
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرَى النَّفْـسَ لَجَّـتْ فـي رَجاءٍ مُكَذِّبِ
وَقَـدْ جَرَّبَـتْ لَـوْ تَقْتَـدي بِالْمُجَرَّبِ
وَكـائِنْ رَأَيْـتُ مِـنْ مُلُـوكٍ وَسـُوقَةٍ
وَصـاحَبْتُ مِـنْ وَفْـدٍ كِـرامٍ وَمَـوْكِبِ
وَســانَيْتُ مِـنْ ذي بَهْجَـةٍ وَرَقَيْتُـهُ
عَلَيْــهِ الســُّمُوطُ عــابِسٍ مُتَغَضـِّبِ
وَفــارَقْتُهُ وَالْـوُدُّ بَيْنـي وَبَيْنَـهُ
بِحُسـْنِ الثَّنـاءِ مِـنْ وَراءِ الْمُغَيَّبِ
وَأَبَّنْـتُ مِـنْ فَقْـدِ ابْـنِ عَـمٍّ وَخُلَّةٍ
وَفـارَقْتُ مِـنْ عَـمٍّ كَريـمٍ وَمِـنْ أَبِ
فَبـانُوا وَلَـمْ يُحْـدِثْ عَلَيَّ سَبيلُهُمْ
سـِوَى أَمَلِـي فِيمـا أَمامي وَمَرْغَبي
فَـــأَيَّ أَوانٍ لا تَجِئْنــي مَنِيَّــتي
بِقَصــْدٍ مِــنَ الْمَعْـرُوفِ لا أَتَعَجَّـبِ
فَلَســْتُ بِرُكْـنٍ مِـنْ أَبـانٍ وَصـاحَةٍ
وَلا الْخالِــداتِ مِـنْ سـُواجٍ وَغُـرَّبِ
قَضــَيْتُ لُبانــاتٍ وَســَلَّيْتُ حاجَـةً
وَنَفْـسُ الْفَـتى رَهْـنٌ بِقَمْـرَةِ مُؤْرِبِ
وَفِتْيـانِ صـِدْقٍ قَـدْ غَـدَوْتُ عَلَيْهِـمُ
بِلا دَخِــــنٍ وَلا رَجِيـــعٍ مُجَنَّـــبِ
بِمُجْتَـــزَفٍ جَــوْنٍ كَــأَنَّ خَفــاءَهُ
قَـرا حَبَشـِيٍّ فـي السـَّرَوْمَطِ مُحْقَـبِ
إِذا أَرْسـَلَتْ كَـفُّ الْوَليـدِ كِعـامَهُ
يَمُــجُّ ســُلافاً مِــنْ رَحيـقٍ مُعَطَّـبِ
فَمَهْمــا نَغِـضْ مِنْـهُ فَـإِنَّ ضـَمانَهُ
عَلَــى طَيِّــبِ الْأَرْدانِ غَيْـرِ مُسـَبَّبِ
جَميلُ الْأُسَى فِيما أَتى الدَّهْرُ دُونَهُ
كَريـمُ الثَّنـا حُلْوِ الشَّمائِلِ مُعْجِبِ
تَـراهُ رَخِـيَّ الْبـالِ إِنْ تَلْقَ تَلْقَهُ
كَريمـاً وَما يَذْهَبْ بِهِ الدَّهْرُ يَذْهَبِ
يُثَبِّــي ثَنـاءً مِـنْ كَريـمٍ وَقَـوْلُهُ
أَلا انْعَـمْ عَلَى حُسْنِ التَّحِيَّةِ وَاشْرَبِ
لَـدُنْ أَنْ دَعـا دِيكُ الصَّباحِ بِسُحْرَةٍ
إِلـى قَـدْرِ وِرْدِ الْخـامِسِ الْمُتَأَوِّبِ
مِـنَ الْمُسـْبِلِينَ الرَّيْـطَ لَذٍّ كَأَنَّما
تَشــَرَّبَ ضـاحي جِلْـدِهِ لَـوْنَ مُـذْهَبِ
وَعـانٍ فَكَكْـتُ الْكَبْـلَ عَنْـهُ وَسُدْفَةٍ
ســَرَيْتُ وَأَصــْحابي هَـدَيْتُ بِكَـوْكَبِ
ســَرَيْتُ بِهِـمْ حَتّـى تَغَيَّـبَ نَجْمُهُـمْ
وَقـالَ النَّعُـوسُ نَوَّرَ الصُّبْحُ فَاذْهَبِ
فَلَـمْ أُسـْدِ مـا أَرْعى وَتَبْلٍ رَدَدْتُهُ
وَأَنْجَحْـتُ بَعْـدَ اللهِ مِنْ خَيْرِ مَطْلَبِ
وَدَعْــوَةِ مَرْهُــوبٍ أَجَبْــتُ وَطَعْنَـةٍ
رَفَعْــتُ بِهـا أَصـْواتَ نَـوْحٍ مُسـَلَّبِ
وَغَيْــثٍ بِدَكْــداكٍ يَزيــنُ وَهـادَهُ
نَبــاتٌ كَوَشـْيِ الْعَبْقَـرِيِّ الْمُخَلَّـبِ
أَرَبَّــتْ عَلَيْـهِ كُـلُّ وَطْفـاءَ جَوْنَـةٍ
هَتُـوفٍ مَتى يُنْزِفْ لَها الْوَبْلُ تَسْكُبِ
