
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــنْ مَنْـزِلٍ عـافٍ وَمِـنْ رَسـْمِ أَطْلالِ
بَكَيْتَ؟ وَهَلْ يَبْكِي مِنَ الشَّوْقِ أَمْثالِي؟
دِيــارُهُمُ إِذْ هُــمْ جَمِيــعٌ فَأَصـْبَحَتْ
بَسـابِسَ إِلَّا الْوَحْشَ فِي الْبَلَدِ الْخالِي
قَلِيلاً بِهــا الْأَصــْواتُ إِلَّا عَوازِفــاً
عِــراراً زِمـاراً مِـنْ غَيـاهِبِ آجـالِ
فَـإِنْ تَـكُ غَبْـراءُ الْخُبَيْبَـةِ أَصـْبَحَتْ
خَلَـتْ مِنْهُـمُ وَاسـْتَبْدَلَتْ غَيْـرَ أَبْدالِ
بِمـا قَـدْ أَرى الْحَـيَّ الْجَمِيعَ بِغِبْطَةٍ
بِهـا وَاللَّيـالِي لا تَـدُومُ عَلـى حالِ
أَبَعْـدَ بَنِـي عَمْـرٍو وَرَهْطِـي وَإِخْـوَتِي
أُرَجِّــي لَيــانَ الْعَيـشِ ضـُلّاً بِتَضـْلالِ
فَلَسـْتُ وَإِنْ أَضـْحَوْا مَضـَوْا لِسـَبيلِهِمْ
بِناســيهِمُ طُـولَ الْحَيـاةِ وَلا سـالِي
أَلا تَقِفــانِ الْيَــوْمَ قَبْــلَ تَفَــرُّقٍ
وَنَـــأيٍ بَعِيـــدٍ وَاخْتِلافٍ وَأَشــْغالِ
إِلــى ظُعُــنٍ يَســْلُكْنَ بَيْـنَ تَبالَـةٍ
وَبَيْـنَ أَعـالِي الْخَـلِّ لاحِقَـةِ التَّالي
فَلَمَّــا رَأَيْــتُ الْحــادِيَيْنِ تَكَمَّشـا
نَـدِمْتُ عَلـى أَنْ يَـذهَبا نـاعِمَيْ بالِ
رَفَعْــنَ عَلَيْهِــنَّ الســِّياطَ فَقَلَّصــَتْ
بِنــا كُــلُّ فَتْلاءِ الـذِّراعَيْنِ شـِمْلالِ
خَلُــوجٍ بِرِجْلَيْهــا كَــأَنَّ فُروجَهــا
فَيـافِي سـُهوبٍ حَيْـثُ تَخْتَـبُّ فِـي الْآلِ
فَأَلحَقَنـــا بِــالْقَوْدِ كُــلُّ دِفَقَّــةٍ
مُصــَدَّرَةٍ بِالرَّحْــلِ وَجْنــاءَ مِرْقـالِ
فَمِلْنـا وَنازَعْنـا الْحَـدِيثَ أَوانِسـاً
عَلَيْهِـــنَّ جَيْشـــانِيَّةٌ ذاتُ أَغْيــالِ
وَمِلْــنَ إِلَيْنـا بِالسـَّوالِفِ وَالْحُلـى
وَبِالْقَوْلِ فيما يَشْتَهِي الْمَرِحُ الْخالِي
كَــأَنَّ الصـَّبا جـاءَتْ بِرِيـحِ لَطِيمَـةٍ
مِـنَ الْمِسْكِ لا تُسْطاعُ بِالثَّمَنِ الْغالِي
وَريــحِ خُزامــى فِـي مَـذانِبِ رَوْضـَةٍ
جَلا دِمْنَهـا سـارٍ مِـنَ الْمُـزْنِ هَطَّـالِ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.