
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَقَـدْ أَغْتَـدِي فِي بَيَاضِ الصَّبَاحِ
وَأَعْجَـازُ لَيْلِـي مُـوَلِّي الـذَّنَبْ
بِطَـــرْفٍ يُنَـــازِعُنِي مَرْســِناً
سـَلُوفِ الْمَقَـادَةِ مَحْـضِ النَّسـَبْ
طَـــوَاهُ الْقَنِيــصُ وَتَعْــدَاؤُهُ
وَإِرْشــَاشُ عِطْفَيْــهِ حَتَّـى شَسـَبْ
بَعِيدِ مَدَى الطَّرْفِ خَاظِي الْبَضِيعِ
مُمَــرِّ الْمَطَـا سـَمْهَرِيِّ الْعَصـَبْ
رَفِيـعِ الْقِـذَالِ كَسـِيدِ الْغَضـَا
وَتَــمِّ الضــُّلُوعِ بِجَــوْفٍ رَحَـبْ
وَهَــادٍ تَقَــدَّمَ لَا عَيْــبَ فِيـهِ
كَالْجِــذْعِ شــُذَّبَ عَنْـهُ الْكَـرَبْ
إِذَا قِيــدَ قَحَّــمَ مَــنْ قَـادَهُ
وَبَـــانَتْ عَلَابِيُّـــهُ وَاجْلَعَــبْ
كَهَــزِّ الرُّدَيْنِــيِّ بَيْـنَ الْأَكُـفِّ
جَـرَى فِـي الْأَنَـابِيبِ ثُمَّ اضْطَرَبْ
غَــدَوْنَا نُرِيــدُ بِـهِ الْآبِـدَاتِ
نـــؤَيِّهُهُ بَيْــنَ هَــابٍ وَهَــبْ
فَلَمَّـا أَتَيْنَـا عَلَـى الرَّوْضَتَيْنِ
بِحَيْـثُ الْمَصـَامَةُ بَيْـنَ الشـُّعَبْ
إِذَا عَانَـةٌ قَـدْ رَآهَـا الرَّقِيبُ
بِلَا حَــدِّ نَــأْيٍ وَلَا مِــنْ كَثَـبْ
صـــِيَامٌ تَلَفَّـــتُ أَحْوَالَهَـــا
فَأَوْمَــأَ وَهْــوَ عَلَــى مُرْتَقَـبْ
فَنَاشــُوا الْعِنَــانَ بِأَيْـدِيهُمُ
فَـأَعْلَنَ بَعْـدَ السـَّرَارِ الصـَّخَبْ
وَقَــدْ يَسـَّرُوا بَيْنَهَـمْ فَارِسـاً
حَدِيـدَ السـِّنَانِ كَمِيـشَ الطَّلَـبْ
أَجَـالُوهُ فِـي ظَهْـرِهِ إِذْ دَنَـوْا
وَوَصـــَّوْا غُلَامَهُـــمُ فَاعْتَصــَبْ
شـَجَرْنَ وَعَـادَلْنَ بَيْـنَ الْوُجُـوهِ
وَعُـرْضِ البَسـِيطَةِ أَيْـنَ الْهَـرَبْ
فَـــوَلَّتْ ســـِرَاعاً وَأَرْجَــاؤُهُ
كَسـَحِّ النَّضـِيحِ إِذَا مَـا انْشَعَبْ
فَحَاصــــــَرَهُنَّ وَحَاصـــــَرْنَهُ
وَنَـــاهَبْنَهُ عُرُضــاً وَانْتَهَــبْ
يُقَطِّـــعُ بالشـــَّدِّ إِحْضــَارَهَا
لَدَى الْحُضْرِ عِنْدَ احْتِضَارِ اللَّهَبْ
ضـَرُوحُ الْحَمَاتَيْنِ سَامِي الذِّرَاعِ
إِذَا مَـا انْتَحَـاهُ خَبَـارٌ وَثَـبْ
فَلَـمْ يَنْفَعْ الْوَحْشَ مِنْهُ النَّجَاءُ
وَلَا بَثُّهُـــنَّ عِـــرَاضَ الْعَلَــبْ
فَــأَلْحَقَهُ وَهُــوَ ســَاطٍ بِهَــا
كَمَـا تُلْحِـقُ الْقَوْسُ سَهْمَ الْغَرَبْ
فَـأَهْوَى السـِّنَانَ إِلَـى عَيْرِهَـا
فَجْــذَّ الْفَرِيــصَ وَقَـطَّ الْحُجُـبْ
وَقُلْــتُ لَهُـمْ جَلِّلُـوُه الثِّيَـابَ
وَشـُدُّوا الْحِزَامَ وَأَرْخُوا اللَّبَبْ
وَضــُمُّوا جَنَـاحَيْهِ أَنْ يُسـْتَطَارَ
فَقَــدْ كَـانَ يَأْخُـذُ حُسـْنَ الْأَدَبْ
فَأَعْــدَدْتُ ذَاكَ لِيَــوْمِ الْـوَغَى
وَرَوْعَــاتِ دَهْـرٍ طَوِيـلِ الْحِقَـبْ
فَكَــمْ مِــنْ عَــدوٍّ نَحَوْنَــاهُمُ
بِجَيْــشٍ لُهَــامٍ كَثِيـرِ اللَّجَـبْ
وَفِتْيَـانِ صـِدْقٍ إِذَا مَا اعْتَزَوْا
أَبَـاحُوا الْعَدُوَّ وأُعْطُوا السَّلَبْ
مَتَـى أَدَعُ قَـوْمِي يُجِـبْ دَعْـوَتِي
فَــوَارِسُ هَيْجَـا كِـرَامُ الْحَسـَبْ
تَــرَى جَــارَهُمْ آمِنـاً وَسـْطَهُمْ
يَــرُوحُ بعَقْــدٍ وَثِيـقِ السـَّبَبْ
إِذَا مَــا عَقَــدْنَا لَــهُ ذِمَـةً
شـَدَدْنَا الْعِنَـاجَ وَعَقْـدَ الكَرَبْ
حُمَيدُ بنُ ثَوْرٍ، مِنْ بَنِي هِلالِ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ، كانَ كُلُّ مَنْ هاجاهُ غَلَبَهُ، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ غزوةَ حُنِينٍ مَعَ المُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسٍ وَهُمْ: حُمَيدٌ وَابنُ مُقْبِلٍ وَالشَّمّاخُ وَابْنُ أَحْمَرَ وَالرّاعِي النُّمَيْرِيّ، وَاخْتُلِفَ فِي زَمَنِ وَفاتِهِ فَقِيلَ فِي خِلافَةِ عُثْمانَ وَقِيلَ أَدْرَكَ بَعْضَ الخُلَفاءِ الأُمَوِيِّينَ.