
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَصــَهْبَاءَ مِنْهَــا كَالسـَّفِينَةِ نَضـَّجَتْ
بِـهِ الْحَمْـلَ حَتَّـى زَادَ شَهْراً عَدِيدُهَا
طَـوَتْ دُونَ مِثْـلِ الْقَلْـبِ مِنْهَـا أَلِفَّةً
كَأَرْدِيَــةٍ مِــنْ بِرْكَــةٍ تَســْتَجِيدُهَا
فَجَــاءَتْ بِمِثْــلِ السـَّابِرِيِّ تَعَجَّبُـوا
لَـهُ وَالثَّـرَى مَـا جَـفَّ عَنْـهُ شُهُودُهَا
فَصــَافَ صــَنِيعاً يَمْتَــرِي أَرْحَبِيَّــةً
مَكُوداً إِذَا مَا اسْتَفْرَغَ الْخُورَ جُودُهَا
فَلمَّـا أَتَـى عَامَـانِ بَعْـدَ انْفِصـَالِهِ
عَـنِ الضـَّرْعِ وَاحْلَوْلَى دِمَاثاً يَرُودُهَا
رَمَـاهُ المُمَـارِي بِـالَّتِي فَـوْقَ سـِنِّهِ
بِســِنٍّ إِلَــى عُلْيَــا ثَلَاثٍ يَزِيــدُهَا
وَقَرَّبْــتُ مَســْفُوحاً لِرَحْلِــي كَــأَنَّهُ
قَــرَا ضــِلَعٍ قَيْــدَامُهَا وَصــُعُودُهَا
فَـدَتْهُ الْمَطَايَـا الْحَافِـدَاتُ وَقُطَّعَـتْ
نِعَــالاً لَــهُ دُونَ الْإِكَــامِ جُلُودُهَـا
وَكُنْـتُ رَفَعْـتُ السـَّوْطَ بِـالْأَمْسِ رَفْعَـةً
بِجَنْــبِ الرَّحَـا حَتَّـى اتْلَأَبَّ كَؤُودُهَـا
فَمَـا زَالَ سـَوْطِي فِـي قِرَابِي وَمِحْجَنِي
وَمَـا زِلْـتُ مِنْـهُ فِـي عَـرُوضٍ أَذُودُهَا
يُقَحِّــمُ مِــنْ غَــرَّا أَقَـاحِيمَ عَرَّضـَتْ
لَــهُ تَحْـتَ لَيْـلٍ ذِي سـُدُودٍ حُيُودُهَـا
تَقَلْقَــلَ قِــدْحٌ بَيْـنَ صـَدَّيْنِ أَشْخَصـَتْ
لَــهُ كَــفُّ رَامٍ وِجْهَــةً لَا يُرِيــدُهَا
وَآنَـــسَ مِـــنْ كُلَّانَ شــُمّاً كَأَنَّهَــا
أَرَاكِيــبُ مِـنْ غَسـَّانَ بِيـضٌ بُرُودُهَـا
حُبَيْشــاً فَســُلَّانَ الظِّبَــاءِ كَأَنَّمَــا
عَلَــى بَـرَدٍ تِلْـكَ الْهُشـُومُ يَجُودُهَـا
حُمَيدُ بنُ ثَوْرٍ، مِنْ بَنِي هِلالِ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ، كانَ كُلُّ مَنْ هاجاهُ غَلَبَهُ، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ غزوةَ حُنِينٍ مَعَ المُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسٍ وَهُمْ: حُمَيدٌ وَابنُ مُقْبِلٍ وَالشَّمّاخُ وَابْنُ أَحْمَرَ وَالرّاعِي النُّمَيْرِيّ، وَاخْتُلِفَ فِي زَمَنِ وَفاتِهِ فَقِيلَ فِي خِلافَةِ عُثْمانَ وَقِيلَ أَدْرَكَ بَعْضَ الخُلَفاءِ الأُمَوِيِّينَ.