
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهَاجَـكَ مِـنْ سُعْدَى الغَدَاةَ طُلُولُ
بِـذِي الطَّلْـحِ عَـامِيٌّ بِهَا وَمُحِيلُ
وَمَـا هَـاجَهُ مِـنْ مَنْزِلٍ لَعِبَتْ بِهِ
لِعَوْجَــاءَ مِرْقَـالِ العَشِيِّ ذُيُـولُ
بِمَـا قَـدْ تَرَى سُعْدَى بِهِ وَكَأَنَّهَا
طَلــىً رَائِحٌ لِلسَّــارِحَاتِ خَـذُولُ
رَأَيْـتُ وَعَيْنِـي قَرَّبَتْنِي لِمَا أَرَى
إِلَيْهَــا وَبَعْـضُ العَاشِقِينَ قَتُولُ
عُيُوناً جَلَاهَا الكُحْلُ أَمَّا ضَمِيرُهَا
فَعَــفٌّ وَأَمَّــا طَرْفَهَــا فَجَهُـولُ
وَرَكْــبٍ كَـأَطْرَافِ الأَسِنَّةِ عَرَّسُـوا
قَلَائِصَ فِـــي أَصْـــلَابِهِنَّ نُحُــولُ
إِلَيْـكَ أَبَـا بَكْـرٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
بِرَحْلِـيَ مِـرْدَاةُ الـرَّوَاحِ ذَمِيـلُ
كَثِيرُ عَطَاءِ الفَاعِلِينَ مَعَ الغِنَى
بِجُــودِهِمُ إِنْ كَــاثَرُوكَ قَلِيــلُ
وَإِنِّــي لَأَثْرِي أَنْ أَرَاكُـمْ بِغِبْطَةٍ
وَإِنِّـي أَبَـا بَكْـرٍ بِكُـمْ لَجَمِيـلُ
وَإِنْ أَكُ قَصْراً فِي الرَّجَالِ فَإِنَّنِي
إِذَا حَــلَّ أَمْـرٌ سَـاحَتِي لَطَوِيـلُ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