
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتُبْكِـــــرُ أَمْ رُحْـــــتَ فِـــــي الْأَرْكُـــــبِ
وَتَصــــــْرِمُ حَبْلَــــــكَ مِـــــنْ زَيْنَـــــبِ
وَتَنْســــَى الَّــــذِي قُلْــــتَ لَــــمْ أَنْســـَهُ
غَــــــدَاةَ تُحَيِّـــــكَ فِـــــي الْمَلْعَـــــبِ
غَـــــدَاةَ تُمَنِّيـــــكَ وَصـــــْلَ الْخَيَـــــالِ
وَحَيَّتْـــــــكَ بِالْأَهْـــــــلِ وَالْمَرْحَـــــــبِ
وَكَـــــانَتْ مُنَاهَـــــا عِــــزَارَ الســــَّحَابِ
إِذَا هِــــــيَ مَنَّتْـــــكَ لَـــــمْ تَكْـــــذِبِ
ســـــَبَتْنِيَ زَيْنَـــــبُ يَـــــوْمَ الرَّحِيـــــلِ
فَيَــــا لَــــكِ مِــــنْ عَجَــــبِ الْمَرْحَــــبِ
بِــــــوَجْهٍ أَغَــــــرَّ وَعَيْنَـــــيْ مَهَـــــاةٍ
وَأَبْيَــــــضَ عَـــــذْبٍ مِـــــنَ الْمَشـــــْرَبِ
وَجِيـــــدٍ تَهَالَـــــكَ فِيـــــهِ الســـــَّمُوطُ
كِجِيـــــدِ الْجِدَايَـــــةِ فِــــي الرَّبْــــرَبِ
وَكَشــــــْحٍ تَعَـــــرَّضَ فِيـــــهِ الْوِشـــــَاحُ
وَنَحْــــــــرٍ يُشــــــــَبَّهُ بِالْمُـــــــذْهَبِ
مِـــــنَ الْبِيـــــضِ عَجْـــــزَاءُ مَمْكُـــــورَةٌ
لَهَــــــا بَشــــــَرٌ رَقَّ لَـــــمْ يَشـــــْحُبِ
إِلَيْهَـــــا تَنَــــاهَى مُنَــــى الْوَاصِفِيـــــ
ـــــنَ فِـــي الْحُســـْنِ وَالْأُنْـــسِ وَالْمَنْصـــِبِ
وَكُنْـــــتُ إِذَا خِفْــــتُ مِنْهَــــا الْفُــــرَاقَ
تَقَلَّبْـــــــتُ بِاللَّيْـــــــلِ كَالْمُشــــــْعَبِ
أُرَاعِـــــي نُجُومـــــاً بِطَــــاءَ الســــُّرَيَا
ثِقَـــــــالَ التَّـــــــوَالِي كَـــــــاللُّغَّبِ
فَيَـــــا لِلرِّجَـــــالِ لِحِلْـــــمِ الشــــَّبَابِ
وَمَـــــا الْجَهْـــــلُ يَجْمُـــــلُ بِالْأَشــــْيَبِ
ضــــــــَرَبْتُ بِشــــــــِعْرِيَ أَمْثَــــــــالَهُ
فَيَــــــا لَـــــكَ لِلْمَثَـــــلِ الْمُعْجِـــــبِ
فَلَمَّــــا أَتَـــى الشـــِّعْرُ غَيْـــرَ الســـَّدَادِ
رَعَيْــــــتُ حِمَــــــاهُ فَلَـــــمْ يُحْجَـــــبِ
تَخَيَّــــــرْتُ مِنْــــــهُ عَلَــــــى قُـــــدْرَةٍ
قَصــــــــَائِدَ يَغْرُبْـــــــنَ لِلْمُغْـــــــرِبِ
حِســـــَانَ الشـــــِّيَاتِ جِســــَامَ الْفَخَــــارِ
عَـــــوَارِقَ فِـــــي الشـــــَّتْمِ لِلْمُــــذْنِبِ
فَــــــــــرُبَّ امْـــــــــرِئٍ كَاشـــــــــِحِ
لَنَـــــــا حَاســـــــِدٌ دَائِمِ النَّيْــــــزَبِ
أَبِـــــــيٍّ حَلُــــــوفٍ عَلَــــــى ظِنَّــــــةٍ
إِذَا خُـــــوِّفَ اللـــــهَ لَـــــمْ يَرْهَـــــبِ
كَلِيْـــــلِ اللِّســـــَانِ عَلَــــى الْأَبْعَــــدِينِ
مُجِــــــدٍّ عَلَـــــى الَأَقْـــــرَبِ الْأَقْـــــرَبِ
إِذَا أَخْطَــــــــأَتْ يَــــــــدُهُ رِجْلَـــــــهُ
