
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
راحَ الْقَطِيـنُ بِهَجْـرٍ بَعْدَما ابْتَكَرُوا
فَمَــا تُوَاصــِلُهُ ســَلْمى وَمـا تَـذَرُ
مَنْأَى الْفَرُورِ فَمَا يَأْتي الْمُرِيدَ وَما
يَسـْلُو الصـُّدُودَ إِذا مـا كانَ يَقْتَدِرُ
كَـأَنَّ أَظْعـانَهُمْ فـي الصـُّبْحِ غادِيَـةً
طَلْـحُ السـَّلائِلِ وَسـْطَ الـرَّوْضِ أَو عُشَرُ
أَو بــارِدُ الصـَّيْفِ مَسـْجُورٌ مَزارِعُـهُ
ســُودُ الــذَّوَائِبِ مِمّـا مَتَّعَـتْ هَجَـرُ
جَعْــلٌ قِصــارٌ وَعَيْــدانٌ يَنُـوءُ بِـهِ
مِــنَ الْكَــوافِرِ مَكْمُــومٌ وَمُهْتَصــِرُ
يَشـْرَبْنَ رَفْهـاً عِراكـاً غَيْـرَ صـادِرَةٍ
فَكُلُّهــا كـارِعٌ فـي الْمـاءِ مُغْتَمِـرُ
بَيْـنَ الصـَّفا وَخَليـجِ الْعَيْـنِ ساكِنَةٌ
غُلْـبٌ سـَواجِدُ لَـمْ يَـدْخُلْ بِها الْحَصَرُ
وَفــي الْحُـدُوجِ عَـرُوبٌ غَيْـرُ فاحِشـَةٍ
رَيّـا الـرَّوادِفِ يَعْشـَى دُونَها الْبَصَرُ
كَـأَنَّ فاهـا إِذا مـا اللَّيْلُ أَلْبَسَها
ســَيابَةٌ مــا بِهــا عَيْـبٌ وَلا أَثَـرُ
قـالَتْ غَـداةَ انْتَجَيْنـا عِنْدَ جارَتِها
أَنْـتَ الَّـذي كُنْتَ لَولا الشَّيْبُ وَالْكِبَرُ
فَقُلْـتُ لَيْـسَ بَيـاضُ الـرَّأْسِ مِـنْ كِبرٍ
لَـوْ تَعْلَميـنَ وَعِنْـدَ الْعـالِمِ الْخَبَرُ
لَـوْ كـانَ غَيْـرِي سُلَيْمى الْيَوْمَ غَيَّرَهُ
وَقْـعُ الْحَـوادِثِ إِلّا الصـّارِمُ الـذَّكَرُ
مـا يَمْنَـعُ اللَّيْـلُ مِنّي ما هَمَمْتُ بِهِ
وَلا أَحـارُ إِذا مـا اعْتـادَني السَّفَرُ
إِنّـي أُقاسـِي خُطُوبـاً مـا يَقُومُ لَها
إِلّا الْكِـرامُ عَلَـى أَمْثالِهـا الصـُّبُرُ
مِـنْ فَقْـدِ مَـوْلىً تَصـُورُ الْحَيَّ جَفْنَتُهُ
أَو رُزْءُ مــالٍ وَرُزْءُ الْمـالِ يُجْتَبَـرُ
وَالنِّيْـبُ إِنْ تَعْـرُ مِنّـي رَمَّـةً خَلَقـاً
بَعْــدَ الْمَمــاتِ فَــإِنّي كُنْـتُ أَثَّئِرُ
وَلا أَضـــِنُّ بِمَعْــرُوفِ الســَّنامِ إِذا
كـانَ القُتـارُ كَمـا يُسـْتَرْوَحُ الْقُطُرُ
وَلا أَقُــولُ إِذا مــا أَزْمَــةٌ أَزَمَـتْ
يـا وَيْـحَ نَفْسـِيَ مِمّـا أَحْـدَثَ الْقَدَرُ
