
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَصــَهْبَاءَ فِـي الـرَّأْسِ سـَوَّارَةٍ
كلَـوْنِ دَمِ الْجَـوْفِ فِـي يَوْمِ طَشّ
كَــأَنَّ رُضـَاباً مِـنَ الزِّنْجَبِيــ
ــلِ وَالْمِسْكِ فِيهَا إِذَا لَمْ تَنَشّ
لَهَـا يَحْلِفُ الْحَبْرُ حَبْرُ الْيَهُودِ
وَقِـسُّ النَّصـَارَى بِـأَنْ لَمْ تُغَشّ
لَهَـــا عُنْفُــوَانٌ إِذَا صــُفِّقَتْ
تَـرَاهُ عَلَيْهَـا كَجِلْـدِ الْحَنَـشْ
تَـــدِبُّ خِلَالَ شــُؤُونِ الــرُّؤُوسِ
دَبِيـبَ دَبَـى الرَّمْلَةِ الْمنْهَمِشْ
وَمِــنْ خَمْــرِ بَوْســَانَ حَوْلِيـةٌ
نَعُــلُّ بِهَــا قَهْـوةً لَـمْ تُغَـشّ
عَلَيْهَــا الْأَكَالِيـلُ قَـدْ فُصـِّلَتْ
بِسِيســَنْبَرٍ خَــالَطَ الْمُرْزَجُــشْ
إِذَا الشــَّرْبُ دَارَتْ بِأَيْمَـانِهِمْ
تَمَشــَّتْ وَحُــقَّ لَهُــمْ أَنْ تَمَـشْ
سـَخَتْ أَنْفُـسُ الْقَـوْمِ مِنْ مَالِهِمْ
وَأَبْــدَوْا لِأَعْــدَائِهِمْ كُـلَّ غِـشّ
إِذَا مُثْمَـلُ الْقَـوْمِ رَامَ الْقِيَا
مَ جَــالَتْ دَوَارِجُــهُ فَـارْتَعَشْ
وَســـَائِرُهُمْ نَـــائِمٌ مُمْثِـــلٌ
صـَرِيعُ الْمُدَامَـةِ فَـوْقَ الْفُرُشْ
فَلَمَّـــا رَأَيْتُهُـــمُ صـــُرِّعُوا
وَأَمْسـَى الشـَّرَابُ بِهِـمْ قَدْ بَطَشْ
نَحَــرْتُ لَهُــمْ مَوْهِنـاً نَـاقَتِي
وَلَيْلُهُــــمُ مُـــدْلَهِمٌّ غَطِـــشْ
فَفَــارَتْ بِمَلْحَائِهَــا قِــدْرُهُمْ
وَلَهْــوَجَ مِـنْ كِبْـدِهَا وَالْكَـرِشْ
وَبَاطِيَــةُ الْقَــوْمِ إِذْ صـُرِّعُوا
تُصــَفَّقُ مِــنْ قَهْـوَةٍ لَـمْ تُحَـشّ
كُمَيْــتٍ تَغَــالَى بِهَـا تَجْرُهَـا
كَعَيْــنِ الْحَمَامَـة لَـمْ تُنْتَقَـشْ
فَضــَمَّنَهَا بَعْــدَ حَــوْلٍ مَضــَى
زِقَاقــاً كَمِثْـلِ عُـرَاةِ الْحَبَـشْ
إِذَا فُتِحَـــتْ خَطَــرَتْ رِيحُهَــا
وَإِنْ ســِيلَ خَمَّارُهَـا قَـالَ خُـشْ
وَزَمَّـــارَةٍ صـــَنْجُهَا مُعْمِـــلٌ
فَطَــوْراً ضــَئِيلاً وَطَـوْراً أَجَـشّ
شـــَهِدْتُ وَبَيْضـــَاءَ مَمْكُــورَةٍ
إِذَا افْتُرِشـَتْ وَعْثَـةِ الْمُفْتَرَشْ
مُبْتَّلــةِ الْخَلْــقِ لَـمْ يَغْـذُهَا
رُعَــاةُ النَّعَــاجِ وَلَـمْ تَحْـرَشْ
وَلَكِـنْ نَمَـتْ فِـي خِيَارِ النَّعِيمِ
لَــدَى وَالِــدٍ مُكْــرِمٍ مُرْتَيِـشْ
مُطَهَّمَــةٍ مَــا يُــرَى مِثْلُهَــا
مِـنَ الْجِـنِّ خَلْـقٌ وَلَا فِي الطَّمَشْ
فَبَيْــنَ الشــِّبَاكِ مَحَــلٌّ لَهَـا
وَبَيْــنَ الْأَبُلَّــةِ ذَاتِ الْعُــرُشْ
وَحَــــيٍّ صــــَبَحْتُهُمُ غُـــدْوَةً
بِجُــرْدٍ شــَوَازِبَ عِنْـدَ الْغَبَـشْ
فَفَرَّقْتُهُـــمْ ثُـــمَّ جَمَّعْتُهُـــمْ
وَلَــمْ تَـكُ إِذْ لَحِقَـتْ تَهْتَـرِشْ
عَلَــى هَيْكَــلٍ مُدْمَــجٍ خَلْقُــهُ
سـَرِيعِ اللَّحَـاقِ إِذَا مَا انْكَمَشْ
أَمِيـنِ الْفُصـُوصِ سـَرِيعِ الْخُلُوصِ
صـَحِيحِ النُّسـُورِ قَلِيـلِ الْمَشـَشْ
إِذَا رَاحَ يَهْــوِي هُـوِيَّ الْعُقَـا
بِ وَالْبَـازِ قَـضَّ إِلَـى مَـا خَرَشْ
طَوِيــــلِ الْجِلَالِ وَمِضــــْمَارُهُ
فَطَــوْراً يُكَــرُّ وَطَـوْراً يُعَـشْ
عَلَـــوْتُ عَلَــى رَأْسِ جَبَّــارِهِمْ
بِــأَبْيَضَ ذِي شــُطَبٍ لَــمْ يَطِـشْ
يَقُـــدُّ الــدُّرُوعَ إِذَا عَضــَّهَا
كَقَــدِّ الصـَّنَاعِ سـِمَانَ الْقَمَـشْ
فَلَمَّـــا عَلَــوْتُ بِــهِ رَأْســَهُ
كَبَــا لِلْيَــدَيْنِ فَلَـمْ يَنْتَعِـشْ
بِضــَرْبَةِ لَيْــثٍ كَمِـيِّ الْفُـؤَادِ
فَلَا بِـــالْهُيُوبِ وَلَا بِالـــدَّهِشْ
فَهَــذَا وَأَغْــرِفُ مِــنْ زَاخِــرٍ
غَزِيـرٍ بِـهِ الصـَّدْرُ مِنِّـي يَجِـشْ
فَأُمْســِي عَلَــى حَـوْكِهِ قَـادِراً
إِذَا الشَّاعِرُ الْبَحْرُ مِنْهُمْ عَطِشْ
أَرِيـشُ وَأَبْـرِي صـُدُورَ الْقَوَافِي
وَلَســْتُ كَبَـارٍ لَهُـمْ لَـمْ يَـرِشْ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م