
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وشــامِخِ العِرْنِيــنِ جــاثلِيقِ
مُـــرَوَّعٍ بمِثلِنَـــا مَطـــروقِ
بـاتَ بلَيْـلِ الكـالىءِ الفَرُوقِ
فــي أُخْرَيَـاتِ الأُطُـمِ السـَّحوق
نبّهْتُـــهُ فهَـــبَّ كـــالفَنِيقِ
يسـحَبُ ذيـلَ الأصـْيَدِ البِطريـق
إلــى دِنَـانٍ صـافِناتِ السـُّوقِ
فَاســـْتَلّهَا بمِبْـــزَلٍ رَقيــق
مثــلِ لسـَانِ الحَيّـةِ الـدَّقِيقِ
كــأنّهُ مــن صــِبغَةِ العَقيـق
مُضـــَمَّخُ الكَفَّيــنِ بــالخَلُوقِ
فـــزَفَّ لاهوتِيّـــةَ الشـــُّرُوق
لـم يُبْـقِ منها الدَّنُّ للرّاوُوقِ
إلاّ كِيانــاً ليــسَ بــالحقيق
مثـلَ يقيـنِ المُلحِـدِ الزِّنْدِيقِ
كَـــأنّهُ حُشاشـــَةُ المَشـــُوق
قـد رِيعَ بعدَ الهَجْرِ بالتّفْريقِ
وقـامَ مثـلَ الغُصـُنِ المَمْشـُوق
أشــْبَهُ شــيءٍ قَــدَحاً بريــقِ
يَسـْعى بجَيْـبٍ في الهوى مشقوق
يَحُثُّهَـــا بـــدَلّهِ المَومُــوقِ
أرَقَّ مـــن أديمــهِ الرّقيــق
وبـاتَ سـُلطَاناً عَلـى الرّحيـقِ
يُســلِّطُ المـاءَ علـى الحَريـق
ويَغْـرِسُ اللّؤلُـؤ فـي العَقيـقِ
كـــأنّ دُرَّ ثَغْـــرِهِ الأنِيـــقِ
أُلّــفَ مِــنْ حَبابِهَـا الفَريـقِ
أو زَلّ عـن فيـهِ إلـى الإبريق
مـا زلـتُ أُسـقَى غيـرَ مستفيقِ
حـتى رأيْـتُ النّجْـمَ كـالغَريق
والصـُّبْحُ فـي سـِرْبَالِهِ الفتيقِ
يرمـي الـدُّجى بلَحْـظِ سـَوذنيق
هـذا ومَـا يَسـبِقُ سـَهْمي فُوقي
فـي سـاعةِ الفَـوْتِ ولا اللُّحوق
مـا نَفْـعُ رأيٍ ليـسَ بـالوَثيقِ
أو خيـرُ عَقْـلٍ ليـس بالرّشـيق
ولســتُ أرضـى بـالأخِ المـذوقِ
ولا اللّسانِ العَذْبِ ذي التزويق
وقــــد أذِلُّ للأخِ الشــــّفِيقِ
كذِلّـــةِ العاشــِقِ للمعشــوق
لا تَجْزِيَــنَّ البِــرّ بــالعُقُوقِ
واغْــنَ عـنِ العَـدُوِّ بالصـّديقِ
وواصــلِ الصــَّبوحَ بــالغَبوقِ
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).