وَلا أَضــــِلُّ بِأَصــــْحابٍ هَـــدَيْتُهُمُ
إِذا الْمُعَبَّـدُ فـي الظَّلْمـاءِ يَنْتَشـِرُ
وَأُرْبِــحُ التَّجْــرَ إِنْ عَـزَّتْ فِضـالُهُمُ
حَتّــى يَعُــودَ ســُلَيْمى حَـوْلَهُ نَفَـرُ
غَــرْبُ الْمَصــَبَّةِ مَحْمُــودٌ مَصــارِعُهُ
لاهِـي النَّهـارِ لِسـَيْرِ اللَّيْـلِ مُحْتَقِرُ
يُـرْوِي قَوَامِـحَ قَبْـلَ اللَّيْـلِ صـادِقَةً
أَشــْباهَ جِـنٍّ عَلَيْهـا الرَّيْـطُ وَالْأُزُرُ
إِنْ يُتلِفُـوا يُخْلِفُـوا فـي كُلِّ مَنْقَصَةٍ
ما أَتْلَفُوا لِابْتِغاءِ الْحَمْدِ أَو عَقَرُوا
نُعْطِـي حُقُوقـاً عَلَـى الْأَحْسـابِ ضامِنَةً
حَتّــى يُنَــوِّرَ فـي قُرْيـانِهِ الزَّهَـرُ
وَأَقْطَـعُ الْخَـرْقَ قَـدْ بـادَتْ مَعـالِمُهُ
فَمــا يُحَــسُّ بِــهِ عَيْــنٌ وَلا أَثَــرُ
بِجَســْرَةٍ تَنْجُــلُ الظُّــرّانَ ناجِيَــةً
إِذا تَوَقَّــدَ فـي الدَّيْمُومَـةِ الظُّـرَرُ
كَأَنَّهــا بَعْــدَما أَفْنَيْــتُ جِبْلَتَهـا
خَنْســاءُ مَسـْبُوعَةٌ قَـدْ فاتَهـا بَقَـرُ
تَنْجُــو نَجـاءَ ظَلِيـمِ الْجَـوِّ أَفْزَعَـهُ
رِيــحُ الشــَّمالِ وَشــَفّانٌ لَهـا دِرَرُ
بــاتَتْ إِلــى دَفِّ أَرْطــاةٍ تُحَفِّــرُهُ
فـي نَفْسـِها مِـنْ حَـبيبٍ فاقِـدٍ ذِكَـرُ
إِذا اطْمَــأَنَّتْ قَليلاً بَعْــدَما حَفَـرَتْ
لا تَطْمَئِنُّ إِلــى أَرْطاتِهــا الْحُفَــرُ
تَبْنــي بُيُوتـاً عَلَـى قَفْـرٍ يُهَـدِّمُها
جَعْــدُ الثَّـرَى مُصـْعَبٌ فـي دَفِّـهِ زَوَرُ
لَيْلَتَهــا كُلَّهــا حَتّــى إِذا حَسـَرَتْ
عَنْهـا النُّجُـومُ وَكـادَ الصُّبْحُ يَنْسَفِرُ
غَــدَتْ عَلَــى عَجَـلٍ وَالنَّفْـسُ خائِفَـةٌ
وَآيَــةٌ مِــنْ غُـدُوِّ الْخـائِفِ الْبُكَـرُ
لاقَــتْ أَخــا قَنَــصٍ يَسـْعَى بِـأَكْلُبِهِ
شــَثْنَ الْبَنــانِ لَـدَيْهِ أَكْلُـبٌ جُسـُرُ
وَلَّــتْ فَأَدْرَكَهــا أُولَــى سـَوابِقِها
فَــأَقْبَلَتْ مــا بِهــا رَوْعٌ وَلا بَهَـرُ
فَقـاتَلَتْ فـي ظِلالِ الـرَّوْعِ وَاعْتَكَـرَتْ
إِنَّ الْمُحــامِيَ بَعْـدَ الـرَّوْعِ يَعْتَكِـرُ
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.