
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَـــرِّجْ بِـــأَطْرَافِ الــدِّيَارِ وَسَلِّمِ
وَإِنْ هِــيَ لَـمْ تَسْـمَعْ وَلَـمْ تَتَكَلَّـمِ
فَقَـــدْ قَــدُمَتْ آيَاتُهَــا وَتَنَكَّـرَتْ
لِمَـا مَـرَّ مِـنْ رِيـحٍ وَأَوْطَـفَ مُرْهِـمِ
تَـأَمَّلْتُ مِـنْ آيَاتِهَـا بَعْـدَ أَهْلِهَـا
بِــأَطْرَافِ أَعْظَــامٍ فَأَذْنَـابِ أَزْنُـمِ
مَحَــــانِيَ آنَـــاءٍ كَــأَنَّ دُرُوسَهَا
دُرُوسُ الجَــوَابِي بَعْـدَ حَـوْلٍ مُجَـرَّمِ
يَقُــولُ خَلِيلِـي سِرْ بِنَـا أَيَّ مَوْقِـفٍ
وَقَفْــتَ وَجَهْــلٍ بِـالحَلِيمِ المُعَمَّـمِ
تَلُــومُ وَلَـمْ تَعْلَـمْ بِأَسْـرَارِ خُلَّـةٍ
فَتَعْـــذُرَ إلَّا عَــنْ حَــدِيثٍ مُرَجَّــمِ
فَـإِنْ كُنْتُ لَمْ أَجْهَلْ فَقَدْ لُمْتَ ظَالِماً
وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَزْرَى بِيَ الجَهْلُ فَاحْلَمِ
وَفِـي الحِلْـمِ وَالإِسْـلَامِ لِلمَرْءِ وَازِعٌ
وَفِـي تَـرْكِ طَاعَـاتِ الفُؤَادِ المُتَيَّمِ
بَصَــائِرُ رُشْــدٍ لِلفَــتَى مُسْـتَبِينَةٌ
وَأَخْلَاقُ صـِدْقٍ عِلْمُهَـــا بِـــالتَعَلُّمِ
وَلَيْـتَ فَلَـمْ تَشْـتِمْ عَلِيّـاً وَلَمْ تُخِفْ
بَرِيّــاً وَلَـمْ تَقْبَـلْ إِشَـارَةَ مُجْـرِمِ
وَأَظْهَـرْتَ نُـورَ الحَـقِّ فَاشْـتَدَّ نُورُهُ
عَلَـى كُـلِّ لَبْـسٍ بَـارِقِ الحَـقِّ مُظْلِمِ
وَعَـاقَبْتَ فِيمَـا قَـدْ تَقَـدَّمْتَ قَبْلَـهُ
وَأَعْرَضْـتَ عَمَّـا كَـانَ قَبْـلَ التَقَـدُّمِ
وَصـَدَّقْتَ بِالفِعْـلِ المَقَـالَ مَعَ الّذِي
أَتَيْـــتَ فَأَمْسَـى رَاضِياً كُـلُّ مُسْـلِمِ
تَكَلَّمْــتَ بِــالحَقِّ المُـبِينِ وَإِنَّمَـا
تَبَيَّــنُ آيَــاتُ الهُــدَى بِـالتَّكَلُّمِ
أَلَا إِنَّمَـا يَكْفِـي الفَـتَى بَعْدَ زَيْغِهِ
مِـنَ الأَوَدِ البَـادِي ثِقَـافُ المُقَـوِّمِ
وَقَــدْ لَبِسَتْ لُبْـسَ الهَلُـوكِ ثِيَابَهَا
تَــرَاءَى لَـكَ الـدُّنْيَا بِكَـفٍّ وَمِعْصَمِ
وَتُـــومِضُ أَحْيَانــاً بِعَيْــنٍ مَرِيضَةٍ
وَتَبْسـِمُ عَـنْ مِثْـلِ الجُمَـانِ المُنَظَّمِ
فَأَعْرَضْــتَ عَنْهَــا مُشْـمَئِزّاً كَأَنَّمَـا
سـَقَتْكَ مَــدُوفاً مِــنْ سِمَامٍ وَعَلْقَـمِ
وَقَـدْ كُنْـتَ مِـنْ أَجْبَالِهَـا فِي مُمَنَّعٍ
وَمِـنْ بَحْرِهَـا فِي مُزْبِدِ المَوْجِ مُفْعَمِ
وَمَـا زِلْـتَ تَوَّاقـاً إِلَـى كُـلِّ غَايَةٍ
بَلَغْـتَ بِهَـا أَعْلَـى البِنَاءِ المُقَدَّمِ
فَلَمَّـا أَتَـاكَ المُلْكُ عَفْواً وَلَمْ يَكُنْ
لِطَــالِبِ دُنْيَــا بَعْـدَهُ مِـنْ تَكَلُّـمِ
تَرَكْـتَ الّـذِي يَفْنَى وَإِنْ كَانَ مُونِقاً
وَآثَـــرْتَ مَــا يَبْقَـى بِـرَأْيٍ مُصَمِّمِ
وَأَضْـــرَرْتَ بِالفَـانِي وَشَمَّرْتَ لِلّـذِي
أَمَامَــكَ فِـي يَـوْمٍ مِـنَ الشَّرِّ مُظْلِمِ
وَمَـا لَـكَ إِذْ كُنْـتَ الخَلِيفَـةَ مَانِعٌ
سـِوَى اللـهِ مِـنْ مَـالٍ رَغِيبٍ وَلَا دَمِ
سـَمَا لَـكَ هَـمٌّ فِـي الفُـؤَادِ مُـؤَرِّقٌ
بَلَغْــتَ بِـهِ أَعْلَـى المَعَـالِي بِسُلَّمِ
فَمَـا بَيْـنَ شَرْقِ الأَرْضِ وَالغَرْبِ كُلِّهَا
مُنَــادٍ يُنَـادِي مِـنْ فَصِـيحٍ وَأَعْجَـمِ
يَقُــولُ أَمِيـرَ المُـؤْمِنِينَ ظَلَمْتَنِـي
بِأَخْـــذٍ لِــدِينَارٍ وَلَا أَخْـذِ دِرْهَـمِ
وَلَا بَسْــطِ كَــفٍّ لِامْـرِئٍ غَيْـرِ مُجْـرِمٍ
وَلَا السـَّفْكِ مِنْـهُ ظَالِمـاً مِلْءَ مِحْجَمِ
وَلَــوْ يَسْـتَطِيعُ المُسْـلِمُونَ لَقَسَّمُوا
لَــكَ الشَّطْرَ مِـنْ أَعْمَارِهِمْ غَيْرَ نُدَّمِ
فَعِشْـــتَ بِــهِ مَـا حَـجَّ لِلّهِ رَاكِـبٌ
مُغِــذٌّ مُطِيــفٌ بِالمَقَــامِ وَزَمْــزَمِ
فَأَرْبِـــحْ بِهَـا مِـنْ صَفْقَةٍ لِمُبَـايِعٍ
وَأَعْظِـمْ بِهَـا أَعْظِـمْ بِهَـا ثُمَّ أَعْظِمِ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