
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَبيـــد: مـــا حَيَّــةٌ مَيْتَــةٌ أَحْيَــتْ بِمَيِّتِهــا
دَرْداءُ مـــــا أَنْبَتَــــتْ ســــِنّاً وَأَضْراســــا
امْـرُؤ القيسـ: تِلْـكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقى في سَنابِلِها
فَــــأَخْرَجَتْ بَعْـــدَ طُـــولِ الْمُكْـــثِ أَكْداســـا
عَبيــد: مــا السـُّودُ وَالْبِيـضُ والْأَسـْماءُ واحِـدَةٌ
لا يَســـــْتَطِيعُ لَهُـــــنَّ النَّــــاسُ تَمْساســــا
امْـرُؤُ الْقَيْسـ: تِلْـكَ السَّحابُ إِذا الرَّحْمنُ أَرْسَلَها
رَوَّى بِهــــا مِــــنْ مُحُــــولِ الْأَرْضِ أَيْباســــا
عَبِيــد: مــا مُرْتِجــاتٌ عَلــى هَــوْلٍ مَراكِبُهــا
يَقْطَعْـــنَ طُـــولَ الْمَـــدى ســـَيْراً وَأَمْراســـا
امْـرُؤ القيسـ: تِلْـكَ النُّجومُ إِذا حانَتْ مَطالِعُها
شــــَبَّهْتُها فِـــي ســـَوادِ اللَّيْـــلِ أَقْباســـا
عَبِيــد: مــا الْقاطِعــاتُ لِأَرْضٍ لا أَنِيــسَ بِهــا
تَــــأْتِي ســـِراعاً وَمـــا يَرْجِعْـــنَ أَنْكاســـا
امْـرُؤُ الْقَيْسـ: تِلْـكَ الرِّيـاحُ إِذا هَبَّـتْ عَواصِفُها
كَفَـــــى بِأَذْيالِهـــــا لِلتُّـــــرْبِ كَنَّاســــا
عَبيــد: مــا الْفاجِعــاتُ جِهــاراً فِـي عَلانِيَـةٍ
أَشــــَدُّ مِــــنْ فَيْلَــــقٍ مَمْلُــــوءَةٍ بَاســــا
امْـرُؤُ الْقَيسـ: تِلْـكَ الْمَنايا فَما يُبْقِينَ مِنْ أَحَدٍ
يَكْفِتْــــنَ حَمْقـــى وَمـــا يُبْقِيـــنَ أَكْياســـا
عَبِيـد: مـا السـَّابِقاتُ سـِراعَ الطَّيْـرِ فـي مَهَـلٍ
لا تَســـــْتَكِينُ وَلَـــــوْ أَلْجَمْتَهــــا فاســــا
امْرُؤُ الْقَيْس: تِلْكَ الْجِيادُ عَلَيْها الْقَوْمُ قَدْ سَبَحُوا
كــــانُوا لَهُــــنَّ غَـــداةَ الـــرَّوْعِ أَحْلاســـا
عَبيــد: مــا الْقاطِعــاتُ لِأَرْضِ الْجَـوِّ فِـي طَلَـقٍ
قَبْــــلَ الصـــَّباحِ وَمـــا يَســـْرِينَ قِرْطاســـا
امْـرُؤُ الْقَيْسـ: تِلْـكَ الْأَمـانِيُّ يَتْرُكْنَ الْفَتى مَلِكاً
دُونَ الســــَّماءِ وَلَـــمْ تَرْفَـــعْ بِـــهِ رَاســـا
عَبِيـــد: مــا الْحــاكِمُونَ بِلا ســَمْعٍ وَلا بَصــَرٍ
وَلا لِســـــانٍ فَصـــــِيحٍ يُعْجِـــــبُ النَّاســــا
امْـرُؤُ الْقَيْسـ: تِلْـكَ الْمَـوازِينُ وَالرَّحْمنُ أَنْزَلَها
رَبُّ الْبَرِيَّـــــةِ بَيْــــنَ النَّــــاسِ مِقْياســــا
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.