
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَشــِيتُ مَنَـازِلاً مِـنْ آلِ لَيْلَـى
قِفَــاراً بَــدِّلَتْ بَعْـدِي عِصـِيَّا
تُبِيــنُ رَمَادَهَــا وَمَخَـطَّ نُـؤْيٍ
وَأَشــْعَثَ مَــا تُلَاقِيهَـا سـَوِيَّا
فَكَـادَتْ مِـنْ مَعَارِفِهَـا دُمُـوعِي
تُهِـمُّ الشـَّأْنَ ثُـمَّ ذَكَـرْتُ حَيَّـا
وَكَـانَ الْجَهْـلُ لَـوْ أَبْكَاكَ رَسْمٌ
وَلَســْتُ أُحِـبُّ أَنْ أُدْعَـى شـَقِيَّا
وَنَــدْمَانٍ كَرِيــمِ الْجَـدِّ سـَمْحٍ
صــَبَحْتُ بِســَحْرَةٍ رَاحـاً سـَبِيَّا
يُحَــاذِرُ أَنْ تُبَــاكِرَ عَــاذِلَاتٍ
فَيُثْنَــى أَنَّــهُ أَضــْحَى غَوِيَّـا
وَقَـالَ لَنَـا أَلَا هَـلْ مِـنْ شِوَاءٍ
بِتَعْرِيــضٍ وَلَــمْ يَكْتُمْـهُ عَيَّـا
فَأَرْســَلْتُ الْغُلَامَ وَلَــمْ أُلْبِّـثْ
إِلَـى عَظِـمِ الْبَـوَائِكِ تَـدْمُرِيَّا
فَبَاتَــا لِلْقِيَـامِ بِغَيْـرِ سـُوقٍ
وَأَتْبَعَهَــا جُــرَازاً مَشــْرَفِيَّا
فَظَــلَّ بِنِعْمَــةٍ تَســْعَى عَلَيْـهِ
وَرَاحَ بِهَــا كَرِيمــاً إِجْفِلِيَّـا
وَكُنْـتُ إِذَا الْهُمُـومُ تَحَضـَّرَتْنِي
قَرَنْــتُ الْهَـمَّ أَعْـوَجَ دَوْسـَرِيَّا
بُــوَيْزِلَ عَــامِهِ مِـنْ ذِي ذِفِـرِّ
عَلَى التَّأْوِيبِ لَا تَشْكُو الْوَنِيَّا
يَشــُجُّ عَلَـى الْفَلَاةِ فَيَعْتَلِيهَـا
وَأَذْرُعُ مَـا صـَدَعْتُ بِـهِ الْمَطِيَّا
كَــأَنِّي حِيــنَ أَزْجُـرُهُ وَكُـورِي
زَجَــرْتُ بِــهِ مُــدِلّاً أَخْــدَرِيَّا
رَبَــاعَيْ عَانَـةٍ قَـدْ ذَبَّ عَنْهَـا
يَكُــونُ مَصــَامُهُ مِنْهَـا قَصـِيَّا
أَطَـالَ الشـَّدَّ وَالتَّقْرِيـبَ حَتَّـى
كَــأَنَّ بِــهِ مُمَــرّاً أَنْــدِرِيَّا
بِهَـا فِـي رَوْضـَةٍ شـَهْرَي رَبِيـعٍ
فَسـَافَ لَهَـا أَدِيمـاً أَدْلَصـِيَّا
وَقَـالَ لَنَـا أَرَى شـَبَحاً قَرِيباً
وَيُـوفِي فَوْقَهَـا الْعَلَمَ الْعَلِيَّا
إِذَا لَاقَـــى بِظَــاهِرِهِ خَفِيّــاً
أَطَــلَّ عَلَيْهِمَــا يَوْمـاً قَسـِيَّا
فَلَمَّــا قَلَّصـَتْ عَنْـهُ الْبَقَايَـا
وَأَعَـوْزَ مِـنْ مَرَاتِعِـهِ اللُّويَّـا
أَرَنَّ فَصــــَكَّهَا صــــَخِبٌ دَؤُولٌ
يُلَعِّـبُ عَـنْ مَنَاكِبِهَـا الصـُّبِيَّا
فَأَوْرَدَهَــا عَلَــى طِلْــوٍ خَفِـيِّ
يُهِــلُّ إِذَا رَأَى لَحْمــاً طَرِيَّـا
لَــهُ شــَرْيَانَةٌ شــَغَلَتْ يَـدَيْهِ
وَكَــانَ عَلَــى تَقَلُّـدِهَا قَوِيَّـا
وَزُرْقٌ قَـــدْ تَنَخَّلَهُــنَّ قَضــْباً
يَشـُدُّ عَلَـى مَنَابِضـِهَا النَّضـِيَّا
ثَلَاثـاً قَـدْ بَـرَاهُ لِمَـا تَنَاهَى
فَبَــوَّأَ مَقْعَــداً مِنْهَـا خَفِيَّـا
فَلَمَّـا لَـمْ يَرَيْـنَ كَبِيـرَ ذُعْـرٍ
وَرَدْنَ نَـــوَاهِلاً وِرْداً كَمِيَّـــا
فَأَرْســَلَ وَالْمَقَاتِــلُ مُقْفِـرَاتٌ
لِمَــا لَاقَــى ذُعَافـاً يَثْرَبِيَّـا
فَجَـزَّ السـَّهْمُ عَـنْ قَـوْدَاءِ شَخْصٍ
وَطَـارَ الْقَـدْحُ أَشـْتَاتاً شـَظِيَّا
فَعَـضَّ الْغَـاوِ بِالْإِبْهَـامِ غَيْظـاً
فَلَاقَــى يَــوْمَهُ أَســَفاً وَغَيَّـا
وَرَاحَ بِحَــرِّهِ لَهِفــاً مُصــَاباً
يُنَبِّــي عِرْســَهُ بَيْنــاً جَلِيَّـا
فَلَـوْ لَطَمَـتْ بِذَاتِ الْخَمْسِ كَانَا
بِحَــمٍّ عِنْــدَهَا حَيَّيْــنِ ســِيَّا
وَكَـانُوا مُـوْقِنِينَ إِذَا أَتَـاهُمْ
بِلَحْــمِ إِنْ صــَبَاحاً أَوْ مَسـِيَّا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م