
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شكا ما شكوتُ الرُّمحُ والنصلُ والسهمُ
ســـلاحُكَ مجموعـــاً يُــؤلفُهُ نظــمُ
أخــوكَ الـذي تحنُـو عليـكَ ضـُلُوعُهُ
ومــا عِنـدَهُ ممَّـا علمـتَ لـهُ علـمُ
سـوى أن أحسسـَّت مـا بنفسـكَ نفسـُهُ
ودُونَكُمـا البيـداءُ والأجبـلُ الشـُّمُّ
ألا هكــذا فيســعدِ الصــنوُ صـِنوَهُ
فــذا ســيِّدٌ نــدبٌ وذا سـيدٌ قَـرمُ
ولـم يشـكُ ذا حـتى شـكا ذاكَ قبلَهُ
وعــاودَ ذا ممَّــا تطــرَّقَ ذا سـُقمُ
ألا انظـر إلـى الأشياءِ كيفَ تنازَعَت
وكيـفَ يـدقُّ الفهـمُ عنهـنَّ والـوهمُ
ومـا افترقـا حتَّـى يُقـالَ تشـابَهَا
بـلِ امـتزَجَ التركيبُ والدَّمُ واللحمُ
ومــا هــو إلا شـقَّةٌ منـكَ إن شـكا
شـكوتَ علـى هـذا جرى القدرُ الحتمُ
ولا عجــبٌ مــن كــونِ ذا واتفـاقهِ
فروحاكمــا رُوحٌ وجســماكُمَا جِســمُ
إذا شــِدتَ مَجــداً شــادَهُ وأتَمَّــهُ
وَمِثلُــكَ بــانٍ لَيــسَ يَخلِفُـهُ هَـدمُ
ألا بِكُـمُ يَسـمُو إلـى العُلو من سما
وأنتُـم نظـامُ المُلكِ ما طَلَعَ النجمُ
بكــم يُتأســَّى فــي العُلا وإليكُـمُ
يُشـَارُ وعنكُـم يُؤخَـذُ العَزمُ والحَزمُ
فلا بَرَقَــت أيـدي الحـوادثِ بَينَكُـم
ولا جـازَ للـدُّنيا علـى حُكمِكُـم حَكمُ
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).