
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَـرِبَ الْفُـؤَادُ وَلَيْتَهُ لَمْ يَطْرَبِ
وَعَنـاهُ ذِكْـرى خُلَّـةٍ لَـمْ تَصْقَبِ
سـَفَهاً وَلَـوْ أَنِّي أَطَعْتُ عَواذِلِي
فِيمـا يُشـِرْنَ بِهِ بِسَفْحِ الْمِذْنَبِ
لَزَجَـرْتُ قَلْبـاً لا يَرِيـعُ لِزاجِرٍ
إِنَّ الْغَـوِيَّ إِذا نُهِـي لَمْ يُعْتِبِ
فَتَعَـزَّ عَـنْ هَـذا وَقُلْ فِي غَيْرِهِ
وَاذْكُر شَمائِلَ مِنْ أَخِيكَ الْمُنجِبِ
يا أَرْبَدَ الْخَيْرِ الْكَرِيمَ جُدُودُهُ
أَفْرَدْتَنِـي أَمْشـِي بِقَـرْنٍ أَعْضـَبِ
إِنَّ الرَّزِيَّــةَ لا رَزِيَّـةَ مِثْلُهـا
فِقْـدانُ كُـلِّ أَخٍ كَضـَوْءِ الْكَوْكَبِ
ذَهَـبَ الَّذِينَ يُعاشُ فِي أَكْنافِهِمْ
وَبَقِيـتُ فِـي خَلْـفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ
يَتَــأَكَّلُونَ مَغالَــةً وَخِيانَــةً
وَيُعـابُ قـائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ
وَلَقَـدْ أُرانِـي تـارَةً مِنْ جَعْفَرٍ
فِـي مِثْلِ غَيْثِ الْوابِلِ الْمُتَحَلِّبِ
مِـنْ كُـلِّ كَهْـلٍ كَالسـِّنانِ وَسَيِّدٍ
صَعْبِ الْمَقادَةِ كَالْفَنِيقِ الْمُصْعَبِ
مِـنْ مَعْشـَرٍ سـَنَّتْ لَهُـمْ آباؤُهُمْ
وَالْعِـزُّ قَـدْ يَـأْتِي بِغَيْرِ تَطَلُّبِ
فَبَـرى عِظامِي بَعْدَ لَحْمِيَ فَقْدُهُمْ
وَالـدَّهْرُ إِنْ عاتَبْتُ لَيْسَ بِمُعْتِبِ
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.