
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جِلِبَّانَــةٌ وَرْهَـاءُ تَخْصـِي حِمَارَهَـا
بِفِـي مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْهَا الْجَلَامِدُ
عَرِيبِيَّــةٌ لَا نَــاحِضٌ مِــنْ قَدَامَـةٍ
وَلَا مُعْصــِرٌ تَجْـرِي عَلَيْهَـا الْقَلَائِدُ
إِزَاءُ مَعَــاشٍ لَا يَــزَالُ نِطَاقُهَــا
شـَدِيداً وَفِيهَـا سـَوْرَةٌ وَهْـيَ قَاعِدُ
مُدَاخَلَـةُ الْأَرْسـَاغِ فِـي كُـلِّ إِصـْبَعٍ
مِـنَ الرَّجْـلِ مِنْهَا وَالْيَدَيْنِ زَوَائِدُ
كَـأَنَّ مَكَـانَ الْعِقْدِ مِنْهَا إِذَا بَدَا
صـَفاً مِـنْ حَزِيـزٍ سـَهَّلَتْهُ الْمَوَارِدُ
تَتَــابَعَ أَعْـوَامٌ عَلَيْهَـا هَزَلْنَهَـا
وَأَقْبَـلَ عَـامٌ يُنْعِـشُ النَّـاسَ وَاحِدُ
عَضـــَمَّرةٌ فِيهَــا بَقَــاءٌ وَشــِدَّةٌ
وَوَالٍ لَهَـا بَـادِي النَّصـِيحَةِ جَاهِدُ
خَلِيلَــةُ مَحْــذُوفِ الْيَـدَيْنِ كَـأَنَّهُ
مِـنَ اللَّؤْمِ كَلْبٌ يَنْبَحُ النَّاسَ سِافِدُ
إِذَا مَـا دَعَـا أَجْيَادَ جَاءَتْ خَنَاجِرٌ
لَهَــامِيمُ لَا يَمْشـِي إِلَيْهِـنَّ قَـائِدُ
فَجَـاءَتْ بِمَعْيُـوفِ الشـَّرِيعَةِ مُكْلَـعٍ
أَرَشــَّتْ عَلَيْــهِ بِـالْأَكُفِّ السـَّوَاعِدُ
إِذَا الْحَمْـلُ الرَّبْعِـيُّ عَـارَضَ أُمَّـهُ
عَـدَتْ وَكَـرَى حَتَّـى تَحِـنَّ الْفَدَافِـدُ
فَقَـامَتْ بِأَثْنَـاءٍ مِـنَ اللَّيْلِ سَاعَةً
سَرَاهَا الدَّوَاهِي وَاسْتَنَامَ الْخرَائِدُ
فَجَـاءَتْ بِـذِي أَوْنَيْنِ مَا زَالَ شَاتُهُ
تُعَمَّـرُ حَتَّـى قِيـلَ هَـلْ هُـوَ خَالِـدُ
فَجَـــاءَتْ بضــِئْنِيِّ كَــأَنَّ دَوِيَّــهُ
تَرَنُّــمُ رَعْــدٍ جَـاوَبَتْهُ الرَّوَاعِـدُ
فَـذَاقَتْهُ مِـنْ تَحْـتِ اللِّفَافِ فَسَرَّهَا
جَرَاجِــرُ مِنْــهُ وَهْـوَ مَيْلَانُ سـَانِدُ
فَأَرْسـَتْ لَـهُ مِنْهَـا حُيُـودٌ كَأَنَّهَـا
مَلَاطِيــسُ أَرْســَاهَا لِتَثْبُـتَ وَاتِـدُ
وَقِيـلَ لَهَـا جِـدِّي هَـوَيْتِ وَبَـادِرِي
غِنَـاءَ الْحَمَـامِ أَنْ تَمِيعَ الْمَزَابِدُ
فَغَصــَّتْ تَرَاقِيــهِ بِصـَفْرَاءَ جَعْـدَةٍ
فَعَنْهَــا تُصـَادِيهِ وَعَنْهَـا تُـرَاوِدُ
فَمَـا زَالَ يُسـْقَى الْمَحْضَ حَتَّى كَأَنَّهُ
أَجِيــرُ أُنَــاسٍ أَغْضــَبُوهُ مُبَاعَـدُ
وَعَــزَّاهُ حَتَّــى أَســْنَدَاهُ كَــأَنَّهُ
عَلَى الْقَرْوِ عُلْفوفٌ مِنَ التُّرْكِ رَاقِدُ
فَلمَّــا أَدَى وَاســْتَرْبَعَتْهُ تَرَنَّمَـتْ
أَلَا كُـلُّ شـَيْءٍ مَـا خَلَا اللَّـهَ بَائِدُ
إِذَا مَـالَ مِـنْ نَحْوِ الْعَرَاقِي أَمَّرَهُ
إِلَـى نَحْرِهَـا مِنْـهُ عِنَـانٌ مُنَاكِـدُ
يَمِيــلُ عَلَــى وَحْشــِيِّهِ فَيُمِيلُــهُ
لِإِنْســِيِّهِ مِنْهَــا عِــرَاكٌ مُنَاجِــدُ
فَلمَّـا تَجَلَّـى اللَّيْلُ عَنْهَا وَأَبْصَرَتْ
وَفِـي سـُدَفِ اللَّيْلِ الشُّخُوصُ الْأَبَِاعِدُ
تَأَوَّبَهَــا فِــي لَيْـلِ نَحْـسٍ وَقِـرَّةٍ
خَلِيلِي أَبُو الْخَشْخَاشِ وَاللَّيْلُ بَائِدُ
فَقَــالَ أحييكـم فَقـالَت تُريـدُنا
عَلَـى الزُّبْـدِ شـَعْبُ بَيْنَنَا مُتَبَاعِدُ
إِذَا قَـالَ مَهْلاً أَسـْجِحِي حَمْلَقَـتْ لَهُ
بِزَرْقَـاءَ لَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا الْمَرَاوِدُ
كَــأَنَّ حِجَـاجَيْ رَأَسـِهَا فِـي مُلتَّـمٍ
مِـنَ الصـَّخْرِ جَـوْنٍ خَلَّقَتْهُ الْمَرَاوِدُ
وَلَــوْلَا أَكُــفُّ الْحَــاجِزِينَ وَأَنَّـهُ
يَـرَى حَظِـراً إِذْ رَابَـهُ الْحَيُّ عَاضِدُ
لَظَـلَّ نِسـَاءُ الْحَـيِّ يَحْشـُونَ كُرْسُفاً
رُؤُوسِ عِظَــامٍ أََوْضـَحَتْهَا الْقَصـَائِدُ
وَجَـاءَ بِهَـا عِينـاً يُـوَفَّيْنَ رِفْـدَهُ
ثَنَـاءً وَمِنْهَا الْمَالِيَاتُ الرَّوَافِدُ
حُمَيدُ بنُ ثَوْرٍ، مِنْ بَنِي هِلالِ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ، كانَ كُلُّ مَنْ هاجاهُ غَلَبَهُ، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ غزوةَ حُنِينٍ مَعَ المُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسٍ وَهُمْ: حُمَيدٌ وَابنُ مُقْبِلٍ وَالشَّمّاخُ وَابْنُ أَحْمَرَ وَالرّاعِي النُّمَيْرِيّ، وَاخْتُلِفَ فِي زَمَنِ وَفاتِهِ فَقِيلَ فِي خِلافَةِ عُثْمانَ وَقِيلَ أَدْرَكَ بَعْضَ الخُلَفاءِ الأُمَوِيِّينَ.