
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا إِنْ تُعَـرِّي الْمَنُونُ مِنْ أَحَدِ
لا والِـــدٍ مُشـــْفِقٍ وَلا وَلَــدِ
أَخْشـَى عَلـى أَرْبَدَ الحُتُوفَ وَلا
أَرْهَــبُ نَـوْءَ السـِّماكِ وَالْأَسـَدِ
فَجَّعَنِـي الرَّعْدُ وَالصَّواعِقُ بِالْـ
فـارِسِ يَـوْمَ الْكَرِيهَـةِ النَّجُـدِ
الْحـارِبِ الْجـابِرِ الْحَرِيبَ إِذا
جــاءَ نَكِيبـاً وَإِنْ يَعُـدْ يَعُـدِ
يَعْفُو عَلى الْجَهْدِ وَالسُّؤَالِ كَما
أُنْـزِلَ صـَوْبُ الرَّبِيعِ ذِي الرَّصَدِ
لَـمْ يُبْلِـغِ الْعَيْـنَ كُلَّ نَهْمَتِها
لَيْلَـةَ تُمْسـِي الْجِيـادُ كَالْقِدَدِ
كُـــلُّ بَنِــي حُــرَّةٍ مَصــِيرُهُمُ
قُــلٌّ وَإِنْ أَكْثَـرَتْ مِـنَ الْعَـدَدِ
إِنْ يُغْبَطُوا يُهْبَطُوا وَإِنْ أَمِرُوا
يَوْمـاً يَصـِيرُوا لِلْهُلْكِ وَالنَّكَدِ
يـا عَيْـنُ هَلَّا بَكَيْـتِ أَرْبَـدَ إِذْ
قُمْنـا وَقـامَ الْخُصـُومُ فِي كَبَدِ
وَعَيْــنِ هَلَّا بَكَيْــتِ أَرْبَــدَ إِذْ
أَلْـوَتْ رِيـاحُ الشـِّتاءِ بِالْعَضَدِ
فَأَصـــْبَحَتْ لاقِحـــاً مُصـــَرَّمَةً
حِيــنَ تَقَضــَّتْ غَـوابِرُ الْمُـدَدِ
إِن يَشــْغَبُوا لا يُبـالِ شـَغْبَهُمُ
أَوْ يَقْصـِدُوا فِي الْحُكُومِ يَقْتَصِدِ
حُلْــوٌ كَرِيــمٌ وَفِــي حَلاوَتِــهِ
مُــرٌّ لَطِيـفُ الْأَحْشـاءِ وَالْكَبِـدِ
الْبــاعِثُ النَّـوْحَ فِـي مَـآتِمِهِ
مِثْـلَ الظِّبـاءِ الْأَبْكارِ بِالْجَرَدِ
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.