تَحَنَّــــــى عَلَيْــــــهِ وَلَـــــمْ يُـــــذْنِبِ
وَإِنْ تَـــــرَهُ فِـــــي جِســـــَامِ الْأُمُـــــورِ
تَمَنَّيْــــتَ لَــــوْ كَــــانَ فِــــي الْغُيَّـــبِ
تَجَــــــافَيْتُ عَـــــنْ لَعْنِـــــهِ عَامِـــــداً
تَجَـــــــافِي ذِي الْعُـــــــرَّةِ الْأَنْكَــــــبِ
وَكَــــــانَ لَــــــهُ لَيِّنــــــاً جَـــــانِبِي
لِأَغْلِـــــــبَ بِــــــالْخَيْرِ ذَا الْمِخْلَــــــبِ
رَضــــــَخْتُ لَــــــهُ بِســـــِجَالِ النَّـــــدَى
وَأَحْمِــــــي حِمَـــــاهُ فَلَـــــمْ يُقْـــــرَبِ
وَلَــــــــوْلَا مَكَــــــــانِي لَأَلْفَيْتَــــــــهُ
إِذَا ســــُبَّ فِــــي الْقَــــوْمِ لَـــمْ يَغْضـــَبِ
فَلَمَّـــــا كَفَيْنَـــــاهُ رَيْـــــبَ الْمُنُــــونِ
وَوُســــــِّطَ فِـــــي الْأَكْثَـــــرِ الْأَطْيَـــــبِ
رَمَــــــــانِي وَأَلْفَيْتُـــــــهُ جَاهِـــــــداً
عَلَــــــيَّ مِـــــنَ الرَّاكِـــــبِ الْمُرْعَـــــبِ
ســــــــَوَاءٌ عَلَيْنَـــــــا فَلَا تَرْمِنَـــــــا
أَأَذْنَبْـــــتَ أَمْ أَنْـــــتَ لَـــــمْ تُــــذْنِبِ
وَكَيْـــــفَ يُـــــوَازَنُ مَـــــنْ بِالْحَضِيــــــ
ــــــضِ ذَا بَـــــاذِخٍ فَـــــاخِرٍ مُصـــــْعَبِ
كَثِيــــرُ الْحَصــــَا عِنْــــدَ عَـــدِّ الْحَصـــَى
يُقَـــــــــــايَسُ أَعْلَاهُ بِـــــــــــالْكَوْكَبِ
إِذَا رُمْتَــــــهُ بِــــــالْبَزَارِي الْعُلْيَـــــا
تَرَفَّــــــعَ عَــــــنْ ذِكْــــــرِهِ صــــــُلَّبِ
وَشــــــــَبَّهْتُ يَوْمَــــــــكَ مُسْتَعْرِضـــــــاً
كَخَلْــــــــقٍ صــــــــَحِيحَكَ بِـــــــالْأَجْرَبِ
وَلَومُــــــــكَ إِيَّــــــــاهُمُ ظَالِمــــــــاً
كَــــــأَنَّ الْجَـــــرَائِمَ لَـــــمْ تُعْتَـــــبِ
فَقَـــــارِبْ مَـــــا اســـــْتَطَعْتَ الصــــَّدِيقَ
مُقَارَبَـــــــةَ الصـــــــَّدْعِ لِلْمُشـــــــْعِبِ
وَلَا تَبْتَــــــغِ الْـــــوُدَّ مِـــــنْ مَعْقَـــــلٍ
وَإِنْ هُــــــــوَ وَلَّـــــــى فَلَا تَطْلُـــــــبِ
.........................................
قَلِيــــــــلُ التَّفَقُّــــــــدِ لِلْغُيَّـــــــبِ
إِذَا أَنْـــــتَ آخَيْـــــتَ فَـــــارْعَ الْإِخَــــا
ءَ وَاصـــــــْدُقْ أَخَـــــــاكَ وَلَا تَكْــــــذْبِ
وَقُــــلْ إِنَّ مَــــا بِعْـــتُ عِنْـــدَ الْحِفَـــاظِ
مِــــنَ الْمَــــالِ بِالْجُهْـــدِ لَـــمْ يَـــذْهَبِ
إِذَا الْحَـــــــرْبُ شــــــُبَّتْ بِشــــــُهْبَانِهَا
فَلِجْهَــــــا بِــــــذِي مُــــــرَّةٍ غُـــــرَّبِ
مِــــــــنَ اللَّابِســــــــِينَ مَآزِيرَهَـــــــا
غَشــــــــُومٌ لِأَبْنَائِهَــــــــا مُتْعِــــــــبِ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م