
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــو مَفْخَــرٌ فـوق السـِّماك مُخَيِّـمُ
ومـــآثرٌ مـــن دُونِهّــن الأَنْجُــمُ
وعُلـىً علـى وجْـهِ الزَّمـان نَضارَةٌ
منهــا وفـي ثَغْـر الكمـال تَبَسـُّمُ
ومكــارمٌ شــَرَع المُكــرَّمُ دينَهـا
وحَكــاه فيمـا سـَنَّ منهـا الأَكـرمُ
وتَلا مــآثِرَه الأَثيــرُ وهكــذا الْ
اَشـْبال تَفْـري مـا فَـراه الضـَّيْغَمُ
مَلِكــان للمُلْــكِ الخَطيـر تطـاولٌ
بهمــا وللزَّمَــن الأَخيــر تَقَــدُّمُ
قمران في أُفُق النَّهار، وفي النَّدا
بَحرانــ، ذا طــامٍ وهــذا مُفْعَـمُ
يَتَبارَيـــان فضـــلائلاً وفواضــلاً
وكلاهمـــا فيمـــا أَحَــبَّ مُحَكَّــمُ
فـإِذا جـرى ذِكْـرُ المُلـوك فَعَنْهما
بالفضــل أَلسـنةُ الزَّمـان تُتَرْجـم
وإِذا الكِــرام تطـاوَلَتْ لِمَـداهما
قَصـُرَتْ وأَيـنَ مـن السـَّنام المَنْسِمُ
وإِذا أَفاضـا فـي البيـان وأَعْربا
نُطْقــاً فَســُحْبانُ الفَصـاحةِ مُفْحَـمُ
فكــأَنْ أَلســنةَ البلاغــةِ عنهمـا
تُملــي بــديعَ القـول أَو تتكلـم
فتكــادُ تَنْظِـمُ دُرَّ مـا فاهـا بـه
لــو أَنَّ دُرَّ القــول مِمّــا يُنظـمُ
سـَبَقا إِلـى العَلْياءِ في سِنِّ الصِّبا
وتنــاولا أَقصــى الــذي يُتَـوَهَّمُ
وتَســَنَّما رُتَــب الفَخـار وجـاوزا
فـي العِـزِّ مَـنْ يَسـْمو ومـن يَتَسَنَّمُ
وتعاظمـا كرمـاً وشـادا في العُلى
مــا كــان شــادَ مُعَظَّــمٌ ومُكَّـرمُ
فالمجــدُ مَوْقـوف عليهـم والنَّـدى
وإِليهمـــا دونَ الأَنـــام مُســَلَّمُ
والوفْــدُ مُنتجِــعٌ إِلـى مَغناهمـا
إِذ فـي أَكُفِّهمـا السـَّحابُ المُثْجِـمُ
والرَّكــبُ إِمــا مُســْتَقِلٌّ بـالغِنى
أَو قـــاطنٌ أَو قاصـــدٌ ومُيمِّـــمُ
لا يَسـْأمُ الوفـدُ الـوُرودَ إِليهمـا
ونـــداهما مُتَـــدَفِّق لا يَســـْأَمُ
جعلا بِقاعَهمــا الشـَريفَة مُلْتَقـىً
إِذ للنَّــدى عَلــمٌ هنــاك ومَعْلَـمُ
فلهــمْ ببــابِهمُ الشـّريفِ تَزاحُـمٌ
وكـذا الـتزاحمُ حيث يُلفَى المَغْنَمُ
ولكـــلِّ أَرضٍ مَوْســـِمٌ ولَـــدَيهْما
فــي كــلّ يـوم بـالمواهب مَوْسـِمُ
ولـو أنَّ هـامي السُّحْبِ دام حَكاهما
لكــــنَّ جُودَهمـــا أَعـــمُّ وأَدْومُ
نشـآ عَلَـى ديـنِ المَكـارِم والنَّدَى
واســتنبطا بـالعلم مـا لا يُعلَـم
واسـتعبدا السـّاداتِ بالنِّعَمِ التي
أَضــحى لهـا فـي كـلِّ جِيـدٍ مَيسـَمُ
فهـي القلائدُ فـي الرِّقـابِ وإِنَّمـا
أَسـنى القلائدِ فـي الرِّقـاب الأَنْعُمُ
وأَمــدَّ سـَعدَهُما الإِلُـه بِسـَعْدِ مَـن
تُسـْدي العَـوارِف فـي الإِلـه وتُنْعمُ
مولاتِنــا الســّامي محـل فَخارِهـا
فـي حيـث لا يسـمو السُّهى والمرْزمُ
ووليَّــةِ الفضــل الـتي إِفضـالها
يَحْيـا بـه العـافي ويَغْنى المُعْدمُ
وعــزائمُ الشــَّيخ السـعيد فـإِنّه
مُـذْ كـان، ماضي العَزْم فيما يَعْزِمُ
مُتَيَقِّظـاً فـي صـَوْن مُلْكِهمـا الـذي
عَزَمـــاته جيــشٌ لَــدَيْه عَرْمــرمُ
شــَهَراه واعتمــدا عليــه لأَنَّــه
مِقــدامُ بـأْسٍ فـي الـوغى وَمُقـدَّمُ
يَرْمــي فيُصـْمي مَـنْ رمـاه كأَنّمـا
آراؤه فـــي كـــلُّ بُعْــدٍ أَســهُمُ
وحمــى البلاد وضـَمَّ مِـن أَطرافهـا
بـالحْزْم يَعْقِـد مِـنْ قِـوُاه ويُبْـرِمُ
فلــذلك حَــلَّ لـديهْما فـي رُتبـةٍ
بَعُــدَت علــى إِدراك مَـنْ يَتَوَسـَّمُ
نِعَـــمٌ مُجَـــدَّدَةٌ أَقَــرَّ قَرارَهــا
فيمـن يَليـق بـه الكريـمُ المُنْعِمُ
فلْيَســلَما فــي ظِــلِّ مَلْـكٍ عزمُـه
مِــنْ دونــه فيمَــنْ عَصـاه مِخْـذَمُ
وهَنـا هُمـا العيـدُ الـذي إِشراقُه
بهمــا وروضُ الحُسـن فيـه مُنَمَنـمُ
تمضـي اللَّيـالي والزَّمـانُ عليهما
وكِلاهُمــا عـالي المَراتِـب أَعْظَـمُ
فــي دَوْلــةٍ إِقبالهــا لا ينقضـي
أَبــداً وعُــروةُ عِزِّهــا لا تُفْصــَمُ
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)