
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرِقْـتُ لِضـَوْءِ بَـرْقٍ فِـي نَشـاصِ
تَلَْألَأَ فِـــــي مُمَلَّأَةٍ غِصـــــاصِ
لَواقِــحَ دُلَّــحٍ بِالْمـاءِ سـُحْمٍ
تَثُـجُّ الْمـاءَ مِـنْ خَلَلِ الْخَصاصِ
ســـَحابٍ ذاتِ أَســْحَمَ مُكْفَهِــرٍّ
تُـوَحِّي الْأَرْضَ قَطْـراً ذا افْتِحاصِ
تَـأَلَّفَ فَاسـْتَوى طَبَقـاً دِكاكـاً
مُحِيلاً دُونَ مَثْعَبِــــهِ نَـــواصِ
كَلَيْــلٍ مُظْلِــمِ الْحَجَـراتِ داجٍ
بَهِيــمٍ أَو كَبَحْــرٍ ذِي بَــواصِ
كَــأَنَّ تَبَســُّمَ الْأَنْــواءَ فِيـهِ
إِذا مـا انْكَـلَّ عَـنْ لَهِقٍ هُصاصِ
وَلاحَ بِهـــا تَبَســُّمُ واضــِحاتٍ
يَزِيــنُ صـَفائِحَ الْحُـورِ الْقِلاصِ
سـَلِ الشُّعَراءَ هَلْ سَبَحُوا كَسَبْحِي
بُحُـورَ الشِّعْرِ أَوْ غاصُوا مَغاصِي
لِسـانِي بِـالْقَرِيضِ وَبِـالْقَوافِي
وَبِالْأَشـْعارِ أَمْهَـرُ فِـي الْغَواصِ
مِـنَ الْحُـوتِ الَّـذِي فِي لُجِّ بَحْرٍ
يُجِيدُ السَّبْحَ فِي اللُّجَجِ الْقِماصِ
إِذا مــا بــاصَ لاحَ بِصـَفْحَتَيْهِ
وَبَيَّـضَ فِـي الْمَكَرِّ وَفِي الْمَحاصِ
تُلاوِصُ فِــي الْمَــداصِ مُلاوِصـاتٌ
لَــهُ مَلْصــى دَواجِـنَ بِـالْمِلاصِ
بَنـاتُ الْمـاءِ لَيْـسَ لَها حَياةٌ
إِذا أَخْرَجْتَهُــنَّ مِــنَ الْمَـداصِ
إِذا قَبَضـَتْ عَلَيـهِ الْكَـفُّ حِيناً
تَنــاعَصَ تَحْتَهــا أَيَّ انْتِعـاصِ
وَبـــاصَ وَلاصَ مِــنْ مَلَــصٍ مَلاصٍ
وَحُــوتُ الْبَحْـرِ أَسـْوَدُ ذُو مِلاصِ
كَلَـوْنِ الْمـاءِ أَسـْوَدُ ذُو قُشُورٍ
نُســِجْنَ تَلاحُـمَ السـَّرْدِ الـدِّلاصِ
لَعَمْــرُكَ إِنَّنــي لَأُعِــفُّ نَفْسـِي
وَأَســْتُرُ بِـالتَّكَرُّمِ مِـنْ خَصـاصِ
وَأُكْـرِمُ والِـدي وَأَصـُونُ عِرْضـِي
وَأَكْـرَهُ أَنْ أُعَـدَّ مِـنَ الْحِـراصِ
إِذا مــا كُنْـتَ لَحّاسـاً بَخِيلاً
ســَؤُولاً لِلْمُطــاعِ وَذا عِقــاصِ
لِـزادِ الْمَـرْءِ آبَـصَ مِـنْ عُقابٍ
وَعِنْـدَ الْبـابِ أَثْقَـلَ مِنْ رَصاصِ
بَكـى البَوَّابُ مِنْكَ وَقالَ هَلْ لِي
وَهَـلْ لِلْبـابِ مِـنْ ذا مِـنْ خَلاصِ
فَيُوشــِكُ أَنْ يَـراكَ لَـهُ عَـدُوّاً
عَـداوَةَ مَـنْ يُلاطِـمُ أَوْ يُناصـِي
إِذا مـا كـانَ عِرْضِي عِنْدَ بَطْنِي
فَـأَيْنَ مِـنَ اَن أُسـَبَّ بِهِ مَناصِي
فَـإِنْ خَفَّـتْ لِجُـوعِ الْبَطْنِ رِجْلِي
فَــدَقَّ اللَّـهُ رِجْلِـي بِالْمُعـاصِ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.