
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَــنْ طَلَـلٌ بِجَـانِبِ وَهْـطِ وَحْـشِ
إِلَــى الْأَجْنَـابِ ذَاكَ فَـذَاتُ عُـشِّ
عَهِـدْتُ بِـهِ الْجِمِيـعَ فَظَـلَّ دَمْعِي
عَلَـى السـِّرْبَالِ كَالسَّيْلِ الُمُرِشِّ
وَقَـدْ عَلِمَـتْ سـُلَيْمَى الْيَوْمَ أَنِّي
لِسـِّرِي فِـي الْمَجَـالِسِ غَيْـرُ مُفْشِ
وَقَــالَ الْعَــاذِلَاتُ تَعَـزَّ عَنْهَـا
وَتِلْــكَ نَصـِيحَةٌ عَـنْ ظَهْـرِ غِـشِّ
قَــدِيماً كَـانَ ذَلِـكَ غَيْـرَ نُصـْحٍ
بِوَشـْي الـزُّورِ مِـنْ كَـذِبٍ بِـأَمْشِ
تَـرَاءَتْ لِـي فَقُلْـتُ وَمِيـضَ بَـرْقٍ
تَـأَلَّقَ فِـي صـَبِيرٍ حِيـنَ يُنْشـِي
تَـرَى الْأَبْصـَارَ إِنْ نَظَـرَتْ إِلَيْهَا
تَظَــلُّ لِحُسـْنِهَا الْأَبْصـَارُ تُعْشـِي
كَمِثْــلِ مُدِلَّــةٍ مِــنْ جَـوِّ رَمْـلٍ
قَـدِ ابْـدَاهَا تَظَـاهُرُ كُـلِّ طَـشِّ
رَأَتْ رَأْسـِي كَلَـوْنِ الْمِلْـحِ أَمْسَى
يُرَاوِحُــهُ التَّـرَادُفُ بَعْـدَ نَقْـشِ
وَذَلِــكَ أَنْ رُزِيــتُ كُهُـولَ مَجْـدٍ
وَأَنِّــي فِــي دِيَــارِهِمُ أُمَشــِّي
هُـمُ الْمَاضُونَ فِي الرَّهَجِ الْمُعَلَّى
إِذَا حَــفَّ الْكَــائِبُ حَـوْلَ كَبْـشِ
وَذِي حَســَبٍ يَــذُبُّ الضـَّيْمَ عَنِّـي
يُشــَابِهُ فِـي صـِبَاهُ فُرَيْـخَ عُـشِّ
أُوَشـِّي الشـِّعْرَ مِـنْ قَـوْلِي بِوَشْيِ
وَهَــلْ وَشـَّاهُ مِثْلِـي مِـنْ مُوَشـِّي
وَهَــلْ ســَدَّاهُ مِثْلِـي مِـنْ مُسـَدٍّ
وَهَــلْ بِـالرَّقْشِ رَقَّشـَهُ كَرَقْشـِي
غَرِيبـاً حِيـنَ يَسـْمَعُهُ الْمُنَـادِي
أُحَـــذْلِمُهُ وَأَنْقُشـــُهُ بِنَقْشــِي
سـَتَعْلَمُ إِنْ هَلَكْـتُ وَكُنْـتَ بَعْـدِي
إِذَا مَا الْحَامِلُونَ مَضُوا بِنَعْشِي
إِذَا غُيِّبْــتُ فِــي كَفَــنٍ وَلَحْـدٍ
وَغَشــَّانِي الْمُكَفِّــنُ مَـا يُغَشـِّي
بِــأَنِّي أَزْبُـنُ الْحَسـَنَاتِ مِنْكُـمْ
وَلَا أَغْشـــَى مَجَالِســَكُمْ بِفُحْــشِ
فَقُــلْ لِلنَّائِحَــاتِ عَلَـيَّ يَوْمـاً
يَعِــدْنَ وُجُــوهَهُنَّ بِــأَيِّ خَمْــشِ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م