
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تنبّـــأ المتنَبّــي فيكُــمُ عُصــُرا
ولـو رأى رأيكـم فـي شـعِره كفَـرا
مهْلاً فلا المتنبّـــي بـــالنبيّ ولا
أعُــدُّ أمثـالَهُ فـي شـعره السـُّوَرا
تِهْتُـــمْ علينــا بمــرآه وعلَّكُــمُ
لـم تُـدركوا منـه لا عَيناً ولا أثَرا
هـذا علـى أنّكُـم لـم تُنصـِفوه ولا
أورثتمـوه حميـدَ الـذكر إن ذُكِـرا
وَيْلُمِّــهِ شــاعراً أخمَلتْمُــوه ولـم
نَعلـمْ لـه عنـدنَا قـدْراً ولا خَطَـرا
فقــد حَمَلتُــمْ عليـهِ فـي قَصـائِدِهِ
مـا يُضـْحِكُ الثَّقَلَيـنِ الجِنَّ والبشَرا
صـَحَّفْتُمُ اللّفـظَ والمعنـى عليهِ معاً
فــي حالــةٍ وزعمْتُــمْ أنّـه حَصـَرا
إذ تُقســِمونَ بَــرأسِ العَيـرِ أنّكُـمُ
شــافَهْتُموهُ فهـل شـافَهتم الحَجَـرا
فمـا يقـولُ لنـا القرطـاسُ ويلكُـمُ
إنّــا نَــرَى عِظَـةً فيكُـم ومُعتَبَـرا
شــعراً أحَطتُــمْ بـهِ عِلمـاً كـأنّكُمُ
فاوضـْتُمُ العِيـرَ في فحواهُ والحُمُرا
فلــو يُصــِيخُ إليكـم سـمْعُ قـائِلِهِ
مـا بـاتَ يعمَـلُ في تحبيرِه الفِكَرا
أريتمــوني مثــالاً مــن روايتكـم
كــالأعجميِّ أتــى لا يُفصـِحُ الخَـبرا
أصــَمُّ أعْمــى ولكنْــي ســهِرْتُ لـهُ
حـتى رددتُ إليـهِ السـمعَ والبصـَرا
كــانتْ معـانيه ليلاً فامتعضـْتُ لَـهُ
حـتى إذا مـا بَهرنَ الشمسَ والقمرا
ضـــَجرتُمُ وأتانـــا مــن مَلامكُــمُ
ومـن معاريضـِكُم مـا يُشـبهُ الضَّجَرا
تَتْــرَى رســائلُكم فيــه ورُســْلُكُمُ
إذا أتَــتْ زُمَــراً أردفْتُــمُ زُمَـرا
فلـو رأى مـا دهـاني مـن كِتـابِكُمُ
ومـا دهـا شـِعْرَهُ منكـم لمـا شَعُرا
ولــو حَرصـْتُم علـى إحيـاء مُهْجَتِـهِ
كمــا حرَصـْتُم علـى ديـوانه نُشـِرا
هَبُــوا الكِتــابَ رددْنــاهُ برُمَّتِـهِ
فمــن يــرُدُّ لكُــم أذهـانَهُ أُخَـرا
لئن أعـدْتُ عليكـمُ منْـهُ مـا ظَهَـرا
فمـا أعَـدْتُ عليكُـمْ منْه ما استترا
أعَرْتُمــوني نفيســاً منـه فـي أدَمٍ
فمَن لكم أن تعاروا البحثَ والنظَرا
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).