلــبَ المُحِـبَّ وقـائِعٌ
منـه يبُيـدُ بهـا العدُوَّ المُبْغِضا
وَلْيَرْجِعَــنَّ بــه الجَمـوحُ شـَكيمةً
سـَلِسَ المَقـادةِ في السّياسة رَيِّضا
فـإلامَ يـا هَمْـدان إِغْمـاضُ الظُّبىَ
صـَوْناً وذا سـيفُ الإِمامـة مُنْتَضـى
شـُنّوا بهـا الغـاراتِ رَكْضاً إِنَّما
عِــزُّ السـَّوابق أَنْ تُشـَنَّ وتُرْكَضـا
واسـْتخدِموا بِيـضَ الصِّفاح وعَرِّضوا
سـُمْرَ الرِّمـاح لمَـنْ بَغـى وتَعَرَّضا
وتَيَقَّنــوا أَنَّ الضــَّراغم عِزُّهـا
إِنْ تُمْـسِ فـي الأَجَمـاتُ تُمسي رُيَّضا
والْبِيـضُ أَشـرفُ مـا تَكونُ قَواطِعاً
لا أَنْ تُـــذَهَّبَ حِلْيَـــةً وتُفَضَّضــا
واستمْسِكوا بعُرى المُكَرَّم وارفُضوا
مــا أَوجبــتْ آراؤه أَنْ يُرْفَضــا
فهـو العِمـاد ومجـدُ قحطـانٍ بـه
يَسـْمو افتخاراً مَنْ يَجيء ومَنْ مضى
إِن طـال أَو عَـرُض الثنَّـاءُ بوَصْفه
فبمـا أَطـال الجـودُ منه وأَعرضا
يـزدادُ طِيبـاً فـي الإِعـادة مَدْحُهُ
والمِســْكُ أَعبَقُـه إِذا مـا خوّضـا
للــه عِمــرانُ المُكَــرَّمُ إِنَّــهُ
أَغضى وقد أَصْلى العِدى جَمْرَ الغَضا
قَســَمَ العِنايــةَ لِلْبلاد مُرَقْرِقـاً
مِـنْ مـاءِ رَوْنَـق حُسنِها ما غُيِّضا
وسـقى العِطـاشَ بِزاخـرٍ مـن جُودِه
أَغْنــى بـه الـوُرّادَ أَنْ تَتَبَرَّضـا
فكـأَنَّه سـاري السَّحائِبِ ما انتحى
أَرْضــاً بوَفْــد حَيــاهُ إِلاّ رَوَّضـا
طُبِعَـتْ علـى الشِّيَم الشَّريفَةِ نفسُه
فكَفَـتْ طهـارة ثَـدْيها أَنْ يُرْحَضـا
وصـَفَتْ خلائقُـه الـتي لـو مـازجَتْ
صـَفْوَ الـزُّلال بطَبْعهـا مـا عَرْمَضا
مُتَصـَوِّرٌ مـا فـي الخـواطِر عـالِمٌ
فَحْـوى المُخـاطِب مُفْحِصـاً ومُعَرِّضـا
فـاقَ المُلـوكَ مَكارِمـاً وعَزائِمـاً
وَسـِعَتْ وَلِيّـاً فـي الأَنـام ومُبْغضِا
فكأَنَّمـا النَّعْمـاءِ والبَأْسـاءُ لا
تَنْفـكُّ بَيْـن السـُّخْطِ منـه والرِّضا
فَلْيَبْــق يَمْحَضــُه الزَّمــانُ وَلاءَه
طَوْعــاً فَحُــقَّ لِمِثْلـه أَن يُمْحَضـا
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)