
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَـــا رَابِــغٌ مِـنْ أَهْلِـهِ فَـالظَّوَاهِرُ
فَأَكْنَـافُ هَرْشَــى قَــدْ عَفَـتْ فَالأَصَـافِرُ
مَغَــانٍ يُهَيِّجْــنَ الحَلِيـمَ إِلَـى الصِّبَا
وَهُـــنَّ قَـــدِيمَاتُ العُهُــودِ دَوَاثِــرُ
لِلَيْلَـــى وَجَـــارَاتٍ لِلَيْلَــى كَأَنَّهَـا
نِعَــاجُ المَلَا تُحْـــدَى بِهــنَّ الأَبَـاعِرُ
بِمَــا قَــدْ أَرَى تِلْـكَ الدِّيَارَ وَأَهْلَهَا
وَهُــــنَّ جَمِيعَـــاتُ الأَنِيــسِ عَــوَامِرُ
أَجَــدَّكَ أَنْ دَارُ الرَّبَـــابِ تَبَاعَـــدَتْ
أَوِ انْبَـــتَّ حَبْـــلٌ أَنَّ قَلْبَــكَ طَـائِرُ
أَفِـقْ قَدْ أَفَاقَ العَاشِقُونَ وَفَارَقُوا الـ
ـهَــوَى وَاسْـتَمَرَّتْ بِالرِّجَـالِ المَـرَائِرُ
وَهَبْهَــا كَشـَيْءٍ لَــمْ يَكُـنْ أَوْ كَنَـازِحٍ
بِــهِ الــدَّارُ أَوْ مَـنْ غَيَّبَتْهُ المَقَابِرُ
أَمُنْقَطِــعٌ يَــا عَـزَّ مَـا كَـانَ بَيْنَنَـا
وَشَـــاجَرَنِي يَــا عَــزَّ فِيـكِ الشَّوَاجِرُ
إِذَا قِيـــلَ هَـــذِي دَارُ عَـزَّةَ قَـادَنِي
إِلَيْهَــا الهَـوَى وَاسْتَعْجَلَتْنِي البَوَادِرُ
أَصُدُّ وَبِــي مِثْلُ الجُنُــونِ لِكَــيْ يَـرَى
رُوَاةُ الخَنَـــا أَنِّـــي لِبَيْتِـكِ هَـاجِرُ
فَيَــا عَــزَّ لَيْتَ النَّأْيَ إِذْ حَالَ بَيْنَنَا
وَبيْنَــكِ بَـاعَ الــوُدَّ لِـي مِنْـكِ تَاجِرُ
وَأَنْـــتِ الَّـــتِي حَبَّبْــتِ كُـلَّ قَصِـيرَةٍ
إِلـــيَّ وَمَــا يَـدْرِي بِـذَاكَ القَصَـائِرُ
عَنَيْـــتُ قَصِــيرَاتِ الحِجَـالِ وَلَـمْ أُرِدْ
قِصَــارَ الخُطَــا شـَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