
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَلَــكٌ مَقـامُك، والنُّجـومُ كُـؤوسُ
بِســعودِه التَّثْليــث والتَّسـْديسُ
والبـدرُ وجْهُـك طالِعـاً في دَسْتِه
لا البـدرُ أَجْلـى وَجْهَـه الحِنْديسُ
فَـأَدِرْ بها زُهْرَ الدَّراري ليس في
مــا دار مِـن كاسـاتها مَحبُـوسُ
ورْدِيّــةٌ فــي كــل خَـدٍّ وَرْدُهـا
عـن رَشـْف رِيـقِ رُضـابها مَغْـروسُ
حمـراءُ مَعْقـولٌ بلُطْـفِ الفِكر مَعْ
ناهــا عَلَـى التّحقيـق لامَحْسـوسُ
فـي مَوْقِـفٍ وقَـفَ الفَخـار مُعرِّساً
فيــه بحيــثُ أَحَلَّــكَ التَّعْريـسُ
يا داعيَ الدّين الذي أَنِسَ العُلَى
فـي حيـثُ مَغْنى الجودِ منه أَنيسُ
يـا واحدَ العربِ الذي يسمو بها
يـومَ التَّفـاخر مجـدُه القُـدْموسُ
يـا مَـنْ تَطـابق فِعلُـهُ ومَقـالُهُ
فَسـَما بـه التَّطـبيق والتَّجْنيـسُ
حَـقُّ الكـواكب أَنْ تكـونَ مَدائحاً
لــك والبُــروجُ صـحائفٌ وطُـروسُ
يــا مَـن علـى أَيّـامِه ومُقـامِه
طِيــبُ الثّنــاء مُوقّــف مَحْبـوسُ
يـا مَـنْ سـَمتْ مـن صِيدِ كَهْلانٍ بهِ
هِمَــمٌ وطــالَتْ فـي العَلاء رُؤوسُ
الفضــلُ عِنــدَكَ مُشـْرِقٌ أَنـواره
وبنــاءُ مجــدك شــامِخٌ مأْسـوسُ
أَنـتَ المُكَـرْم في المُلوك مآثِراً
جَــدُّ المُجِــدّ لِنَيْلهــا متعـوسُ
بحــرٌ ولكــنّ النُضــارَ عُبـابُهُ
لَيْــثٌ ولكــنّ الــذَّوابلَ خِيــسُ
صـَرَّفتَ صـَرفَ الحادِثات عن الورَى
مَنْعـاً وَرُضـْت الخَطْـبَ وهـو شَموسُ
وأَقمــتَ للأَشـعار أَسـْعاراً وكـم
عَمَــرَتْ وســِعْر بـديعها مَوْكـوسُ
بجـوائزٍ تُفْنـي الزّمـان وذِكرُها
بــاقٍ عَلَـى مَـرِّ الزمـان حَـبيسُ
مـا نالهـا مـن جُودِ مَحْمودٍ ولا
نَصــْرُ ابــنُ حَيُّــوسٍ ولا حَيُّــوسُ
وإِذا لَجـا يَوْمـاً إِليـك بحاجـة
ذو حالــةٍ فــالرَّحْب والتـأْنيسُ
يغـدو جليسـُك فـي العُلى وكأَنَّه
للبـدرِ فـي أُفُـق السـَّماءِ جَليسُ
وتَخُصـــُّه بمكــارِمٍ، أَنواؤهــا
كَفّـاك، والغيـثُ المُلِـثّ الكِيـسُ
اللــهُ خَصــَّك بالثَّنـاءِ فثَـوْبُه
لـك مَلْبَـسٌ لا المُعْلَـم المَلْبوسُ
واختــصَّ خالصـةَ الإِمـام برُتبـةٍ
لجلالهــا التعظيــمُ والتقـديسُ
مولاتُنــا ووَلِيَّـةُ الزَّمـن الـتي
طــالتْ كمــا طـالتْ عُلاً بَلقيـسُ
هـي جملـةٌ، للـه فـي تفصـيلها
ســـِرٌّ بِعــزِّ جلالهــا مَحْــروسُ
إِســمٌ شـريفٌ ليـس يجـري ذِكـرهُ
إِلاّ أَفـــاض ســـُعودَه بَرْجيـــسُ
قـد كـاد لـولا صـَوْنُه فـي حُجْبه
قِــدْماً يُبَرْهــن عنـه بَطْلَيْمـوسُ
يَرتـاحُ داعـي الدّين عند سَماعه
ويَجُــرّ ذيْــلَ ســُروره ويَميــسُ
ويَفيــضُ نــائلُه عليـه كأَنّمـا
هـو فـي اجتـذاب نَداه مَغْناطيسُ
فـي حيثُ يَسْجُد ذو الفِخَار لِعِزّها
ويُقَبِّــل الأَرضَ المُلــوكُ الشـُّوسُ
يــزداد إِعظامــاً بـه ومَهابـةً
وكـذا النّفيس مَدى الزّمان نَفيسُ
والنَّيِّــران المُشــرِقان مُحَمَّــدٌ
وأَبـو السـعود وصـِنْوهُ المحروسُ
أَبنــاؤك الغُـرُّ الـذين لِعِزِّهـم
يَعْنـو رئيـسُ القـوم والمَـرْؤوسُ
تَبْــدو عليهــم للكمــال دَلائلٌ
لــم يَلْتَبِــس بوُضـوحها تَلْـبيسُ
سـَفَروا فأَسفر مُلْكك السّامي بهم
وأَضــاءَ وجْــهٌ للزَّمــان عَبـوسُ
وكـذا بـدورُ الأُفْـق ليس شبيهها
إِلاّ بــــدورٌ طُلَّــــعٌ وشـــموسُ
طلَعـوا عليـك وللمـواكب مُلْتقىً
مِـن حـولهِمْ للحـرب فيـه وطيـسُ
قــد حَفَّهـم مـن صـِيدِ كهلانٍ ودا
عـي حِمْيَـرَ الكُـردُوس والكُـردوسُ
هــذا خميـسٌ أَنـتَ تحمـي دُونَـه
بَأْســاً وهــذا يَقْتفيــه خَميـسُ
يَسـْعَوْن تحـت لِـواءِ نصرك، كلُّهم
فـي الفضـل مغبـوطٌ بـه مَنْفـوسُ
والحـظُّ يـومَ الجُـودِ مِنـك مُوَفَّر
للكـــلِّ لا نَـــزْرٌ ولا مَبْخـــوسٌ
فـافْخَر فمالك في الملُوك مُماثِلٌ
مَـنْ ذا يُقـاس ومَـنْ عسـاه يَقيس
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)