بِـذي بَهْجَـةٍ كَـنَّ الْمَقـانِبُ صـَوْبَهُ
وَزَيَّنَـــهُ أَطْــرافُ نَبْــتٍ مُشــَرَّبِ
جَلاهُ طُلُــوعُ الشـَّمْسِ لَمّـا هَبَطْتُـهُ
وَأَشـْرَفْتُ مِـنْ قُضـْفانِهِ فَـوْقَ مَرْقَبِ
وَصــُحْمٍ صـِيامٍ بَيْـنَ صـَمْدٍ وَرَجْلَـةٍ
وَبَيْــضٍ تُـؤامٍ بَيْـنَ مَيْـثٍ وَمِـذْنَبِ
بَســَرْتُ نَـداهُ لَـمْ تَسـَرَّبْ وُحُوشـُهُ
بِغَــرْبٍ كَجِـذْعِ الْهـاجِرِيِّ الْمُشـَذَّبِ
بِمُطَّـــرِدٍ جَلْــسٍ عَلَتْــهُ طَريقَــةٌ
لِســَمْكِ عِظــامٍ عُرِّضـَتْ لَـمْ تُنَصـَّبِ
إِذا مـا نَـأى مِنّـي بَـراحٌ نَفَضْتُهُ
وَإِنْ يَـدْنُ مِنّي الْغَيْبُ أُلْجِمْ فَأَرْكَبِ
رَفيــعُ اللَّبـانِ مُطْمَئِنّـاً عِـذارُهُ
عَلَـى خَـدِّ مَنْحُـوضِ الْغَرارَيْـنِ صُلَّبِ
فَلَمّــا تَغَشــَّى كُــلَّ ثَغْـرٍ ظَلامُـهُ
وَأَلْقَـتْ يَـداً فـي كافِرٍ مُسْيَ مَغْرِبِ
تَجــافَيْتُ عَنْـهُ وَاتَّقـاني عِنـانُهُ
بِشــَدٍّ مِـنَ التَّقْريـبِ عَجْلانَ مُلْهَـبِ
رِضـاكَ فَـإِنْ تَضـْرِبْ إِذا مارَ عِطْفُهُ
يَــزِدْكَ وَإِنْ تَقْنَــعْ بِـذَلِكَ يَـدْأَبِ
هَـــوِيَّ غُــدافٍ هَيَّجَتْــهُ جَنُــوبُهُ
حَثِيــثٍ إِلـى أَذْراءِ طَلْـحٍ وَتَنْضـُبِ
فَأَصـْبَحَ يُـذْريني إِذا ما احْتَثَثْتُهُ
بِـأَزْواجِ مَعْلُـولٍ مِـنَ الدَّلْوِ مُعْشِبِ
وَيَــوْمٍ هَــوادي أَمْــرِهِ لِشـَمالِهِ
يُهَتِّــكُ أَخْطـالَ الطِّـرافِ الْمُطَنَّـبِ
يُنِيـخُ الْمَخاضَ الْبُرْكَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ
إِذا ذُكِّيَــتْ نِيرانُهـا لَـمْ تَلَهَّـبِ
ذَعَــرْتُ قِلاصَ الثَّلْــجِ تَحْـتَ ظِلالِـهِ
بِمَثْنـى الْأَيـادي وَالْمَنيحِ الْمُعَقَّبِ
وَناجِيَــةٍ أَنْعَلْتُهــا وَابْتَـذَلْتُها
إِذا مـا اسـْجَهَرَّ الْآلُ في كُلِّ سَبْسَبِ
فَكَلَّفْتُهــا وَهْمــاً فَــآبَتْ رَكِيَّـةً
طَلِيحـاً كَـأَلْواحِ الْغَـبيطِ الْمُذَأَّبِ
مَـتى مـا أَشَأْ أَسْمَعْ عِراراً بِقَفْرَةٍ
تُجِيـبُ زِمـاراً كَـالْيَراعِ الْمُثَقَّـبِ
وَخَصــْمٍ قِيــامٍ بِـالْعَراءِ كَـأَنَّهُمْ
قُــرُومٌ غَيـارَى كُـلَّ أَزْهَـرَ مُصـْعَبِ
عَلا الْمِسـْكَ وَالدّيباجَ فَوْقَ نُحُورِهِمْ
فَـراشُ الْمَسـيحِ كَالْجُمـانِ الْمُثَقَّبِ
نَشــِينُ صـِحاحَ الْبِيـدِ كُـلَّ عَشـِيَّةٍ
بِعُـوجِ السـَّراءِ عِنْـدَ بـابٍ مُحَجَّـبِ
شـَهِدْتُ فَلَـمْ تَنْجَـحْ كَـواذِبُ قَوْلِهُمْ
لَـدَيَّ وَلَـمْ أَحْفِـلْ ثَنـا كُـلِّ مِشْغَبِ
وأَصــْدَرْتُهُمْ شــَتّى كَــأَنَّ قِسـِيَّهُمْ
قُـــرُونُ صــِوارٍ ســاقِطٍ مُتَلَغِّــبِ
فَـإِنْ يُسْهِلُوا فَالسَّهْلُ حَظّي وَطُرْقَتي
وَإِنْ يُحْزِنـوا أَرْكَـبْ بِهِمْ كُلَّ مَرْكَبِ
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.