
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَجَـــرَّبْتُ الأُمُــورَ وَجَرَّبَتْنِـي
فَــقَدْ أَبْـدَتْ عَرِيكَتِـيَ الأُمُورُ
وَمَـا تَخْفَـى الرِّجَالُ عَلَيَّ إِنِّي
بِــهِمْ لَأَخُــو مُــثَاقَبَةٍ خَبِيرُ
تَـرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيهِ
وَفِــي أَثْــوَابِهِ أَسـَدٌ مَزِيـرُ
وَيُــعْجِبُكَ الــطَّرِيرُ فَتَبْتَلِيهِ
فَيُخْلِـفُ ظَنَّـكَ الرَّجُـلُ الطَّرِيرُ
فَــمَا عِظَمُ الرِّجَالِ لَهُمْ بِفَخْرٍ
وَلَــكِنْ فَخْرُهُـمْ كَــرَمٌ وَخَيْـرُ
بُــغَاثُ الطَّيْرِ أَطْوَلُهَا رِقَاباً
وَلَـمْ تَطُلِ البُزَاةُ وَلَا الصُّقُورُ
خَشـَاشُ الطَّيْـرِ أَكْثَرُهَا فِرَاخاً
وَأُمُّ الـــصَّقْرِ مِــقْلَاتٌ نَـزُورُ
ضـِعَافُ الأُسـْدِ أَكْثَرُهَـا زَئِيراً
وَأَصْــرَمُهَا اللَّـوَاتِي لَا تَزِيرُ
وَقَــدْ عَظُـمَ البَعِيرُ بِغَيْرِ لُبٍّ
فَـلَمْ يَـسْتَغْنِ بِالعِظَمِ البَعِيرُ
يُنَـوَّخُ ثُـمَّ يُضـْرَبُ بِـالهَرَاوَى
فَلَا عُــرْفٌ لَــدَيْهِ وَلَا نَكِيــرُ
يُـــقَوِّدُهُ الــصَّبِيُّ بِكُـلِّ أَرْضٍ
وَيَنْحَـرُهُ عَلَـى التُّرْبِ الصَّغِيرُ
يُصــَرِّفُهُ الصــَّبِيُّ بِكُـلِّ وَجْـهٍ
وَيَحْبِسـُهُ عَلَـى الخَسْفِ الجَرِيرُ
وَعُـودُ النَّبْـعِ يَنْبُـتُ مُسْتَمِرّاً
وَلَيْـسَ يَطُـولُ وَالقَصـْبَاءُ خُورُ
فَـإِنْ أَكُ فِـي شـِرَارِكُمُ قَلِيلاً
فَــإِنِّي فِــي خِيَـارِكُمُ كَثِيـرُ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