
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَغَيَّـرَتِ الـدِيارُ بِـذي الدَفينِ
فَأَودِيَـةِ اللِـوى فَرِمـالِ ليـنِ
فَحَرجَــي ذِروَةٍ فَقَفــا ذَيــالٍ
يُعَفّــي آيَــهُ ســَلَفُ السـِنينِ
تَبَصــَّرَ صـاحِبي أَتَـرى حُمـولاً
تُســاقُ كَأَنَّهـا عَـومُ السـَفينِ
جَعَلـنَ الفَـجَّ مِـن رَكَـكٍ شِمالاً
وَنَكَّبــنَ الطَـوِيَّ عَـنِ اليَميـنِ
أَلا عَتَبَـت عَلَـيَّ اليَـومَ عِرسـي
وَقَــد هَبَّــت بِلَيـلٍ تَشـتَكيني
فَقـالَت لـي كَبِـرتَ فَقُلـتُ حَقّاً
لَقَـد أَخلَفـتُ حينـاً بَعـدَ حينِ
تُرينــي آيَـةَ الإِعـراضِ مِنهـا
وَفَظَّـت فـي المَقالَـةِ بَعدَ لينِ
وَمَطَّــت حاجِبَيهــا أَن رَأَتنـي
كَبِـرتُ وَأَن قَـدِ اِبيَضـَّت قُروني
فَقُلـتُ لَهـا رُوَيـدَكِ بَعضَ عَتبي
فَـــإِنّي لا أَرى أَن تَزدَهينــي
وَعيشــي بِالَّـذي يُغنِيـكِ حَتّـى
إِذا مـا شـِئتِ أَن تَنأَي فَبيني
فَـإِن يَـكُ فـاتَني أَسَفاً شَبابي
وَأَضـحى الـرَأسُ مِنّـي كَاللُجَينِ
وَكـانَ اللَهـوُ حـالَفَني زَماناً
فَأَضـحى اليَـومَ مُنقَطِعَ القَرينِ
فَقَد أَلِجُ الخِباءَ عَلى العَذارى
كَــأَنَّ عُيــونَهُنَّ عُيــونُ عيـنِ
يَمِلــنَ عَلَـيَّ بِـالأَقرابِ طَـوراً
وَبِالأَجيــادِ كَـالرَيطِ المَصـونِ
وَأَسـمَرَ قَـد نَصـَبتُ لِـذي سَناءٍ
يَــرى مِنّـي مُحافَظَـةَ اليَقيـنِ
يُحـاوِلُ أَن يَقـومَ وَقَـد مَضـَتهُ
مُغابِنَــةٌ بِــذي خُــرصٍ قَـتينِ
إِذا مــا عـادَهُ مِنهـا نِسـاءٌ
صـَفَحنَ الـدَمعَ مِن بَعدِ الرَنينِ
وَخَـرقٍ قَـد ذَعَـرتُ الجـونَ فيهِ
عَلـى أَدمـاءَ كَـالعيرِ الشَنونِ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.