
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العِـزُّ فـي صـَهَواتِ خَيْـل الـدّاعي
مُتَمَطِّــراتٍ يــومَ يـدعو الـدّاعي
لُحُـقُ الأَيـاطل، بالقسـاطل قَنَّعَـتْ
وجـهَ النَّهـارِ مـن الـدُّجى بِقِناع
تَرْنـو فتَحْـوي مـا رأَتْـهُ كأَنَّمـا
خُلِقْــت لَواحِظُهــا مــن الأَبْـواعِ
مــن كُــلِّ مُبْيَــضِّ الأَديـم كـأَنَّه
مـن مـاءِ دُرٍّ فـي الصـَّفاءِ مُمـاعِ
أَو كُــلِّ وَرْدٍ وَرْدُ رَوْضــةِ جســمِه
مُتَفَتِّـــحٌ فــي مــائس الأَقمــاعِ
أَو أَصــْفرٍ أَبْقــى علـى سـِرْبالِهِ
طَفَـلُ العَشـايا منـهُ فَضـْلَ شـُعاعِ
أَو أَدْهَـــمٍ كاللَّيــل إِلاّ أَربــع
خاضــَتْ صــَباحَ جَــبينه اللَّمـاعِ
تلـك الـتي يقَضـْي لِعَقْـد لِوائها
بالنَّصــْر صــِدْقُ حَفــائِظٍ ومِصـاعِ
ويَقُودهــا شـُعْثَ النَّواصـي شـُزَّباً
ماضــي العـزائم صـادِقُ الإِزمـاعِ
مَلِـكُ المُلـوك عظيمُهـا عِمْرانُهـا
والدّاعي ابن الدّاعي ابِن الدّاعي
نَســَبٌ كإِشــراق الصــَّباح يُمِـدُّه
إِشــْراقُ بِيــضِ فضــائلٍ ومَســاعِ
مَلِــكٌ زُرَيْعـيّ النِّجـار مُؤَيَّـد ال
أَنْصـار رَحْـبُ البـابِ رحـبُ الباعِ
مَشــْبوبةٌ فــوق الكـواكب نـارُهُ
لا فــي ذُرى عَلَمـ، وَقُـورِ بِقـاعِ
مَلِــك غَــرِائبُ مَــدْحِه وحَــديثِه
نُــزَه العْقــول ونُجْعَـةُ الأسـماعِ
مَلأَ الزَّمـــان جَلالـــةً ومَهابــةً
مِلـء النَّـواظر مِلـء سَمْعِ الْواعي
مــا أَجمعَــتْ إِلاّ علــى تفضـيله
بيــنَ البريَّــةِ أَلســنُ الإِجمـاعِ
يَجْلــو فضـائَله الْعِيـانُ وإِنَّمـا
حُكْــمُ العِيـان يُزيـلُ كُـلَّ سـَماعِ
مَلـــكٌ ولايــاتُ البلاد وعزلُهــا
مـا بيـن قَطْـعٍ منـه أَو إِقطـاعِ
متكفِّـلٌ دفـعَ الخُطـوبِ عـن الورى
فـي حيـن أَعْيـا الخطـبُ كلَّ دِفاعِ
يَسـَعُ النَّـوازِلَ ضاقتِ الدُّنيا بها
برحيــبِ صــدْرٍ، لا يَضـيقُ، وَسـاعِ
فكأَنَّمــا هـي فـي فَضـاءِ ضـَميره
ســِرٌّ مــن الأَســرار غيـرُ مُـذاعِ
يحمـي بِهيبتـه الجْيـوشَ إِذا هَفَتْ
أَبطالُهــا بــالْمَعرَك الجَعْجــاعِ
ويلـوذُ يـومَ الـرَّوْع مـن سَطَواته
بــالأَمْن قلـبُ الخـائف المُرتـاعِ
لا تَحْجُــب اللاّمــاتُ عـن أَلِفـاتِه
فـي الطعـن ما في الحُجْب والأَضلاعِ
فـي حيـثُ عِقبـان الحِمـام حَوائمٌ
فــي النَّقْــعِ واقعـةٌ بلا إِيقـاعِ
والخيـلُ تَعْثر بالرؤوس من العِدى
وتَخُــوض فــي عَلَــقٍ بِهِـنَّ مُسـاعِ
يتقــدَّمُ الإِنــذارُ وَعْــدَ مَغـارِه
لا عـــن تَرَقُّـــبِ غِــرَّةٍ وخِــداعِ
