
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرِقْـتُ وَهـاجَتْني الْهُمومُ الْحَواضِرُ
وَهَـمُّ الْفَتَـى سـارٍ عَلَيْـهِ وَبـاكِرُ
وَلـي صـاحِبٌ قَـدْ رابَني أَوْ ظَلَمْتُهُ
كَـذَلِكَ مـا الْخَصْـمانِ بَـرٌّ وَفـاجِرُ
إِذا قـالَ يَلْحَـاني وَيَعْـذُرُ نَفْسَـهُ
وَفــي اللَّهِ لِلْمَظْلُـومِ عِـزٌّ وَناصِرُ
وَإِنِّـي امْـرُؤٌ عِنْـدِي وَعَمْداً أَقُولُهُ
لَآتِـي الَّـذي يَأْتِي امْرُؤٌ وَهْوَ خابِرُ
لِســانانِ مَعْسُــولٌ عَلَيْـهِ غَـراوَةٌ
وَآخَــرُ مَــذْرُوبٌ عَلَيْـهِ الشَّراشِـرُ
يَبِيتـانِ عِنْـدي ثُـمَّ كُـلٌّ إِذا غَدا
بِكُــلِّ كَلامٍ قــالَهُ النَّـاسُ مـاهِرُ
وَكـانَ الَّذي يَلْقَى الْوُعوثَةَ مِنْهُما
عَلــى سُبُلٍ قَـدْ أَنْهَجَتْهَا الْعَيائِرُ
فَقُلْـتُ وَلَـمْ أَبْخَـلْ عَلَيْـهِ نَصِيحَتي
وَلِلْمَــرْءِ نــاهٍ لا يَـراهُ وَزاجِـرُ
إِذا أَنْـتَ حاوَلْتَ الْبَراءَةَ فاجْتَنِبْ
حَـرا كُـلِّ أَمْـرٍ تَعْتَرِيـهِ الْمَعاذِرُ
فَقَدْ تُسْلِمُ الْمَرْءَ الْمَعاذِيرُ لِلرَّدَى
فَيَرْدَى وَقَدْ تُرْدِي الْبَرِيءَ الْجَرائِرُ
وَشـــاعِرِ سَـوْءٍ غَـرَّهُ أَنْ تَرادَفَـتْ
لَـهُ الْمُفخِمـونَ الْقَـوْلَ إِنَّكَ شاعِرُ
عَطَفْـــتُ عَلَيْــهِ مَــرَّةً فَتَرَكْتُــهُ
لِمـا كـانَ يَرْضَى قَبْلَها وَهْوَ حاقِرُ
بِقافِيَـــةٍ حَــذَّاءَ سَـهْلٍ رَوِيُّهــا
كَسَـرْدِ الصَّـناعِ لَيْـسَ فِيـهِ تَواتُرُ
نَطَقْــتُ وَلَـمْ يَعْجِـزْ عَلَـيَّ رَوِيُّهـا
وَلِلْقَــْولِ أَبْــوابٌ تُـرَى وَمَخاصِـرُ
يُعَـدِّي الْكَـرى عَنْ عَيْنِهِ وَهْوَ ناعِسٌ
إِذا انْتَصَفَ اللَّيْلَ الْمُكِلُّ الْمُسافِرُ
إِذا مـا قَضـاها عـادَ فِيها كَأَنَّهُ
لِلَــــذَّتِهِ سَــكْرانُ أَوْ مُتَسَــاكِرُ
ظالِمُ بن عَمْرِو بن سُفْيانَ بن جَندلٍ الدُّؤَلِيُّ الكِنانِيُّ، أبو الأسودِ، شاعرٌ أمويٌّ، تابعي، واضع علم النحو، كانَ مَعْدُوداً مِنَ الفقهاءِ والأَعْيانِ والأُمراءِ والشُّعراءِ والفُرْسانِ والحاضريِ الجواب. وقِيلَ إنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه رَسَمَ لَهُ شَيْئاً من أُصولِ النَّحْوِ، فَكَتَبَ فيهِ أَبُو الأسودِ، وقيلَ إنَّ أَبا الأسودِ وَضَعَ الحَركاتِ والتنوينِ لا غَيْرِ. سَكَنَ البصرةَ في خلافةِ عُمَرَ رضي الله عنه وَوَلِيَ إمارتَها في أيَّامِ عليٍّ رضي الله عنه. وَلَمْ يَزَلْ في الإمارةِ حتَّى قُتِلَ عليٌّ رضي الله عنه وكانَ قد شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، وَلمَّا تَمَّ الأَمْرُ لمعاويةَ قَصَدَهُ فبالَغَ مُعاوِيَةُ في إكرامِهِ، وَهُوَ في أكثرِ الأقوالِ أَوَّلُ مَنْ نَقَّطَ المُصْحَفَ، ماتَ بالبصرةِ سنةَ 69 هـ/688م.