
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَظَــرْتُ كمــا جَلّـتْ عُقـابٌ علـى إرَمْ
وإنّـي لَفـرَدٌ مثـل مـا انفرَدَ الزَّلَمْ
بمَرْقَبَـــةٍ مثــلَ الســِّنانِ تَقَــدّمَتْ
خياشــِيمُهُ واسـتُرْدِفَ العامـلُ الأصـَمّ
فلا قُلّــــةٌ شـــَهْبَاءُ إلاّ رَبَأتُهَـــا
ولا عَلَـــمٌ إلاّ رقَـــأتُ ذُرَى العَلَــم
فقلـــتُ أدارُ المالِكِيّــةِ مــا أرى
بأسـفَلِ ذا الوادي أم الطَّلْحُ والسلَم
وأكـــذَبَني طَرْفـــي فخَفّضــْتُ كَلْكَلاً
وأطْرَقْــتُ إطـراقَ الشـجاع ولـم أرِم
فلمّـا أجَـنّ الشـمسَ رَيـبٌ مـن الدُّجى
ولـفَّ سـوامَ الحَـيّ سـَيْلٌ مـن العَتَـم
عرفْـتُ دِيـارَ الحَـيّ بالنّـارِ للقِـرَى
تُشــَبُّ وبــالأنجوجِ يُــذكَى ويَضــْطرَم
وأرعَيْتُهـا سـَمْعي وقـد راعَنـي لهـا
صـَهِيلُ المَـذاكي قبـلَ قَرقـرةِ النَّعَم
فلمّـا رأيـتُ الأفـقَ قـد سـارَ سـِيرَةً
مجوســِيّةً واسـحنْكَكَ اللـوح وادلهـمّ
ولــم يَبْـقَ إلاّ سـامِرُ الليـلِ هـادِرٌ
مـن البُـزلِ أو غِرّيـدُ سِرْبٍ من البَهَم
طرقْـتُ فتـاةَ الحـيّ إذ نـامَ أهلُهَـا
وقـد قـامَ ليـلُ العاشـقينَ على قَدَم
فقــالتْ أحَقّــاً كلمــا جئتَ طارقـاً
هتكـتَ حجـابَ المَجْـدِ عن ظبية الحرَم
فســكّنْتُ مــن إرْعادِهَـا وهْـيَ هَونَـةٌ
ضـَعيفةُ طَـيّ الخَصـرِ فـي لحظِهـا سَقَم
أضـــُمُّ عليْهَـــا أضــْلُعي وكأنّهَــا
مـن الـذُّعْرِ نَشـْوَى أو تطَرّقَهـا لَمَـم
أمِيــلُ بهـا مَيْـلَ النّزيفَـةِ مُسـْنِداً
إلى الصّدرِ منها ناعمَ الصّدر قد نجَم
ولــم أنْســَها تَثنــي يـدَي بمُطَـرَّفٍ
لطيــفٍ علـى المِسـْواك مُختضـِبٍ بـدَم
فبِــتُّ أُداري النفــسَ عمّـا يُريبُهَـا
ونـامَ القَطـا من طُولِ لَيلي ولم أنَم
ولـم أنـسَ منهـا نَظـرةً حيـنَ ودَّعَـتْ
وقـد مُلِئَتْ دَلـوُ الصـّباح إلى الوَذَم
أُنازِعُهــا بــاللَحْظِ ســِرّاً كأنّمَــا
تعلّـمَ منهـا اللحـظُ مـا نَسيَ القَلَم
وقـدْ أحْكَـمَ الغَيـرانُ فـي سـوءِ ظَنّهِ
فمـا شـَكّ فـي قَتلي وإن كان قد حَلُم
فبــاتَ بقلْــبٍ قــد تَــوَغّرَ خِلْبُــهُ
علــيّ وشــُبّتْ نــارُهُ لــيَ واحْتَـدَم
وأقبَـلَ يَسـْتافُ الثّـرَى مـن مَـدارِجي
ومَسـْحَبِ أذيـالي علـى الرُّغْلِ واليَنَم
فمـــا راعَـــهُ إلاّ مكــانُ تَوكّــؤي
علـى سـِيَةِ القـوسِ المُغَشـّاةِ بـالأدَم
ومَسـقطُ قِـدْح مـن قِـداحي على الثّرَى
ومُنْقَـدُّ ذَيْـلٍ مـن ذُيـولي علـى الأكَم
وقــد صــَدّقَتْ مـا ظـنَّ نَفحَـةَ عـازِبٍ
مـن الـرّوضِ دَلّتْهُ على الطارقِ المُلِمّ
يُطيــفُ بأطنــابِ القِبــابِ مُســَهَّداً
فيَنشـَقُ ريـحَ اللّيثِ والليثُ في الأجَم
لَـدَى بِنْـتِ قَيْـلٍ قـد أجـارَتْ عميدَها
فكَفّــتْ عميـدَ الحّـي عنْـهُ وإن رُغـم
وتَقْنــى حَيــاءً أن يُلِــمّ بخِــدْرِهَا
فتَنْفِيـه عنّـا هيبـةُ المجـدِ والكرَم
فبِتْنـــا نُنــاجي أُمّهــاتِ ضــمِيرِهِ
وقـد مَـلّ مـن رَجـمِ الظنونِ وقد سَئِم
هَتكــتُ ســُجوفَ الخِـدرِ وهـو بمَرصـَدٍ
فلمّــا تَعَارَفْنَــا هممــتُ بـه وهَـمّ
فبــادَرْتُ ســَيفي حيـنَ بـادَرَ سـيْفَهُ
فثــارَ إلـى مـاضٍ وثُـرتُ إلـى خَـذِم
ونَبّــهَ أقصــَى الحـيّ أنّـي وتَرتُهُـم
وقـد عـلّ صـَدُر السـيفِ من ماجِدٍ عَمَم
فمـا أسـْرَجُوا حـتى تَعَثّـرْتُ بالقَنَـا
ولا ألجَمـوا حـتى مَرَقْـتُ مـن الخِيَـم
ومِــن بَيـنِ بُـرْدَيَّ اللـذينِ تراهُمـا
رقيـقُ حواشـي النفس والطبْع والشّيَم
يَسـيرُ علـى نَهْـجِ ابـنِ عَمْرٍو فيَقْتَدي
بــأروَعَ مجْمــوعٍ علـى فَضـْلِهِ الأُمَـم
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).