ومــواكبٍ ســالتْ بهــا عَزَمـاته
كعُبـــابِ مَــوْجٍ أَو ســُيول تِلاعِ
خَفَقــتْ بهــا أَعلامُــه فكأَنَّهــا
فـي الـرَّوْع خافقـةً قلـوبُ رَعاعِ
وأَزارهــا أَرضَ الأَعــادي صـائِلاً
لا كــائلاً صــاعَ الطِّعـان بِصـاعِ
مـا بيـنَ أُسـرته الأُولى ما منهمُ
إلاّ مُـــــدَبِّرُ دولـــــة أَو راعِ
آل الزُّرَيْـعِ الزّارعيـن من العُلى
والمجـدِ مـا يسـمو عـن الـزُّراعِ
والنّـازِعين بِحُـرّ أَشـْطانِ القَنـا
مُهَـجَ العِـدى نَزْعـاً بغيـر نِـزاعِ
أَسـَدٌ يسـير مـن القَنـا في غابةٍ
ويجرُّهــا للطَّعــن ســودَ أَفــاعِ
كـم عَفَّـروا يومَ المَعافِر من فتىً
ومُقَنَّـــعٍ أَرْدَوا بِقيعـــةِ قــاعِ
لمّــا تبـادَرَ غُلْـبُ هَمْـدانٍ وقـد
هَــمَّ العُــداةُ هُنـاك باسـترجاعِ
واسـتبْطَنوا الأوجـاع فَـرْطَ مَخافةٍ
فـأَتى الـرَّدى منهـم على الأَوْجاعِ
وتَصــدَّع الشــَّمْلُ المُؤَلَّـفُ منهـمُ
بِظُــبيً تُزيــل مَحــلَّ كـلِّ صـُداعِ
والنَّصـلُ فـي نَصـْرِ المُكَـرَّم رائع
فــي أَنفُــسٍ ممــن عصـاه شـَعاعِ
وبَنُـو زُرَيْـعٍ منـه قد لَجأوا إلى
ســـامٍ بِعـــزِّ لــوِائهم مَنّــاعِ
مـا إِن تَخُـطُّ يـدُ العُلـى أَوصافَه
إِلاّ بســـُمْر الخَـــطّ لا بِيَـــراعِ
لــو أَنّ تُبَّــع كـان أَدركَ عَصـرَه
أَضــحى لــه مـن جُملـةِ الأَتبـاعِ
خَضـعَت لـه غُلْـبُ الملـوك وإنّمـا
خضـــعتْ لضـــرّارٍ لهــا نَفّــاعِ
وعَنَـتْ لعـالي القَـدْر منـه مُؤَيِّدٍ
ماضـي الأَوامـر فـي الزَّمان مُطاعِ
مُتجــاوزٍ غايــاتِ كــلِّ فضــيلةٍ
لــم يَختلــج بخَــواطِر الأَطمـاعِ
مـا زال يُتْـرِعُ في المواهب إِنَّما
إِتـراع طيـب الـذكر في الإِتراعِ
مُتَــدَفِّق كرمــاً وبأْسـاً مـا لَـهُ
عــن ذا ولا عــن ذاك مِــنْ إِقلاعِ
إِن صـال أَوجَبَتِ النِّصال تباين الْ
أَوْصــالِ بعــدَ تــآلُفِ الأَوْضــاعِ
أَوْ جـــادَ آذَنَ مـــالُه خُزّانَــه
لا عـــن قِلىًـــ، بتَشــَتُّتٍ ووَداعِ
والمــالُ مُقْتَســَمٌ مُشــاعٌ عنـدَه
بيـدَ النَّـدى، والمجـدُ غيرُ مُشاعِ
فكأَنَّمـــا هــو للعُفــاةِ وَدائعٌ
فـــي كفِّــه مضــمونةُ الإِيــداعِ
يَحْظــى مُجالِســُه بأَشــرفِ رُتَبـةٍ
مـا بيـن عِـزِّ عُلـى وخِصـْب مَـراعِ
فكــأَنَّ مَـنْ يُمسـي جليسـاً عنـده
يُمســي جليــسَ البـدر لا قَعْقـاعِ
لا يَرْتضـي سـَمْعُ الفضـائل منه أَن
يُصــْغي لِسـاعٍ فـي الـورى لَسـّاعِ
ويَســُرُّه الســّاعي إِلـى أَبـوابه
مُسـتمْطِراً سـُحُبَ النَّـدى لا السّاعي
ولـه مـن الأُمـراءِ أَقمـارٌ حَكَـوْا
منــــه شـــَريفَ خَلائق وطبـــاعِ
وُلِدوا على دين العُلى واسْتُرْضِعوا
دَرَّ المَكــارم عنــه خيـرَ رِضـاعِ
فمحمَّــد للحمـد تبعثُـه علـى الْ
إِطْنـــاب فيـــه بَــواعثٌ ودَواعِ
وأَبـو السـُّعودُ لـه حليـفٌ مُسـْعِدٌ
فـي الفضـل يخفـظُ فَضـْله ويُراعي
وشــواهِدُ المَنصــورِ تَشـْهد أَنَّـه
مــا الظَّـنُّ فـي عَليـائه بمُضـاعِ
أُمــراءُ مُلْــك رَتّبــوه وأُوطِئوا
منـــه أَعَـــزَّ مَــواطنٍ وبِقــاعِ
فبقيـتَ يـا داعـي الدُّعاة مُمَتَّعاً
بالكــلِّ منهــم أَفضــلَ الإِمتـاعِ
أَبـدعْتَ فـي كـرم الفَعـال مبرِّزاً
فارشــِفْ ثُغــورَ مَراشـِف الإِبـداعِ
مِـدَحٌ بهـا غَنُّـى الـرُّواةُ ورَجَّعـتْ
أَصــواتَ وُرْق الأَيْــكِ بالأَســْجاعِ
أبو بكر بن أحمد بن محمد العيدي اليمني الأديب وزير بلال بن جرير صاحب عدن، وإذا أطلق لقب الأديب في كتب عمارة فهو المعني به، مولده في أبين وهو من شعراء الخريدة ترجم له العماد ترجمة مختزلة نقلها عن نجم الدين ابن مصال، ثم قال: ولما استولى شمس الدولة تورانشاه بن أيوب على عدن وجده بها حياً، وذكر لي أنه نهب له مال كثير ودفاتر، وعدد وذخائر. وسألت عنه أصحاب الملك المعظم شمس الدولة عند عوده إلى دمشق في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فذكروا أنه شيخ كبير، وهو ضرير، وله فضل غزير، ومحل عزيز، وجاه حريزثم عثر العماد على ترجمة حافلة له في كتاب عمارة اليمني عن شعراء اليمن، فنقلها برمتها، ونقل كل ما حكاه عمارة عن شعراء اليمن إلى الخريدة وكتاب عمارة هذا هو الكتاب المطبوع المسمى المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد وملوكهما وشعرائهما وأدبائهما.ورأيت أن أنشر كلام عمارة كله في صفحة الديوان، وأكتفي هنا بفاتحة كلامه قال: (ومنهم من جعلت ذكره فارس الأعقاب، وجمال ما مضى وما يأتي من الأحقاب، وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها ووصفه بصدق اللهجة، وحسن البهجة، والدين الحصين، والعقل الرصين، والسؤدد العريض، والكرم المستفيض، والتواضع الذي لا يضع من رتبته العالية، ولا يرخص من قيمته الغالية، وأما البلاغة فهو إمامها، وبيده زمامها، ولخاطره هداية النجم الساري، وسلاسة العذب الجاري، وأما عبارته فلا يشوبها لبس، ولا يعوقها حبس، فسيح في الإطالة مجاله، موف علي الروية ارتجاله، يكاد نظمه أن يبتسم ثغره، ونثره أن ينتظم دره. وقال إن له بلاغة تشهد عذوبة مطبوعها، بكرم ينبوعها، وألفاظاً تدل معانيها، على فضل معانيها ...إلخ)